منذ أن أطلق سيادة رئيس الجمهورية توجيهاته المباشرة والواضحة الخاصة بالمرحلة الثانية من إستراتيجية الأجور والمرتبات، منذ تلك اللحظة استبشر الموظفون خيراً، وغمرت قلوبهم راحة بعد انتظار من الحيرة والتساؤلات عن تأخر الحكومة في إعلان المرحلة الثانية من الإستراتيجية وهاهو الرئيس يتدخل في الأمر ويجزمه بأوامر استحقاق المرحلة الثانية من الإستراتيجية ابتداء من شهر أكتوبر 2007م وعلى الجهات المنفذة أن تقوم بمهمتها هذه حتى يتسلم الموظفون مستحقاتهم المالية كل بحسب وضعه الوظيفي خصوصاً أن الأخ/ وزير الخدمة قد ذيل أوامر الرئيس بتوجيهات تحدد بأن على كل الجهات المنفذة سرعة العمل لإنجاز الإستراتيجية وكل إدارة تتحمل المسؤولية عن تقصيرها، وان الاستحقاق للموظفين يبدأ من شهر أكتوبر وبالتحديد راتب شهر أكتوبر 2007م وبدأت الإدارات المختصة العمل بما يتوجب عليها القيام به، وتفاعلت الوحدات الإدارية في المرافق في الأيام الأولى، وكان ذلك في شهر رمضان المبارك شهر الصيام، وما أن انقضى الشهر الكريم وهلَّ هلال العيد والناس في راحة بال وفرحة العيد لم تفتهم هذه المرة.خصوصاً أن عيونهم على آخر الشهر ولسان حالهم يقول ما هي إلاَّ أيام قلائل وسيأتي الفرج، ولكن يا فرحة ما تمت.جاء راتب شهر أكتوبر 2007م كما هو في زيه القديم، لم يلبس حُلة العيد كما انتظره الصائمون في رمضان.خاب الظن وماتت الفرحة في مهدها زادت حيرة الموظفين، بتساؤلهم كثر يا وحدتنا الإدارية ما الخبر، ماذا عملتم بالإستراتيجية، رأيناكم تشتغلون كخلية نحل وها أنتم في هذه الأيام تحبون كالسلحفاة، بل تصمتون صمت القبور.كثرت المراجعات، كثرت الاستمارات وكثرة البيانات وكثرت الاستفسارات، وضاع الأمل في استلام الاستحقاق المالي في شهر أكتوبر وهاهو شهر نوفمبر قد انقضئ موعدة فهل يرحل كسابقه أم أن آخره بشارة خير.والناس أصبحت ترتاح كثيراً، عندما يتدخل فخامة الرئيس في أي أمر، ويتمنون دائماً أن تصل الأمور إلى فخامته، لكي يبث فيها ويصدر تعليماته بحل المسائل العالقة والإشكاليات، خصوصاً تلك المسائل التي يكون البت في حلها متباطئاً ويدخل في متاهات.أيها العاملون على استحقاق الإستراتيجية ماذا دهاكم، عاكفون على الاستمارات وكأنكم تخافون أن تخرج من بين أيديكم.هل الأمر فيه لبس وتعقيد إلى الحد الذي يحتاج كل هذا الوقت "شهرين وربما أكثر".تصوروا حتى الآن مازالت المراجعات تتواصل ونحن قد انتهينا من النصف الأول من شهر نوفمبر.قال أحدهم معلقاً: في شهر رمضان أصدرت الجهة المعنية مرسوماً يقضي بأن قيمة زكاة الفطر هي مائة وخمسون ريالاً، وبدأت الوحدات الإدارية استقطاع مبلغ زكاة الفطر من راتب شهر سبتمبر، وفي ليلة وضحاها وبعد أن تم تجهيز رواتب شهر سبتمبر، جاءت تعليمات تقضي برفع مبلغ الاستقطاع إلى سبعمائة وخمسين ريالاً بزيادة ستمائة ريال، وبين ليلة وضحاها أيضاً تم الاستقطاع بالتعليمات الجديدة، واستلم الناس رواتبهم لشهر سبتمبر مخصوم من مبلغ سبعمائة وخمسين ريالاً. هل لاحظتم سرعة العمل على الخصم من مرتبات الموظفين، على ولما تمر يستغرق 48 ساعة إلاَّ ونفذ العمل. أما استحقاق الموظفين ها أنتم شاهدون.لست خبيراً إدارياً أو مالياً ولكن أليس العمل هو العمل، أليس الخصم والزيادة تمران بالعملية الإدارية والحسابية نفسها أنا لا أدري إن كان هناك أمر أو أمور أخرى.قال أحد المعلقين بسوء نية، ربما الإخوة يسيرون على المثل القائل "كل تأخير وفيه خير"، أو "كل تأخير وفيها خيرة".ولا أعتقد أن المثل القائل "في العجلة الندامة وفي التأني السلامة" يفيد في هذا الأمر.أما طبيعة العمل استحقاقها المالي للقطاع الصحي، فلها الأقدمية في التعامل فمازال العاملون في القطاع الصحي ينتظرون هذه العلاوة بفارغ الصبر.فمنهم من استدان "اقترض" وعلى ظهرها لبعض احتياجاته، ومنهم من وسَّع على عياله في العيد وقبله في رمضان آملاً أن يستلم زيادة طبيعة العمل ويعوض ما أنفقه في التوسعة على عياله.ومنهم من وعد بالاستفادة في شراء بعض متطلبات المنزل، وتعلمون ما معنى هذا، يعني أنك وعدت الزوجة، ويا ويلك ويا سواد ليلك إذا ما نفذت الوعد.ولكن الزيادة مازالت في مهب الرياح ولا أقول في مهب الريح.وكل صباح عند ذهابك إلى العمل تحرص زوجتك على أن تقول لك: "اسأل متى باتستلموا طبيعة العمل "وعند رجوعك من العمل لا تجد إلاَّ الزوجة تستقبلك "ها استلمتوا الزيادة".وعند سؤالك وعلى استحياء أرباب الأمر عن طبيعة العمل لا تجد منهم الإجابة الشافية، فمع إجابتهم تتوه أكثر. هناك بعض الملاحظات يجب العمل الإجابة عليها، هناك بعض الاستفسارات لبيانات بعض العاملين، واليوم طلعت اللجنة صنعاء لمناقشة الملاحظات والاستفسارات.عادت اللجنة من صنعاء باستفسارات جديدة، باتطلع اللجنة، وباتنزل اللجنة.والمسألة كلها استفسارات وطلوع ونزول.أليس هناك قاعدة بيانات لجميع العاملين في العمل منذ سنوات إذا تذكرون على إنجازها وهي مدونة وبالكمبيوتر كما قيل لنا حينها. أليست هذه قاعدة بيانات شاملة كاملة عامة ومركزية.تحققت وأنجزت بعد التدقيق والفحص والتفحيص وإجراءات البصمة والصورة أين ذهبت لأن الغريب والعجيب في الأمر، إن من الاستفسارات مثلاً تاريخ تعيين العامل أو الموظف أو الشهادة الدراسية ( المؤهل الدراسي ) له، أليس هذه من أولويات الأمور، أو مثلاً فني ماذا؟ هذا استفسار بمعنى هل هو فني مختبر، فني أشعة، فني تجارة ألا توجد مثل هذه البيانات في قاعدة المعلومات التي تم إنجازها. أليس من أجل الاعتماد عليها في مثل هذه الحالات.ألا تذكروا حينها موضوع الازدواجية وما حصل حينها وكأننا اكتشفنا اكتشافاً لا مثيل له. وها نحن اليوم نقف عاجزين عن معرفة بيانات أولية عن هذا العامل أو ذاك مقارنة بالعمل الذي أنجز من قبل.أيها القطاع الصحي نقول لكم أصبروا فالصبر مفتاح الفرج ولا نقول لكم كما يقول المتشائمون كثر الصبر يؤدي إلى القبر.عسى أن يكون الفرج قريباً ونتمنى لكم حياة صحية يا أصحاب الصحة.
|
آراء حرة
طبيعة العمل والاستراتيجية .. وتساؤلات مشروعة
أخبار متعلقة