الفنان طه فارع [c1]ازدهار الاغنية اليمنية في عدن: [/c]في تلك الفترة من الستينات ازدهرت وبرزت الاغنية المحلية في عدن وتنافس الكثير من الفنانين في تقديم مالديهم من ابداع فني واقيمت الحفلات الموسيقية لأول مرة في تاريخ الاغنية اليمنية في عدن وانقسم الجمهور على نفسه، منهم من كان يعجب بالفنان محمد مرشد ناجي ومنهم من يعجب بالفنان أحمد قاسم واستطاع كل من الفنانين أحمد قاسم والمرشدي ان يكونا جمهوراً يرتاد الحفلات الموسيقية لأول مرة في تاريخ الاغنية اليمنية ، بل نستطيع ان نقول عنهم (رواد الحفلات الموسيقية) في اليمن ومما يحق ذكره هنا أن مجموعة من الشعراء اليمنيين لطفي أمان ، محمد سعيد جرادة ، الدكتور محمد عبده غانم ، علي أمان ، علي محمد لقمان ، وغيرهم ساهموا مساهمة فعالة في تطوير الاغنية اليمنية في عدن فمثلاً اغنية (ياعيباه) للطفي أمان و (صلاة قلب) لعلي محمد لقمان و (لقاء) لمحمد سعيد جرادة و (يانجم ياسامر) للدكتور سعيد الشيباني وغير ذلك من الاغاني والشعراء جعلت اجهزة الاعلام تهتم بالاغنية المحلية، كما خصصت الصحافة المحلية صفحات فنية خاصة لها، واكثرت الاذاعة المركزية من البرامج الموسيقية مما دفع بالاغنية إلى الانتشار المتزايد في الداخل حتى وصلت إلى اسماع العالم العربي، وتوافد تجار الاسطوانات إلى عدن وسجلوا الكثير من الاغاني للفنانين ومنهم من سافر على حساب اصحاب الاسطوانات إلى القاهرة وبيروت لتسجيل انتاجهم وضاعفت هذه الفترة من الستينات التنافس الشريف بين الفنانين ونشطت الحركة الفنية وتسابق الفنانون لتسجيل اغانيهم للاذاعة والتلفزيون والاسطوانات (البلاستيكية) الصغيرة.ومما يحق ذكره ان أول من سجل على هذه الاسطوانات هو الفنان الكبير أبوبكر سالم بلفقيه بعد هجرته إلى العربية السعودية وقد ضربت اسطواناته رقماً قياسياً في البيع في تلك الفترة، كما ساهمت مساهمة فعالة في تطوير الحركة الفنية، المجلات الفنية التي صدرت وقتئذ مثل مجلة (أنغام) وهي أول مجلة فنية تصدر في عدن ومجلة (الفنون) ومجلة (مواهب) ومجلة (الغد).كما اصدر الاستاذ لطفي جعفر أمان ديواناً غنائياً بعنوان (ليالي) تضمن الاغاني التي قام بتأليفها لمجموعة من الفنانين الذين أسهموا في تطوير الاغنية اليمنية في عدن وكان ذلك عام (1960م) ومن الاغاني التي تذكرنا بتلك الفترة التي نشطت فيها حركتنا الفنية.* في جفونك ـ أحمد قاسم .* نجوى الليل ـ سالم بامدهف.* رمى بالنظرة والبسمة ـ ياسين فارع.* أنت السبب ـ محمد مرشد ناجي .* ياريت ما كنا ـ محمد مرشد ناجي .* ماشي كماك ـ سالم بامدهف .* ما كنت أدري ـ محمد صالح همشري تلحين يحيى مكي.* وصفوا لي الحب ـ أبوبكر سالم بلفقيه.* ليش هذا الهجر ـ محمد سعد عبدالله .* أسمر وعيونه ـ أبوبكر فارع ـ أحمد قاسم .* كلمة أحبك ـ محمد عبده سعد تلحين يحيى مكي.* طير من وادي تبن ـ عبدالرحمن باجنيد.* عذبتني ياجار ـ علي أحمد جاوي.* ماكانش ظني ـ فتحية الصغيرة تلحين لطفي أمان.كما أصدر الاستاذ علي أمان ديواناً غنائياً وكان يعتبر مساهمة فعالة في تاريخ الاغنية اليمنية الحديثة في عدن ومن بين هذه الاغاني التي ظهرت في بداية الحركة الفنية.* رد الجواب ـ خليل محمد خليل.* شبكت أسمر ـ خليل محمد خليل.* يحلف وهو كذاب ـ ياسين فارع.* ريتك تجي ريتك ـ ياسين فارع.* ماله كذا طبعك ـ محمد سعد عبدالله.* يادموعي في الليالي ـ محمد مرشد ناجي.* فينك وفين ساكن ـ أحمد قاسم.* خدعني وخان ـ يحي مكي.* الحبيب الزين ـ سالم بامدهف.(ديوان انغام الذي صدر في ابريل 1957م)كان الحديث عن الاغنية يجذب إليه اهتمام الصحف والمجلات فإذا تابعنا مانشر من اخبار فنية سنجد نسبة كبيرة منها كانت حول اغنية جديدة لمطرب ما أو مطلع أغنية جديدة ستذاع أو تسجل في وقت قريب، كما كانت الصحف والمجلات تفرد صفحات لاحاديث المطربين والمطربات، ولعلنا نتذكر في تلك الفترة ان بعض هذه الاحاديث قد انقلبت إلى معارك حامية على صفحات الصحف والمجلات والهدف من وراء هذه المعارك الصحفية هو الاثارة او التراشق بالتهم باسم الاغنية وكان بعض مايدور في الحملات لايمس جوهر (الاغنية اليمنية) وغالباً ما تنتهي المعارك والحملات إلى لاشيء، وكان القارئ العزيز يهتم بهذه المعارك ويتابعها بشغف كبير لان الاغنية كانت ولازالت تؤدي دوراً كبيراً في حياتنا.وفي كثير من الاحيان نجد تعصباً لواحد من المطربين دون النظر إلى ما يقوله هذا المطرب .. وكان على المطرب ان يكون على اتصال بالصحافة ، وبقدر ما تكون هذه العلاقة قوية أو ضعيفة يكون حجم الدعاية له.والمطرب الذي لاعلاقة له بالصحفيين لايلتفت إلى انتاجه أحد مهما كان جيداً أو كثيراً، فاصحاب الاسماء اللامعة هم الذين يستمتعون وحدهم بالدعاية لاغانيهم الجديدة ، وهكذا كان حالنا مع صحافة الأمس الا القليل منها من كان يهتم بموضوع الاغنية اليمنية ويعطي كل فنان حقه من التشجيع والتقدير وساهم مساهمة فعالة في خدمة الحركة الفنية في بلادنا.ولا أبالغ اذا قلت ان صحافة اليوم تطورت عن صحافة الامس من حيث طرح المواضيع الهادفة واعطاء كل فنان حقه في نشر كل ماعنده من جديد. [c1]ملخص عن الأغنية اليمنية الحديثة في عدن[/c]في عام 1948م أظهرت لأول مرة في تاريخ عدن، الاغنية اليمنية بعد أن كانت الاغنية السائدة في هذه المحافظة هي الاغنية المستوردة عن طريق الافلام العربية المصرية والافلام الهندية والاسطوانات ويرجع الفضل في ذلك للفنان خليل محمد خليل بصفته الرائد الأول للاغنية اليمنية الحديثة في عدن. وقد استطاع الفنان خليل محمد خليل والدكتور محمد عبده غانم مع مجموعة من اصدقاء الأول منهم الفنان عبدالله حامد خليفة والفنان عبده أحمد ميسري ووديع حميدان وياسين شواله أن يكونوا فرقة موسيقية اطلقوا عليها اسم (ندوة الموسيقى العدنية) وكان هدف هذه الندوة هو ضم الكثير من الشباب اليمني الذين تربطهم صلة بالفن، فجذبت العديد من الشباب الفنانين ليعملوا بجهودهم المتواضعة (وحسب الامكانيات المتوفرة لديهم والتي كانت لاتتعدى العود والالات الايقاعية فقط) ومواهبهم الفطرية، واستطاع فنانونا رواد الاغنية اليمنية في عدن أن يعملوا على خلق طابع خاص للاغنية الحديثة، وقد ضمت الندوة الموسيقية مواهب فنية جديدة آنذاك ومن ضمنهم الفنان الكبير سالم أحمد بامدهف والفنان الكبير ياسين فارع وفي عام 1951م انضم اليها فناننا الكبير محمد مرشد ناجي والذي اصبح الآن يحتل المكان المرموق في اليمن.[c1]الندوة بين التلحين والغناء[/c]تحت هذا العنوان كتب الاستاذ محمد مرشد ناجي يقول (اثباتاً للحقيقة فقد كان الفنان خليل محمد خليل ناجحاً في محاولاته للتلحين والتوزيع الموسيقي ومن المسلم به أنه وقع في خطأ، ولست افهم كيف وقع فيه هذا الفنان، اقرأ معي ما كتبه الاستاذ عبدالله باذيب وعليك ايها القارئ العزيز استخراج هذا الخطأ من بين سطور اجابة الاستاذ الفقيد عبدالله باذيب.سأله صديق: لماذا لم تكتب عن الندوة الموسيقى العدنية واغانيها الجديدة؟ أنها حدث جديد في دنيانا الفنية يجب ان لايمر من دون ان ترصده الاقلام.اجاب الاستاذ باذيب قائلاً: الواقع ان الندوة شيء جديد فعلاً في حياتنا فانه للمرة الاولى نجد جماعة من الشباب العدني يكرس جهوده لخلق فن ذي طابع محلي وهي محاولة ضخمة تحتاج إلى عدة سنوات حتى تستوي وتنضج وتؤتي ثمارها وبعض الناس يحبون ان يسألوا إلى أي حد نجحت هذه المحاولة؟ ولكن احب أن أنظر إلى المحاولة كمحاولة في ذاتها قابلة للتطور والنمو والاكتمال وفي رأيي ان التوفيق حالف الندوة في اللحن أما تلك الاغاني التي جاءت ترديداً وتقليداً لاغان مصرية معروفة فلا أعرف السر في تسجيلها ومهما يكن من أمر فان الندوة بمجهود اعضائها المتواصل والروح المرحة شقت طريقها إلى البقاء وان تاريخ هذه البلاد قد كتب له الخلود.وتوالت اعمال الندوة بعد ذلك فقدمت اغاني ناجحة كان لها صدى حسن، رددها الناس جميعاً وما كادت الندوة الموسيقية تبلغ الذروة حتى ظهرت الرابطة الموسيقية العدنية بعد مضي ثلاث سنوات من تأسيس (الندوة) وكان من ضمن مؤسسيها الدكتور محمد عبده غانم والفنان سالم بامدهف ولم تعرف اسباب تركهم(الندوة) وانضمامهم إلى الرابطة الموسيقية العدنية.فقد كان الاستاذ غانم هو الشاعر الوحيد للرابطة الموسيقية كما هو الحال بالنسبة للفنان سالم بامدهف اذ كان الملحن الاوحد للرابطة الموسيقية وبدأت الرابطة تخلق وتبدع وتبتكر الالحان الجميلة وانضم إلى الرابطة الفنان محمد علي السقاف وتلاه الفنان محمد سعد عبدالله ثم تكونت ندوة موسيقية ثالثة ضمت مجموعة من الفنانين من ابرزهم الفنان عمر علي باشراحيل وظهر معه الفنان أحمد عبدالرحمن كما ظهر ايضاً الفنان علي أحمد جاوي.وبعد ان تدهورت هذه الندوات الموسيقية واخذ كل فنان يعمل لنفسه ، ظهر الكثير من الفنانين منهم الفنان يحيى محمد مكي والفنان إسكندر ثابت كما تولى الاستاذ يحي مكي قيادة فرقة مدرسة بازرعة الموسيقية التي كانت تضم مجموعة من الفنانين وابرزهم الفنان أحمد قاسم والفنان محمد عبده زيدي ثم تولى قيادة الفرقة من بعده الفنان أحمد قاسم واستمر يواصل نشاطه الفني إلى أن كون فرقة اسمها (فرقة أحمد قاسم التجديدية) أو قل (فرقة أحمد قاسم الموسيقية التجديدية) وكان من ضمن فرقته الموسيقية الفنان محمد عبده زيدي والفنان نديم عوض الذي اصبح من العازفين الممتازين في اليمن،وغيرهم.والجدير بالذكر ان الاغنية كانت تعزف وتسجل على آلة العود و(الدربوجة) والرق والصاجة فقط حتى ظهور الفنان أحمد قاسم الذي استطاع ان يدخل على الاغنية المحلية ولأول مرة بعض الالات الموسيقية مثل الاكرديون والكمانات وكذا بالنسبة للملابس الموحدة للفرقة الموسيقية.فقد كان الفنان أحمد قاسم أحد تلاميذ الفنان يحيى مكي الذي كان له الفضل في ابراز وتشجيع الكثير من الفنانين في عدن ومازال حتى اليوم يعمل بصمت في المدارس الحكومية ويكتشف الجيل بعد الجيل من الموسيقيين.وبعد تكوين فرقة أحمد قاسم الموسيقية التجديدية اندفع الكثير من الشباب الموهوبين إلى حقل الغناء والتلحين منهم يوسف أحمد سالم، وحسن فقيه ، وابوبكر فارع، ومحمد صالح همشري،وأحمد ناجي قاسم وعبدالرحمن باجنيد، ومحمد سالم بن شامخ، ومحمد باسويد، وابوبكر بلفقيه الذي اصبح اليوم يحتل المكان الرفيع بين المطربين العرب في الوطن العربي . ومحمد محسن أحمد (المحسني) الذي بدأ حياته الفنية مغنياً له تسجيلات غنائية في الاذاعة من الحان محمد سعد عبدالله واصبح اليوم يحتل المكانة الملائمة بين الملحنين الممتازين في عدن ويعتبر هؤلاء الفنانون الرعيل الثاني للأغنية اليمنية في عدن بعد روادها من الفنانين الاوائل الذين بدأوا حياتهم الفنية في اوائل الخمسينيات.ثم ظهر بعدهم الرعيل الثالث من الفنانين: محمد صالح عزاني وفؤاد الشريف وطه فارع، وفيصل عبدالعزيز حمود الذي ظهر في تلك الفترة كملحن فقط، ومحمد سعيد منصر،وجعفر عبدالوهاب، ومحمد عبده سعد، وسعيد أحمد بن أحمد، ومحمد عبده زيدي، ثم ظهر الثنائي الناجح محمد محسن عطروش وعوض أحمد، ثم جاء بعدهم الرعيل الرابع من الفنانين منهم أحمد علي قاسم، أبوبكر سكاريب، وانور مبارك وياسين علس، حسب ظهورهم الزمني إذا لم تخني الذاكرة.
|
ثقافة
كتاب (لمحات من تاريخ الأغنية اليمنية الحديثة)
أخبار متعلقة