فتح أفرجت عن (40) سجينا ينتمون لحماس في الضفة
القاهرة/14 أكتوبر/جوناثان رايت: اجتمعت حركة فتح وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في العاصمة المصرية القاهرة أمس الأربعاء للإعداد لحوار وطني يمكن أن يؤدي إلى محادثات سلام مع إسرائيل والمزيد من مساعدات إعادة الاعمار لغزة. وقال مسئولون إن من المتوقع أن يبدأ الحوار الكامل الذي سيحضره 12 فصيلا فلسطينيا اليوم الخميس في فندق في شمال شرق القاهرة وسط بوادر على تحسن في الأجواء بين حماس وفتح.وجاءت إحدى علامات التحسن حين قال عضو في المجلس التشريعي ينتمي لحماس إن فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أفرجت عن حوالي 40 سجينا ينتمون لحماس في الضفة الغربية قبل الحوار. وقال أيمن دراغمة من كتلة الإصلاح والتغيير التابعة لحماس أمس «بالأمس تم الإفراج عن عدد يقارب الأربعين من المعتقلين السياسيين.»، وأضاف «نحن نعتبرها (إطلاق سراحهم) مؤشرا ايجابيا.» وأكد مسئول في فتح طلب عدم نشر اسمه أن 40 «سجينا أمنيا» أفرج عنهم لكنه قال إنهم أطلق سراحهم لانتهاء الأحكام الصادرة عليهم. واتسع الخلاف بين فتح وحماس بعد فوز حماس في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني التي أجريت عام 2006 . واشتد الشقاق بين الحركتين بعد ذلك بعام عندما سيطرت قوات حماس على قطاع غزة في أعقاب اقتتال داخلي مع قوات فتح. واجتماع حماس وفتح أمس هو الأحدث في بضع اجتماعات عقدت خلال الأسابيع الماضية. وقال السفير الفلسطيني في القاهرة نبيل عمرو إن تلك الاجتماعات مهدت الطريق أمام الحوار. وقال في مقابلة «مجرد اللقاء أسفر عن مناخ أفضل للحوار والاتفاق.» وقال عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق إن الأجواء تحسنت، وأضاف «كانت هناك أجواء إيجابية وواعدة... في جلسة اليوم (أمس).» وتسببت اتهامات حماس لفتح بالقيام باعتقالات في الآونة الأخيرة في الضفة الغربية في تسميم العلاقات بين الحركتين الكبيرتين اللتين توجد بينهما خلافات عميقة حول كيفية التعامل مع إسرائيل. وتحتفظ حماس بحق قتال إسرائيل برغم استعدادها للاتفاق على تهدئة مع إٍسرائيل تستمر 18 شهرا بينما نبذت فتح العنف وتعقد كل آمالها على المفاوضات. وساءت العلاقات على نحو خاص بين الحركتين في ديسمبر ويناير خلال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الذي استمر ثلاثة أسابيع. وقتل حوالي 1300 فلسطيني في الهجوم بينهم حوالي 700 مدني. وهدف الفصائل الفلسطينية من الحوار هو تشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن أن تكون من التكنوقراط غير الحزبيين لتتعامل مع الحكومات الأجنبية وتنسق إعادة الإعمار في غزة وتعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية، لكن محللين يقولون إنه سيكون من الصعب التوفيق بين الحاجة إلى تضمين وجهات نظر حماس في برنامج الحكومة والمطالب الأمريكية والإسرائيلية بأن توفي الحركة بشروطهما إذا أرادت حوار معها. وترفض الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي التعامل مع حماس إلا إذا نبذت العنف واعترفت بحق إسرائيل في الوجود وقبلت الاتفاقات التي سبق إبرامها بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية التي تديرها فتح. وأحد أصعب موضوعات الحوار هو إعادة بناء القوى الأمنية الفلسطينية التي جرى تقسيمها خلال الثمانية عشر شهرا الماضية بين قوات في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس وقوات في الضفة الغربية التي تسيطر عليها فتح. وقال السفير عمرو إن معياري الانضمام لقوات الأمن يجب أن يكونا المهنية والكفاءة، واستطرد «اختيار قادة الأجهزة الأمنية يجب ألا يكون على أساس سياسي.» وتابع عمرو الذي ينتمي لفتح إن من الضروري أن يكون الحوار قصير المدة وأن يتم التوصل لاتفاق بسرعة بسبب احتياج الفلسطينيين إلى أن يكونوا موحدين خلال إعادة بناء غزة ولمواجهة ما قال إنها أخطار قادمة. وذكر المسئولون أن المتحاورين سيشكلون بعد الافتتاح الرسمي للحوار لجانا تجتمع في القاهرة خلال أيام قلائل. على صعيد أخر نقلت وكالة نوفوستي الروسية للأنباء عن وزارة الخارجية الروسية قولها أمس الأربعاء إن اللجنة الرباعية لإحلال السلام بالشرق الأوسط قد تجتمع في شرم الشيخ بمصر في الأول من مارس. وتضم اللجنة الرباعية روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.