يتعرض المسجد الأقصى هذه الأيام بالذات لهجمة صهيونية جديدة لا تستهدف بنيانه فحسب بل تنطلق لاستباحته من خلال تسهيلات الشرطة الإسرائيلية التي وفرتها للمستوطنين الذين دنسوا المسجد الأقصى ودخلوا إلى باحته الداخلية في سياق الهجمة المبرمجة عليه وعلى القدس لتهويد وتهجير أهلها.ويتجدد الخطر الصهيوني على المسجد الأقصى في الحفريات المتجددة تحت أعمدته وفي تدنيس المستوطنين المستمر له إلى جانب الخطط الصهيونية التي بدأ العدو الصهيوني بتنفيذها لتهجير المقدسين وتهويد المدينة في ظل صمت عربي وتواطؤ مشهود من أولئك الذين ربطوا مصير عروشهم بعربة الاحتلال وارادوا القدس أن تكون رهينة في حساب التسوية التي لا تأتي.وفي اتجاه آخر تدور محركات الجرافات مجدداً استعداداً لهدم عشرات المنازل الفلسطينية في قلب القدس ويتزامن ذلك مع تسارع وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية والتي سيتيح الفرصة عبر قرارات الضم الجديدة لنهب مساحات واسعة من الأراضي المحتلة لزيادة نصف مليون نسمة من المستوطنين إلى المستوطنات الجديدة لهم. في الوقت الذي يتحدث الاتحاد الأوروبي عن هذا الضغط الاستيطاني الذي يوشك أن يغير الخارطة الفلسطينية كلها.أما ما يسمى بالمجتمع الدولي الذي لم يستخدم كلمة واحدة تدعو إلى وقف الاستيطان بالقوة بل أكتفى في تعبيرات سابقة بمطالبة بتجميد الاستيطان حيث لا يجرؤ أحد على دعوة إسرائيل إلى وقف أي مشروع من المشاريع التي باشرت بتنفيذها فيما تتعالى الأصوات الغربية التي تدعو العرب والمسلمين إلى التخلي عن أي مشروع يرى فيه الغرب تهديداً للعدو ولو حتى على مدى عشرات ومئات السنين.وفي الوقت نفسه يدخل على خطها عامل جديد يتمثل بالأمم المتحدة والكل يتساءل عما إذا كان دور الأمم المتحدة هو الحفاظ على السلم والأمن الدوليين أو افتعال المشاكل بين الدول ولماذا لا تكون المنظمة الدولية حريصة على سيادة الأراضي السورية التي اخترقتها طائرات العدو لتقصف المنشآت في سوريا وأيضاً لماذا لا تكون حريصة على سيادة السودان الذي تنتهكها الطائرات الإسرائيلية ولماذا الأمم المتحدة لا تحرك ساكناً أمام هذه الاستباحة للأجواء اللبنانية يومياً.هذا الموقف الغريب للأمم المتحدة يرتقي إلى مستوى التحريف وإثارة القلاقل بين العرب .. وعلى المنظمة الدولية الخروج من هذا المأزق الذي حشرت نفسها به وكادت أن تتحول إلى موقع يعمل من خلال التحقيق والتوزيع الإسرائيلي بأن المسألة ترقى إلى مستوى الكارثة التي ينبغي تداركها قبل أن تنعكس على حافة اللهب وتحتاج لمن يطفئ نيرانها لا لمن يشعل الملفات لحساب المحتلين والطغاة أما وزيرة الخارجية الأمريكية التي طافت المنطقة فلن تتحرك في تصريحاتها ومواقفها قيد أنملة عن سياسة إدارة بوش وخصوصاً لجهة إعلانها عن إن إدارتها لن تتعامل مع أي حكومة فلسطينية تضم حركة حماس ولا تلتزم بأي شروط فهي تريد من الفلسطينين أن يلقوا بالسلاح لكي ترضي إسرائيل حتى من دون إقرار العدو بحل الدولتين أو خضوعه للقرارات الدولية لأنه يراد أن تبقى إسرائيل خارج نطاق أي التزام حيال قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي كما يراد لها أن تستخدم كل أساليب العنف والإرهاب والمجازر فيما هو عنف الكيان الوحشي الذي مارسته على الفلسطينين في غزه من دون أن يطالبها أحد بنبذ العنف أو أن يجرؤ أحد على محاسبتها.
|
اتجاهات
لماذا الصمت العربي
أخبار متعلقة