دخول معونات محدودة إلى قطاع غزة
فلسطين المحتلة/وكالات:أنتخب المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية مساء أمس الأول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «رئيسا لدولة فلسطين»، بينما أعلن عباس لدى افتتاح المجلس عزمه الدعوة لانتخابات مبكرة حال استمرار تعثر الحوار الفلسطيني. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) إن عملية انتخاب عباس رئيسا لدولة فلسطين جرت بأغلبية أعضاء المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.وكان المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية عقد في مقر الرئاسة بمدينة رام الله الأحد دورته العادية التي حملت اسم دورة «وثيقة الاستقلال وجورج حبش والشاعر محمود درويش»، بمشاركة عباس.وفي افتتاح أعمال اجتماعات المجلس المركزي أعلن عباس الذي يتزعم حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» أنه سيدعو لانتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة مطلع العام المقبل في حال استمر تعثر عقد الحوار الوطني الفلسطيني. على صعيد أخر نفى عباس خضوعه لفيتو أميركي وإسرائيلي يحظر محاورة حماس, وقال إن تعثر وساطة مصر ليس نهاية الطريق.ولم يشرح عباس كيف تنظم انتخابات والسلطة لا تسيطر إلا على الضفة الغربية بعد وقوع قطاع غزة تحت سيطرة حماس منتصف يونيو2007. في حين أوصى تقرير حكومي إسرائيلي بمنع تنظيم اقتراع فلسطيني ولو كان الثمن مواجهة الولايات المتحدة والمجموعة الدولية, وقال إن عباس قد «يختفي», ولم يستبعد وقوع صراع جديد بين حماس وفتح بسبب الانتخابات. وشكك مسئول في الليكود بأن تقبل إسرائيل مشاركة حماس في انتخابات جديدة, فنجاحها حسب قوله يعني أنه «لا يوجد إطلاقا من يمكن التحدث إليه في الجانب الآخر». في سياق أخر فتحت إسرائيل أمس الاثنين معابر حدودية مع قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسمحت بدخول كميات محدودة من الطعام والوقود للمرة الثانية خلال ثلاثة أسابيع بعد أن حذرت الأمم المتحدة من أزمة إنسانية تلوح في الأفق. وذكرت جماعات إغاثة أن عمليات الشحن التي تستمر يوما واحدا سيكون لها تأثير ضئيل نظرا لان المعابر الحدودية أغلقت لفترة طويلة مما أدى لنفاد الاحتياطي من جميع السلع من الدقيق إلى علف الحيوان. وقال كريستوفر جونيس المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) «هذا ليس كافيا.» وذكر مسئولون أن إسرائيل وافقت على السماح بدخول 45 شاحنة محملة بالبضائع عبر معبر كيرم شالوم من بينها عشر شاحنات للاونروا. وأضاف جونيس أن وكالته تحتاج إلى نحو 15 شاحنة يوميا. وقال مسئولون فلسطينيون إن نحو 15 شاحنة محملة بالحبوب وعلف الحيوان عبرت معبر المنطار للمرة الأولى منذ ثلاثة أسابيع. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أمر بفتح المعابر بعد تراجع عدد الصواريخ التي يطلقها ناشطون فلسطينيون عبر الحدود من قطاع غزة. وفرضت إسرائيل قيودا على الواردات الإنسانية إلى قطاع غزة بدءا من الرابع من نوفمبر تشرين الثاني عندما أدت غارة دامية للجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة إلى زيادة في عدد الهجمات الصاروخية. وكان معبر كيرم شالوم للبضائع قد افتتح آخر مرة في 17 نوفمبر للسماح بمرور نحو 30 شاحنة من البضائع. وللمرة الأولى منذ 12 نوفمبر سمحت إسرائيل أيضا بدخول وقود يموله الاتحاد الأوروبي إلى محطة الطاقة الوحيدة في قطاع غزة وهي خطوة يمكن أن تقلل بشكل مؤقت من انقطاع التيار الكهربائي باستمرار. وقال وزير الصحة في حكومة حماس باسم نعيم إن غزة واجهت أزمة حقيقية لا يمكن تخفيف حدتها من خلال تلك الحيل «الصهيونية» في إشارة إلى العدد المحدود من الشاحنات التي سمح بدخولها. وأضاف جونيس أن أونروا لا يمكنها العمل بشكل طبيعي بدون تدفق مستمر من الإمدادات ليس فقط الطعام بل كتب التلاميذ التي أوقفتها إسرائيل أيضا منذ أسابيع. وذكر مسئول فلسطيني أن إسرائيل وافقت على إعادة فتح المعابر في أعقاب وساطة مصرية التزم نشطاء غزة بموجبها بوقف الهجمات الصاروخية بشكل متزامن. وقال مسئولون إسرائيليون إن شحنات المعونات المستقبلية تعتمد على الحد من العنف عبر الحدود الذي يعرقل هدنة جرى التوصل إليها منذ خمسة أشهر من المقرر أن تنقضي في ديسمبر على طول الحدود بين إسرائيل وغزة. وذكرت إسرائيل وحماس أنهما تريدان استعادة التهدئة التي توسطت فيها مصر. وتدعو التهدئة حماس إلى وقف إطلاق الصواريخ وغيرها من الهجمات ضد إسرائيل، كما تطالب التهدئة إسرائيل بالتخفيف تدريجيا من الحصار الذي فرضته على قطاع غزة قبل أكثر من عام بعد أن تغلبت قوات حماس على قوات فتح.