اتفاق (مكة) الفلسطيني
عارف محفوظمؤخراً ، وعلى هامش الاتصال الهاتفي الذي تلقاه فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ومؤسس الدولة اليمنية الحديثة من نظيره الفلسطيني الرئيس محمود عباس ( ابو مازن ) رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، جددت دولتنا الفتية والوليدة ـ الجمهورية اليمنية ـ تهنئتها الصادقة ومباركتها الأكيدة للنجاح الكبير وغير المتوقع الذي تكللت به أعمال ووقائع الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني الداخلي الذي عقد خلال الايام القليلة الفائتة في الأراضي المقدسة للأمة العربية والاسلامية (خير امة اخرجت للناس اجمعين ) وتحديداً بين ربوع مدينة ( مكة المكرمة ) ورحابها الطاهرة في ظل الرعاية الكريمة والعناية السامية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة .وخلال الاتصال الهاتفي الذي اطلع خلاله فخامته أو بالاحرى استمع عبر نبراته الاثيرية الحميمة والسريعة من الرئيس ابو مازن الى تفاصيل اولية وعاجلة بشأن مضامين الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني ووقائعه وفحوى جلساته والنتائج الايجابية التي تمخضت عنه ، فقد سارع الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الى التعبير عن ارتياحه البالغ وتثمينه العالي لمجمل الجهود الرائعة والمساعي الخيرة والنبيلة التي بذلت بهدف تقريب وجهات نظر الفرقاء الفلسطينيين ووقف الاقتتال والتناحر وحقن الدماء الفلسطينية في المقام الاول وباعتبار مثل هذا الامر المؤسف والأليم بمثابة ( خط احمر ) لا يمكن بأي حال من الاحوال تجاهله او القفز عليه مهما بلغت نقاط الاختلاف وحدود التباين ازاءه مشيداً فخامته في هذا السياق بالحرص الكبير والالتزام المسؤول وغير المسبوق الذي تحلت به رموز الحوار وعناصره الرئيسية وبالذات قيادات وكوادر كل من حركات التحرير الوطني الفلسطينية ( فتح ) بزعامة الرئيس محمود عباس ( ابو مازن ) رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية ( حماس ) بقيادة السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة .[c1]الوفاق والوحدة الوطنية[/c]ولئن كان الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية قد وصف اتفاق ( مكة المكرمة ) الفلسطيني الاخير بانه يشكل خطوة ايجابية ومتقدمة على الطريق الصحيح واعرب عن أمله في ان يسهم هذا الاتفاق التاريخي في حقن الدماء وترسيخ مناخات الوفاق والوحدة الداخلية بين أبناء الوطن الواحد والقضية الواحدة وان يجري توجيه السلاح صوب الاعداء الحقيقيين للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة وحقوقه المشروعه وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير واقامة دولته الوطنية المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف .. فان الاخ الرئيس لم ينس ان يعبر ايضاً في اتصال مماثل عن شكره العميق وتثمينه العالي للجهود والمساعي الكبيرة والمخلصة التي بذلتها القيادة السياسية في المملكة العربية السعودية الشقيقة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بغية انجاح (لقاء مكة ) وتحقيق وترجمة الأهداف المرجوة من انعقاده مؤكداً فخامته في هذا الصدد ان هذه المساعي النبيلة والصادقة ليست غريبة عن شخص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المشهود له بمواقفه القومية والعروبية الاصيلة والثابتة ناهيك عن ما يتمتع به جلالته من سمات وسجايا انسانية واخلاقية رفيعة أساسها الاتزان والرصانة وعنوانها التسامح والحكمة والعفو عند المقدرة .وعلاوة على ان اتفاق مكة الفلسطيني قد قوبل بترحيب عربي وارتياح اقليمي وعالمي واسعين فانه من الاهمية بمكان الاشارة هنا الى ان اجتماع القيادات الفلسطينية في مكة المكرمة قد انعقد في ظل ظروف وتطورات اقليمية وقومية ودولية بالغة الدقة والحساسية ، زد على ذلك ان نجاح هذه الاجتماعات يمثل بحد ذاته مكسباً رائعاً ومتقدماً من شأنه ان يمهد معه الارضية المناسبة والاجواء الداعمة كذلك لنجاح القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في العاصمة السعودية ـ الرياض ـ أواخر شهر مارس القادم [c1]النجاح وحده لا يكفي [/c]وعموماً .. وقياساً الى ان اتفاق ( مكة ) الفلسطيني الذي ابرم بين قيادات الفصائل الفلسطينية (حركتي فتح وحماس ) في الآونة الاخيرة كان ولا يزال وسيظل يشكل حدثاً كبيراً وتطوراً بالغ الاهمية في حياة المجتمع الفلسطيني إجمالاً ـ أرضاً وإنساناً ، حقوقاً ومقدسات ، نضالاً وقضية .. وفي الوقت الذي نؤكد معه هنا ان النجاح الواضح لهذا الاتفاق بين الفرقاء الفلسطينيين وحده لا يكفي وان الضرورة تقتضي من الجميع العمل على وضع بنود ( اتفاق مكة ) واحكامه موضع التنفيذ الفعلي والترجمة الحقيقية وبعيداً عن وضع وتبني الشروط التعجيزية والاشتراطات المسبقة من قبل أي طرف كان وهو الأمر الذي يتطلب من القيادات والرموز السياسية والاجتماعية والفصائل الفلسطينية الارتقاء الى مستوى المسؤولية التاريخية والوطنية والعمل على مواجهة مجمل التحديات والتهديدات الحقيقية التي تتعرض لها القضية الفلسطينية في الظروف الراهنة والتي لا نبالغ اذا قلنا انها كانت وستبقى الاكثر من غيرها من حيث التعقيد والخطورة .