عبدا لله بن كده :تمتلك دلتا ابين مساحات واسعة صالحة للزراعة وخصبة تبلغ حوالي 39463 هكتاراً منها مساحات تروى بمياه السيول تقدر بحوالي 34954 هكتاراً تأتيها المياه عبر قنوات الري من وادي حسان ووادي بنا وتشرف على توزيع المياه إدارة الري في المحافظة.. ويتميز النظام الإنتاجي المروي بمياه السيول بالتباين السنوي في المساحات المروية بالسيول وذلك ناتج عن حجم المياه المتدفقة واستغلال الأراضي بالمحاصيل الزراعية المختلفة ومن اهم المحاصيل الزراعية التي تزرع في الدلتا بنظام الري بالسيول القطن، الذرة الرفيعة، الدخن، الفول السوداني البطيخ والسمسم.وللاطلاع على هذا النظام وماضي وحاضر الري السيلي في دلتا أبين كان هذا الحديث مع الأخ د. خضر بلم عطبوش أخصائي ري وإدارة مياه مدير عام محطة الأبحاث الزراعية بالكود القائم بأعمال مدير عام مكتب الزراعة والبيئة في المحافظة:-[c1]شبكات وقنوات وإدارة للري في الدلتا[/c]يقول د. عطبوش: منذ زمن صممت في دلتا أبين شبكة الري على أساس استيعاب المياه من السدود التحويلية والقمم الترابية حيث بلغ طول القنوات الرئيسية والفرعية وقنوات الري لتوزيع المياه حوالي 707 كيلومترات كما وجدت عدد من السدود والعقم لاستقبال المياه القادمة من وادي بنا وهي خمسة سدود: سد باتيس سد الهيجة، سد الديو، سد المخزن وسد الجرايب إلى جانب أربع عقم ترابية فيما احتوى وادي حسان سداً واحداً هو الشاقة العمياء إلى جانب خمس عقم ترابية وروؤس القنوات حسين، الخور وعيدروس، ولتنظيم عملية الري انشات إدارة مختصة بالري تقوم بتوزيع مياه السيول وفق نظم وأسس قانونية لا يمكن تجاوزها، وقد مرت إدارة الري بمراحل تحويلية من حيث التسميات والمهام والأنظمة التي تعمل فيها هذه الإدارة حيث كانت في الفترة من 1948-1972م تسمى قسم الري التابع للجنة ابين بعد ذلك وفي الفترة من 1972-1982م سميت بقسم الري التابع لهيئة تطوير دلتا ابين وفي الفترة من 1982م وحتى 1989م تحولت إلى وحدة شبكة الري الخارجي وتتبع مشروع الري التقليدي و اخيراً تم دمجها لتصبح إدارة للري.[c1]مراحل مختلفة وأنظمة الري في الدلتا:[/c]وأضاف د. عطبوش في حديثة انه ممكن أن يتم تقسيم تاريخ الري في الدلتا إلى ثلاث مراحل مرت بها إدارة الري، فالمرحلة الأولى كانت ما قبل الاستقلال حيث كانت مهامها توزيع مياه السيول على القنوات والأراضي الزراعية وفق قانون الزراعة والري للسلطتين الفضلية والسلطة اليافعية والذي يحتوي على 24 مادة موزعة على ستة فصول وكان أهم ما نص عليه القانون أن تتولى مسؤولية الري لجنة تتكون من نائبين من السلطة الفضلية والسلطة اليافعية للباشا مهندس في لجنة أبين الذي يعد الضابط التنفيذي ويقوم بتوزيع المياه بالتساوي بين أراضي المزارعين من كلتا السلطتين ولا يتم ري الأراضي التي لم يقم أصحابها بتهيئتها وتصفيتها من الحشائش كما لايستطيع أي مزارع التطاول بالاستيلاء على المياه أو فتح أو إغلاق البوابات التي توزع المياه ولا يمكن ري ارض مرة ثانية إلا بترخيص كتابي من لجنة الري ويلزم المزارعون الذي يملكون خمسين فداناً بصيانة القنوات الفرعية والاعبار المحاطة بأراضيهم والاسوام في جربهم وأعمال السقي من القنوات. إما المرحلة الثانية فهي مرحلة مابعد الاستقلال وقد تم العمل في الري وفق قانون تنظيم الري والزراعة الذي احتوى على 15 مادة ومن أهم مانص عليه القانون تشكيل مجلس للري يتولى مسؤولية وضع الخطوط العريضة لتسيير مياه السيول في الدلتا يجتمع مرتين في العام لوضع برنامج الري في الصيف والخريف ويتكون المجلس من مدير عام المديرية ومدير لجنة دلتا أبين ومهندس الري وضابط ري وضابط زراعي وممثلين عن الجمعيات التعاونية الإنتاجية ويتولى قسما الري والزراعة في لجنة أبين مسؤولية توزيع المياه ويلاحظ أن هذا التشكيل والمهام لا تختلف عما هو في المرحلة الأولى.إما المرحلة الثالثة التي مرت بها عملية إدارة الري المياه السيول في دلتا ابين فهي مرحلة مابعد الوحدة فيجري العمل وفق القرار الوزاري رقم 7 لعام 1996م بشأن اللائحة الداخلية لتنظيم ضوابط الري في دلتا ابين الذي يحتوي 26 مادة موزعة على خمسة فصول وينص على أن تتولى وحدة الري مسؤولية توزيع مياه السيول على القنوات والأراضي الزراعية، وما يميز هذا القرار عن سابقيه انه لا يحدد بشكل مباشر مسؤولية المنتفعين بالمياه من المزارعين.
[c1]أهم المحاصيل الزراعية واحتياجها من المياه[/c]وفي هذا الجانب يقول د. عطبوش أخصائي ري وإدارة مياه: أن القطن هو أهم المحاصيل المزروعة في دلتا صنف طويل التيلة من نوع(لامبرت) ويسمى كود(4) والذي لاقى اهتماماً كبيراً، ومن خلال الأبحاث الزراعية والتجارب التي شهدتها محطة الأبحاث الزراعية بالكود تم تطوير هذا المحصول النقدي باستنباط صنف جديد عالي الإنتاجية سمي( كود ب 398) أطلق عليه (المعلم 2000) وهذا المحصول يحتاج في الري إلى 600-700م3/هكتار كما يأتي محصول الذرة الرفيعة والذي يتهم بزراعته العديد من المزارعين والذي يحتاج إلى 3500-400م3/ هكتار والفول السوداني (اللوز) ويحتاج إلى 4500-600م3/ هكتار ومن المحاصيل الزراعية الهامة التي تزرع في أراضي الدلتا وأصبح اليوم من المحاصيل النقدية واشتهرت به ابين وهو الموز الذي يعتمد في الأساس على مياه الآبار في الري ويحتاج الموز إلى كميات كبيرة من المياه تتراوح بين 19700-2200 م3/ هكتار ومن المحاصيل الزراعية التي تزرع في أراضي الدلتا ايضاً الذرة الشامية والطماطم والبصل والتبغ، أأما الممارسات التقليدية في الزراعة فهي السائدة في الدلتا باستثناء الحراثة الآلية للتربة واستخدام سماد( اليوريا) للوقاية من الآفات المرضية التي تصيب المزروعات والحشرات الضارة.[c1]صعوبات ومقترحات لمواجهة تدفق المياه[/c]ويشير د. عطبوش إلى ان الجهات المعنية بإدارة المياه المتدفقة من السوي تواجه العديد من الصعوبات منها طبيعية وأخرى فنية واجتماعية واقتصادية وتشريعية ومؤسسية فتدفق المياه في معظم السنوات بحجم زائد عن القدرة الاستيعابية لشبكات الري يؤثى عليها عموماً ويتسبب في عدم الاستفادة من المياه القادمة من الأودية لتذهب إلى البحر إلى جانب تدني كفاءة نقل وإضافة المياه في الحقل وانحسار دور الإرشاد الزراعي بسبب ضعف الإمكانيات كما ان عدم الترشيد في استخدام المياه والتعامل مع الأسمدة والمبيدات من قبل المزارعين الناتج عن تدني وعيهم لذلك يتسبب في العديد من المشكلات الزراعية. ومن المشكلات التي تواجه المزارعين هي صعوبة تسويق منتجاتهم الزراعية وارتفاع أسعار المداخلات الزراعية، إلى جانب ضعف الإشراف على توزيع المياه من قبل إدارة الري واستحواذ البعض على المياه بالقوة ومخالفة الأنظمة، وتجاه ذلك كله لابد من تعزيز العمل الإحصائي للموارد المائية في المؤسسات الزراعية في الدلتا وإعادة تنظيم وحدات الري ورفدها بالقدرات المادية والبشرية وتعزيز العلاقة بين المزارع والبحوث والإرشاد الزراعي في إدارة الموارد المائية واستخدامات مياه الري إلى جنب سرعة بناء السدود والحواجز المائية لحصاد مياه الأمطار والاستفادة منها في تغذية مخزون الأحواض الجوفية من المياه لأغراض الري والشرب وتعزيز دور البحوث الزراعية في إنتاج أصناف محصولية متحملة للجفاف وتحسين إدارة المحصول بما يحقق كفاءة عالية من استخدامات المياه.

دلتا أبين