قوات باكستانية في أحد معاقل طالبان باكستان
ديرا اسماعيل خان (باكستان) /14اكتوبر/ حافظ وزير:أكد مسئولون أمس السبت أن القوات الباكستانية استعادت السيطرة على بلدة إستراتيجية من متشددي طالبان بعد قتال ضار لقيت فيه دعما من طائرات هليكوبتر مقاتلة ومدفعية.وتبادلت القوات الحكومية وطالبان السيطرة على بلدة كوتكاي الواقعة في وزيرستان الجنوبية ثلاث مرات منذ بدأ الجيش هجوما كبيرا على معاقل الحركة قبل أسبوع الأمر الذي يبرز صعوبة انتزاع السيطرة على الأراضي في الجبال والوديان الوعرة في أفغانستان.كما أن البلدة مسقط رأس زعيم طالبان باكستان حكيم الله محسود وموطن قاري حسين محسود وهو قائد كبير يعرف بأنه “معلم المفجرين الانتحاريين”.والهجوم هو اختبار لعزم الحكومة على التصدي للأصوليين الإسلاميين وتتابع الولايات المتحدة وقوى أخرى مشاركة في الصراع المتنامي في أفغانستان عن كثب الحملة التي يشنها الجيش الباكستاني على معاقل المتشددين.ورد المتشددون بتصعيد حملة من الهجمات الانتحارية وبغارات للكوماندوس أسفرت عن مقتل أكثر من 150 شخصا وإصابة أكثر من ذلك العدد في الأسابيع الثلاثة الماضية.وأوضح مسؤول حكومي كبير أن قوات الأمن دخلت كوتكاي مساء أول أمس الجمعة وأنها تقوم حاليا بتطهير المنطقة. واستولت القوات الحكومية على المدينة للمرة الأولى يوم الاثنين لكن طالبان استعادتها يوم الثلاثاء.وأضاف المسؤول الذي رفض نشر اسمه “دارت معركة شرسة هناك وانتزعت قواتنا السيطرة على البلدة الآن وتجري حاليا عملية لإكمال المهمة.”وأفاد مسئول أمني آخر أن ثمانية متشددين على الأقل لقوا حتفهم في القتال.كما أكد مسئولون أن قوات الأمن تتقدم حاليا باتجاه كانيجوروم وهي معقل آخر لطالبان.وفر عشرات الآلاف من السكان من منازلهم في وزيرستان الجنوبية لكن مسئولين لا يتوقعون أن يصبح ذلك النزوح أزمة إنسانية كما حدث في هجوم مماثل في وادي سوات في وقت سابق من العام الحالي.لكن زيادة الهجمات على المراكز الحضرية لها تأثير سلبي حيث انخفضت البورصة الباكستانية ستة في المائة في أسبوع بعد أن كان أداؤها جيدا هذا العام عقب تراجعها وسط انخفاض الأسواق العالمية.وحذر محللون من إمكانية حدوث مزيد من الهجمات في ظل تعرض طالبان للضغط في وزيرستان الجنوبية. وتأمل طالبان أن تؤدي إراقة الدماء والفوضى إلى أن تفقد الحكومة والمواطنون الدافع للحملة العسكرية.وقتل مفجر انتحاري ثمانية أشخاص في هجوم وقع خارج منشأة تابعة للقوات الجوية في باكستان يوم الجمعة. وبعد ساعات انفجرت سيارة ملغومة أمام مطعم في مدينة بيشاور شمال غرب باكستان فأصابت 15 شخصا بينهم اثنان إصابتهما خطيرة.وأصبح وزيرستان ذلك الإقليم النائي الوعر الذي تقطع جباله الصخرية وغاباته المتناثرة روافد ووديان جافة مركزا عالميا للمتشددين الذين يتنقلون بسرعة بين باكستان وأفغانستان.من جانيه أوضح مسئول حكومي أن طائرة أمريكية بلا طيار قتلت عشرة أشخاص يوم السبت بعد أن قصفت منزلا لأحد قادة حركة طالبان في منطقة باجور القبلية بباكستان.وأضاف لرويترز “جميعهم مدنيون بينهم أجانب.”وأوضح أن القائد مولاي فقير أفلت بالكاد من الهجوم لكن اثنين من أقاربه قتلا.ويقاتل نحو 28 ألف جندي باكستاني ما يقدر بنحو 10 آلاف من مقاتلي طالبان من بينهم ألف مقاتل أوزبكي وعدد من أعضاء القاعدة العرب.ولا يسمح للصحفيين الأجانب بالاقتراب من مناطق القتال لخطورتها حتى على الصحفيين الباكستانيين.ولا يتسنى الحصول على تأكيد مستقل لأرقام الضحايا.