الأمين العام للأمم المتحدة مع أعضاء اللجنة الرباعية
شرم الشيخ (مصر)/14 أكتوبر/ارشد محمد وعلاء شاهين: سعت اللجنة الرباعية لوسطاء السلام في الشرق الأوسط أمس الأحد إلى الإبقاء على محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية رغم إسهام حالة عدم اليقين السياسي في إسرائيل في تبديد آمال التوصل لاتفاق هذا العام. ويدعم الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة بقوة المحادثات التي أطلقها الرئيس الأمريكي جورج بوش قبل عام تقريبا في مؤتمر أنابوليس بولاية ماريلاند رغم التوقعات بأنه لن يحقق هدفه بنهاية العام كما كان يعتزم. وتواجه المحادثات عراقيل تتمثل في العنف والخلافات المريرة بشأن بناء المستوطنات ومستقبل القدس وقد تنهار العملية وسط حالة من التحول السياسي في إسرائيل والولايات المتحدة. واطلعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني والرئيس الفلسطيني محمود عباس اللذان جلسا جنبا إلى جنب على مائدة مستديرة اجتماعا وزاريا للجنة الرباعية على آخر تطورات عملية السلام وقالا أنها توصلا إلى عدد من الاتفاقات من بينها «الحاجة إلى مفاوضات ثنائية مباشرة مستمرة بلا انقطاع». وقالت اللجنة الرباعية في بيان قرأه الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن المسئولين الفلسطينيين والإسرائيليين طالبوا المجتمع الدولي بدعم جهود الطرفين في إطار عملية انابوليس. وقال بان «اللجنة الرباعية أكدت أهمية مواصلة عملية السلام.» واتفق الوسطاء على أن ربيع 2009 ربما يكون «موعدا مناسبا» لاجتماع سلام دولي في موسكو. وسلم البيت الأبيض هذا الأسبوع بأن الرئيس الأمريكي جورج بوش لن يحقق على الأرجح قبل أن يترك السلطة في يناير كانون الثاني هدفه بالتوصل لاتفاق ينهي ستة عقود من الصراع. وانضمت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس التي تختتم ما قد تكون آخر زياراتها على الأرجح إلى المنطقة قبل أن تتنحى إلى بان جي مون ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ومنسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في الاجتماع. وقالت رايس «ما سمعناه اليوم (أمس) من الطرفين والذي هو أهم عنصر في ذلك هو إنهما مؤمنان بعملية انابوليس.» وأعادت اللجنة الرباعية التأكيد على دعوة الجانبين إلى تنفيذ التزاماتهما بشكل كامل مثل تجميد الأنشطة الاستيطانية وتفكيك البنية الأساسية للنشطاء. كما عرضت دعمها لتوسيع الجهود الدبلوماسية الحالية تحقيقا للسلام في المنطقة. وفي حين يتوقع استمرار محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية العام المقبل فإن حالة عدم وضوح الرؤية السياسية في إسرائيل وفوز باراك اوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية سيتركان إدارة بوش وليس لديها تأثير يذكر في أيامها الأخيرة. وقال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير «أهم شيء هو أن تمسك الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة بزمام القضية من اليوم الأول ويمكنها فعل ذلك لمعرفتها أن هناك أساسا بوسعنا البناء عليه.» وحث مساعد للامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إدارة اوباما على وضع القضية الفلسطينية الإسرائيلية على قمة أولوياتها عندما تتولى السلطة. وقال هشام يوسف مدير مكتب موسى أن ذلك سيؤثر على الأجواء العامة وعلى الصراعات الأخرى في المنطقة. وتساءل هل هذه المحادثات هدف في حد ذاتها مجيبا بالنفي وإنها ليست سوى وسيلة لتحقيق السلام وهو ما لم يحدث. وبدت فرص التوصل لاتفاق هذا العام والتي تعد بعيدة المنال دائما في طريقها كي تتبدد كلية مع إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت قراره الاستقالة بسبب فضيحة فساد مما تسبب في إجراء انتخابات مبكرة في إسرائيل في العاشر من فبراير المقبل. وفي حديث لراديو إسرائيل قبل أن تتوجه إلى مصر أعادت ليفني التأكيد على التزام إسرائيل بعملية انابوليس. وقالت «نعمل بهدوء ومسؤولية... لو ظننت أن الأمل تبدد لما كنت لأحضر اجتماع اليوم (أمس).» ومن غير الواضح مدى الاهتمام الذي سيوليه اوباما بعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية. وعبر مسئولون فلسطينيون مرارا عن قلقهم من أن تستغل إسرائيل أي توقف في المحادثات لتوسيع المستوطنات اليهودية. وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات للصحفيين السبت أن هناك فراغا نجم عن الانتخابات الأمريكية وعن الانتخابات الإسرائيلية المقبلة. وأعرب عن أمل الفلسطينيين في أن تساعدهم اللجنة الرباعية على إلا يستغل الإسرائيليون هذا الفراغ لتكثيف بناء المستوطنات والحواجز والتوغلات والهجمات على الشعب الفلسطيني.