على الرغم من قرار المحكمة الجنائية الدولية
نيروبي / 14 أكتوبر / رويترز :قالت الحكومة الاريترية إن الرئيس السوداني عمر حسن البشير زار اريتريا يوم أمس الاثنين في أول رحلة له للخارج منذ اتهمته المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب في دارفور.ويخاطر البشير باحتمال تعرضه للاعتقال اذا ما غادر السودان بعد أن أصدرت المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها أمر اعتقال بحقه هذا الشهر متهمة اياه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.وقال وزير الاعلام الاريتري علي عبده (رويترز) في اتصال هاتفي «نعم.. انه هنا.«انه في اجتماع مع الرئيس اسياس (أفورقي) وهما يناقشان العلاقات الثنائية. لماذا نقلق بشأن أمر المحكمة الجنائية الدولية؟»ويوم أمس الأول الاحد ذكرت وسائل اعلام حكومية سودانية إن هيئة علماء السودان نصحت البشير بعدم السفر لحضور قمة عربية في قطر في نهاية مارس اذار الجاري.وقال فؤاد حكمت المحلل بالمجموعة الدولية لمعالجة الازمات التي تتخذ من نيروبي مقرا لها «يبدو انه تصرف رمزي.. ليظهر ان باستطاعته أن يفعلها. ليست لها أهمية في حد ذاتها.»وأضاف «لقد عبر فقط حدود بلاده وزار دولة مجاورة ليس لها تعاملات بصورة حقيقية مع المجتمع الدولي. السؤال الحقيقي هل سيكون بامكانه عبور المجال الجوي الدولي لزيارة قطر؟»وجرت زيارة البشير لاريتريا وسط تكتم كبير في السودان فلم تذكر وسائل الاعلام الحكومية التي تغطي عادة كافة تحركات الرئيس أي شيء عن الزيارة خلال ساعات الصباح أو بعد الظهر.وقال مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية السودانية ان البشير قبل دعوة من الحكومة الاريترية وسيعود الى السودان يوم أمس الاثنين.وأردف «اذا كنا شعرنا بأي خطر ما كنا سمحنا له بالسفر. لكننا شعرنا انه في امان.«عندما يتكرر هذا الظرف (السفر للخارج) سنقيم الوضع على أساس حالة بحالة.»ودعت جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي بمساندة من الصين وروسيا مجلس الامن الدولي الى استخدام صلاحياته لتعليق قرار المحكمة الجنائية بحق البشير.ورأت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا انه لا جدوى من وراء وقف محاكمته.ويقول خبراء دوليون ان 200 الف شخص على الاقل قتلوا وان أكثر من 2.7 مليون نزحوا عن ديارهم خلال نحو ست سنوات من القتال في دارفور بغرب السودان. وتقول الخرطوم ان عشرة الاف فقط قتلوا في الصراع.وتعززت العلاقات بين أسمرة والخرطوم في السنوات الاخيرة بعد قطيعة بينهما في التسعينيات لمساندة السودان لمتشددين اسلاميين في غرب اريتريا وهي منطقة يقول مستكشفون انها غنية بالذهب وغيره من المعادن.وتبادلت الجارتان الاتهامات منذ سنوات واتهمت كل منهما الاخرى بدعم جماعات متمردة لكن العلاقات شهدت تقاربا بعد ان توسطت اريتريا في اتفاق سلام بين الخرطوم ومتمردين في شرق السودان عام 2006 .ويقول محللون ان اريتريا ترغب ايضا في تأمين حدودها مع السودان كطريق حيوي امام البضائع التجارية اذا ما تجددت خلافاتها الاقليمية مع اثيوبيا.كما ان اريتريا متورطة بشدة في دارفور واتهمت بامداد متمردين في الاقليم بالاسلحة واستضافة بعض الجماعات المتمردة في اسمرة.واندلع صراع دارفور عندما حمل متمردون معظمهم من غير العرب السلاح ضد حكومة السودان مطالبين بتمثيل افضل واتهموا الخرطوم بتجاهل تنمية الإقليم.هذا وعاد الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى الخرطوم بعد زيارة قصيرة قام بها يوم أمس الاثنين للعاصمة الإريترية أسمرا في أول رحلة له خارج البلاد منذ صدور مذكرة المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه.