[c1]الحزب الجمهوري الأميركي يغرق[/c]إذا كان الجمهوري الأميركي يريد أن يبقى خارج السلطة سنوات عدة فإنه قد اختار اليوم أقصر الطرق, أو على الأقل هذا ما يراه كليف كروك في مقال له بصحيفة فايننشال تايمز, تحت عنوان «سفينة الحزب الجمهوري تغرق وجميع أعضائه بداخلها» ناقش فيه الحاضر المضطرب لهذا الحزب ومستقبله الغامض.فإذا تمكن الديمقراطي من الفوز بانتخابات ولاية مينيسوتا التي لم تحسم نتيجتها بعد, فإنه سيكون قد حصل على ستين مقعدا بالكونغرس بعد انضمام السيناتور الجمهوري آلين سبكتر له, مما سيمكنه من التغلب على كل العقبات وفرض أجندته عبر التصويت خاصة أنه يحظى بأغلبية مريحة في مجلس النواب.ويرجع المراقبون سبب تحول سبيكتر من جمهوري إلى ديمقراطي إلى حرصه على تعزيز فرص إعادة انتخابه العام القادم, وخشيته من ألا يتمكن من ذلك تحت مظلة الجمهوري.ويصر بعض أعضاء الجمهوري على أن سبيكتر, المعروف بأفكاره المتحررة ودعمه في بعض الأحيان للسياسات الديمقراطية, كان يفترض أن يطرد من الحزب أصلا.وبالنسبة لهؤلاء فإن حزبهم لا يمكن أن يستعيد مكانته ويتولى قيادة البلاد من جديد ما لم يتمسك بنقاوته الأيديولوجية ويعيد تنشيط قاعدته المحافظة, ولسان حالهم يقول: من الأفضل أن تتمسك بمبادئك وتظل خارج السلطة على أن تتنازل عن بعضها حتى لو أوصلك ذلك بصورة مؤقتة إلى الهدف.لكن هذا النوع من السياسة أثبت فشله في السابق, فقد جربه حزب العمال البريطاني بعد خسارته أمام المحافظين بزعامة رئيسة الوزراء مارغريت تاتشر، وكانت النتيجة أنه ظل خارج الحكم ما يناهز عشرين عاما.بل إن الجمهوري الأميركي الحالي أسوأ حالا من حزب العمال آنذاك, إذ ليس له زعيم قوي يلتف حوله ولا برنامج بديل يعرضه على الأميركيين لكسب تأييدهم.أضف إلى ذلك أن سياسته تتمحور حول جملة من الشعارات والأحكام المسبقة تشترك كلها في التعبير عن الاشمئزاز من إدارة الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما.لكن الوقت الآن ليس وقت إنحاء اللوم على الحكومة نظرا للوضع الحالي للاقتصاد خاصة إذا لم يكن لدى المنتقد بدائل عن المعروض، وفي ظل اعتبار الكثيرين حول العالم بأن القلاقل التي يمر بها الاقتصاد العالمي حاليا إنما هي جزء من إرث الرئيس الجمهوري السابق جورج دبليو بوش.فالذي يحتاجه الجمهوري هو تقديم بدائل عملية تكون مرتبطة من الناحية المنطقية، وكذلك انتهاج نوع من الوسطية في مواجهة لما يقدمه أوباما وحلفاؤه بالكونغرس.وعلى أعضاء هذا الحزب كذلك أن يحرصوا على أن تظل انتقاداتهم لأوباما وإدارته بناءة وعملية, بعيدا عن التجريد والأحكام المطلقة.ولو قرروا انتهاج ذلك الأسلوب فإن لديهم ما يقولونه, إذ يرى كثير من المعلقين أن إعجاب الأميركيين بأوباما تشوبه شكوك كثيرة حول سياساته خاصة أن الكثير منها في النهاية سيترجم إلى زيادة في الضرائب التي يتوجب عليهم دفعها.وهذه هي في الواقع فرصة سانحة لبناء معارضة قائمة على أسس جيدة وسياسات فعالة جلية, لكن الحزب الجمهوري لا يبصرها ويصارع من أجل مفاقمة ورطته, وهذا هو بالتأكيد أفضل طريق للبقاء خارج السلطة لأمد طويل.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1] إسرائيل والفصل بين ملفي فلسطين وإيران[/c] لخصت صحيفة نيويورك تايمز في تحليل إخباري لها الأسباب التي تقف عائقا أمام ترويج إسرائيل لسياستها الخارجية في الفصل بين الملفين الإيراني والفلسطيني في أمرين.الأول هو أنه رغم أن الأساليب المعتادة في السياسة الإسرائيلية لم تفض إلى شيء فإنه لا يوجد حتى الآن أي بديل آخر.الثاني هو أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أيدت مرارا وتكرارا حل الدولتين، شأنها في ذلك شأن الأوروبيين، وبعبارة أخرى، فإن البيت الأبيض يبدو أقرب إلى وجهة النظر الأوروبية من الإدارة السابقة.وأشارت الصحيفة إلى أن الجهود الإسرائيلية الرامية إلى تحويل النقاش إلى الملف الإيراني من المحتمل أن تُقابل في واشنطن وعواصم أوروبية بتأكيدات بأن بناء تحالف لمواجهة إيران يتطلب من إسرائيل التحرك قدما نحو الملفين الفلسطيني والسوري.مسئول أميركي اشترط عدم الكشف عن هويته قال إن «أوباما ينظر إلى المنطقة ككل، وإن محاولة عزل كل مشكلة على حدة لن تعكس الحقيقة».وأضاف المسئول «سيكون من السهولة بمكان بناء تحالف للتعاطي مع إيران إذا تقدمت عملية السلام نحو الأمام».وعلى الجانب الإسرائيلي، أكد مسئول -رفض ذكر اسمه لأن السياسة الإسرائيلية في طور الصياغة- اعتقاده بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيقر عندما يلتقي الرئيس أوباما بأن الهدف في نهاية المطاف هو الدولة الفلسطينية.غير أنه من المتوقع، حسب المسئول الإسرائيلي، أن يشير نتنياهو إلى أن مثل تلك الدولة ستحتاج إلى وقت طويل لأن المؤسسات الفلسطينية والتنمية الاقتصادية تتطلب عملا كبيرا واستثمارا عربيا وتوجيها للخطاب الفلسطيني العام نحو التعايش المشترك.
أخبار متعلقة