عالم الصحافة
في مقال له بصحيفة واشنطن بوست استعرض أجين روبينسون ما تعانيه الولايات المتحدة الأميركية من مشاكل في الوقت الحالي على المستوى الداخلي والخارجي, غير أنه ربط كل ذلك بما أسماه «تجاوزات بوش-تشيني» مطالبا بالتحقيق في حقبة الرئيس الأميركي السابق ونائبه, واصفا تلك الحقبة بـ»السنوات العجاف».يقول روبينسون «يقولون إن اقتصادنا في تحسن غير أن حجم فقدان الوظائف لا يزال في حدود ستة أرقام شهريا والاستقطاب بشأن قانون الرعاية الصحية لا يزال على أشده, أما العجز المالي فهائل, وسجن غوانتانامو لا يزال مفتوحا, أما أفغانستان فقد أصبحت على ما يبدو مستنقعا لقواتنا, غير أن كل ذلك ما هو إلا تذكير بسنين الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش العجاف.لكن على كل من ينتابه القنوط واليأس أن لا ينسى أين كنا وإلى أين وصلنا منذ تنصيب الرئيس الجديد باراك أوباما وأن لا يغيب عن ذهنه مدى السوء الذي كان بالإمكان أن تؤول إليه الأمور.فها هي وسائل الإعلام تطلعنا يوم الخميس على ما يحفز ذاكرتنا لتظل واعية لما كان يجري في عهد بوش, فقد ذكرت لنا صحيفة واشنطن بوست أن ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي السابق يعد لنشر كتاب يفصل فيه صداماته خلف الأبواب الموصدة مع بوش.فقد كشفت تلك القصة التي أوردها الصحفي بواشنطن بوست بارتون جيلمان كيف حاول تشيني نائب الرئيس أن يحكم العالم. (...)ومن المهم إذن التذكير بأن نائب رئيسنا مدة السنوات الثماني التي انتهت في العشرين من يناير/كانون الثاني 2009 كان يعتقد أن اللقب المناسب له هو «قيصر» وليس «تشيني».علاوة على ذلك أطلعتنا صحيفة نيويورك تايمز على ما كان «قيصرنا» يريد أن تكون عليه أميركا.فقد نقل مراسلاها ديفد جونستون ومارك مازرتي عن مسؤول وكالة الاستخبارات الأميركية كايل فوغو الذي تولى تشييد السجون السرية كيف قام بذلك.ويقضي فوغو الآن عقوبة السجن ثلاث سنوات لدوره في فضيحة عقود مقاولات لا تمت بصلة مباشرة لمراكز الاعتقال المعروفة بـ»المواقع السوداء» التي رأت النور بفضل مهارات فوغو اللوجستية.وحسب تقرير المراسلين فإن هذا العميل هو الذي تولى ترتيب ما يلزم لبناء ثلاثة سجون سرية في كل من بوخارست برومانيا ومدينة أخرى لم يكشف عن اسمها في أحد بلدان أوروبا الشرقية إضافة إلى المغرب.وقد صممت هذه السجون بشكل يجعلها متشابهة حتى لا يدرك المعتقلون إذا نقلوا من أحدها إلى الآخر أن ذلك قد تم أصلا.أجل, لقد كانت لدينا حتى وقت قريب إدارة لا تؤمن بالرفق في الأمور من قبيل إتباع الإجراءات القانونية والخضوع لسيادة القانون, لقد أعطت أمتنا لنفسها الحق ليس في احتجاز المشتبه فيهم إلى أجل غير مسمى فحسب وإنما في الإساءة إليهم وتعذيبهم وجعلهم «يختفون» كما لو كانوا ضحايا مجلس عسكري حاكم في إحدى جمهوريات الموز.ولا يساورني شك في أنني لست الوحيد الذي يتمنى أن يتحرك أوباما بطريقة أسرع لمحو وصمة العار التي تركتها تجاوزات بوش-تشيني ولطخت شرفنا الوطني.يحز في نفسي أن يكون معتقل غوانتانامو لا يزال مفتوحا, لكنني أجد العزاء في كون أوباما وضع أجلا لا بد أن يغلق ذلك المعتقل قبله, غير أني جد قلق من رفضه نبذ الاعتقال إلى أجل غير مسمى وإن كان قد تعهد على الأقل بنوع من المتابعة في ذلك الشأن.لكن ما يقلقني أكثر هو رفض أوباما إجراء تحقيق شامل في تجاوزات بوش-تشيني, ولا يسعني هنا إلا أن أتمنى أن يدرك الرئيس خطأه في هذه المسألة.رغم أن بوش وتشيني أصبحا جزءا من التاريخ, فإنني اليوم جد مرتاح لأن سارة بالين ليست هي التي أصبحت نائب رئيس أميركا نظرا لتصريحاتها الغريبة التي تطالعنا بها بشكل شبه يومي والتي يمكن أن يستشف منها أنها لو كانت في مقطورة القيادة لكانت الأمور أسوأ.[c1]طبول الحرب بين حزب الله وإسرائيل :[/c]تبادلت إسرائيل وحزب الله التهديدات منذ نهاية الأسبوع الماضي بعد اتهام مسؤول إسرائيلي الحزب بالوقوف وراء مؤامرة مزعومة لتنظيم القاعدة لمحاولة اغتيال السفير الإسرائيلي بمصر ولمحاولة تنفيذ عمليات أخرى ضد المصالح الإسرائيلية بالخارج.فقد هدد داني آيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي هذا الحزب بدفع ثمن باهظ إن مس شعرة واحدة لمسؤول أو مندوب إسرائيلي في الخارج, وذهب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أبعد من ذلك عندما تعهد باعتبار لبنان كله مسؤولا عن أي «استفزاز من جانب حزب الله لإسرائيل».أما حزب الله فتوعد إسرائيل بأن تكون حربه القادمة معها أكثر ضراوة ودموية من تلك التي خاضها معه في العام 2006.ورغم التهديدات المتبادلة فإن المحللين من كلا الطرفين يستبعدون نشوب حرب بينهما على الأقل في الوقت الحاضر, فحزب الله يخاطر بخسارة قاعدته الشعبية إن هو أدخل لبنان في حرب جديدة أما إسرائيل فمن غير المحتمل أن تشن حربا اختيارية تدرك أنها ستبدد جهود الرئيس الأميركي باراك أوباما الرامية إلى تحقيق تسوية شاملة لصراع الشرق الأوسط.