واحد وأربعون عاماً مضت على استشهاد أولاد المناضل عبد القوي حسن عبد الرحمن مكاوي في يوم 1962/2/27م وقليل الذين يعرفون عن هذا اليوم المشؤوم الذي تنكرت له الأنظمة التي تعاقبت على حكم الشطر الجنوبي قبل 22 مايو 1990م وجعلته يوماً منسياً لكون أب الشهداء هو الأمين العام لجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل(FLOSY)الذي صنف من قبل النظام الشمولي ثورة مضادة.وبالعودة إلى العنوان أعلاه وأثناء الحرب العالمية الثانية أطلق المذيع العراقي الجنسية علي هاشم رشيد من إذاعة صوت المانيا في برلين تسمية العرجاء-والمرجاء-ومريضة البدن.. على كل من سلطنة الحواشب-ومشيخة العلوي-وإمارة الضالع-عندما أعلنت مجتمعة وقوفها إلى جانب الحلفاء ضد دول المحور بقيادة المانيا وقائدها ادولف هتلر. فاذا كان اليوم هناك من يدعو إلى إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء من خلال تصريح مدفوع الجر نشره سلفاً أو مقابلة مع قناة فضائية معروف من يمولها فإنهم لا ولم ولن يستطيعوا ان يغيروا قيد أنملة في عجلة التاريخ اليمني سواء كان ذلك عن طريق العرجاء والمرجاء ومريضة البدن التي لم تستطع التغيير من مجرى الحرب العالمية الثانية أو من يقف خلفهم من أعداء للثورة والجمهورية والوحدة التي تحطمت آمالهم تحت إرادة وتصميم الشعب اليمني في اصرارة على بناء مستقبله ولا ندري نحن الذين اكتوينا بحكم الرفاق ونظرتهم إلينا بأننا ثورة مضادة وهم لا يعترفون بالآخر، كما عرفناهم في المراحل السابقة ابتداء من سطوهم على مرحلة الكفاح المسلح والمراحل التي لحقتها حتى نيل الاستقلال: وقد ادخلوا شعبنا في حكم لا يعرف التاريخ له مثيلاً في العصر الحديث من سحل ونهب ومصادرة أموال وأملاك وحقوق الآخرين، فتصالحهم وتسامحهم فيما بينهم فهذا شانهم في إطار اليمين الرجعي واليسار الانتهازي والزمرة والطغمة، كما كانوا يطلقون على بعضهم هذه التسميات بعد كل وجبة يقدمونها، وسيظل تسامحهم وتصالحهم محصوراً عليهم كما عرفناهم في المراحل السابقة، فها هو يوم 11/فبراير 1959م الذي هو يوم تأسيس اتحاد الجنوب العربي، وختم فيه الشهيد مهيوب علي غالب “ عبود” بدمه الطاهر علي تربة مدينة الشيخ عثمان ضد المستعمر البريطاني في 11 فبراير 1967م.. مؤكداً واحدية الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962 و14 اكتوبر1963م وفي يوم 27 فبراير 1967م هو يوم سقط فيه أولاد المناضل عبدالقوي مكاوي، شهداء، والحدثان احلاهما مر بالنسبة لدعاة الجنوب العربي، وهاهي قصة الشهداء الذين سقطوا على يد الغدر والخيانة في يوم 27 فبراير1967م: ( كما يرويها الكاتب البريطاني ديفيد ليدجر في كتابه (الرمال المتحركة).لقد كان الموعد هو وقت تناول وجبة العشاء وكانت الشوارع مهجورة تقريباً وكان هناك بعض أولاد الشوارع يلعبون لعبة الحجلة عند ناصية احد الشوارع بينما كانت سيارات الأجرة السوداء والصفراء تمر من حين لآخر أملا في إيجاد راكب متأخر للحصول على أجرة اكبر، وعند الساعة السابعة مساء كانت معظم العائلات تستقر في منازلها لقضاء ليلتها مفضلة الاستمتاع بتلفزيون عدن على مخاطر الطرق المؤكدة.وفي احد البيوت الفخمة التي في ضواحي المدينة حدث ان أخرجت امرأة كانت تعد طعاما العشاء لعائلتها رأسها لتنظر خارج النافذة رأت رجلين متسلقين فوق جدار وكان عالياً تحتجب به النساء ويحيط بالمنزل وكانا يبذلان مجهوداً جباراً لوضع شحنة كبيرة من المتفجرات وصرخت المرأة عالياً فهرب الرجلان في الحال وخرج أولادها الثلاثة من المنزل لمعرفة سبب تلك الضجة وتوجه الابن الأكبر إلى منزل صديق وجار للعائلة هو السيد حامد خان، مساعد مأمور شرطة عدن، وعاد بسرعة ومعه شرطيان، ونلاحظ من ذلك حديثاً قصيراً قام بعده احد الشرطيين بمساعدة بدوي كبير في السن كان من المفروض ان يكون قائماً بأعمال الحراسة بحمل المتفجرات بحيطة وحذر شديدين إلى الخارج وإلقائها على قارعة الطريق.لقد كان بالإمكان سماع الانفجار على بعد 12 ميلا أي في دار الحكومة حيث كان السير رتشارد تير نبول، على وشك تناول طعام العشاء وبعد ان استقر غبار الانفجار وجد الابناء الثلاثة لبعد القوي مكاوي، احد القادة السياسيين في جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل مقتولين إلى جانب حارسهم والشرطيين، لقد كان السيد مكاوي رجلاً ظريفاً وحلو المعشر فاشلا في نفس الوقت فكم من مرة يا ترى تأسف خلال السنتين الماضيتين لتركه عمله المريح؟ وفي هذا الوقت بالذات كان مكاوي غارقاً في مياه أكثر عمقا من قامته لقد برهنت اساليبة المحاسبية التي تعلمها في مكتب المحاسبة في عدن على إنها فاشلة فشلاً ذريعا لدى تطبيقها على أساليب رجال القبائل في داخل البلاد، فلم يخرج طيلة حياته إلى ابعد من حدود عدن وكانت تربكه الطبيعة المعقدة والساذجة لأولئك الناس الذين كان يتوجب عليه التعامل معهم(1) فلا عجب إذن ان يفضل فيلته الباردة والمكيفة بالهواء في القاهرة على القيام بحملة في جبال عدن الوعرة.وفي عدن أحب الناس السيد مكاوي، وكانوا يتعاطفون معه كما اعتبروه رجلاً غير مؤذٍ وضحية ظروف خارجة عن إرادته لقد صعق الجميع عند قتل أبنائه إما البعض الذي شعر بأنه جلب الكارثة لنفسه بموافقته غير العلنية على عمليات القتل المتعمدة التي كانت تنفذ باسم الجبهة التي كان ينتمي إليها فقد احتفظ بآرائه لنفسه بهذا الخصوص.ويحب العدنيون إقامة المآتم المهيبة فهم إلى حد ما، يشبهون الايرلنديين في نظرتهم للموت، وفي الماضي أقاموا أكثر مظاهر الحزن تأكيداً لأشخاص كانوا ابعد الناس عن نيلها وبهذه المناسبة لم يكن هناك من شك بان يتجلى شعور العطف الحقيقي نحو عائلة مكاوي، وكان المشاغبون من جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل المنشقة من اجل الحصول على التأييد وقد كانت هذه الفرصة لا يمكن ضياعها من اجل التجمع معاً في مظهر رائع من التضامن العام.وخلال الليل كان الشبان الصغار الذين يرتدون القمصان البيضاء ينتقلون من منزل إلى آخر لتنظيم وتنسيق جنازة الغد، بينما أمضت أمهاتهم وشقيقاتهم الليل وهن يخيطن الإعلام ويرسمن الشعارات على اللافتات، ولكي لايسبقها احد أدانت الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل عملية القتل ووعدت بإرسال وفد لتشييع الجنازة بينما أعلن مؤتمر النقابات العمالية العدني الموالي لجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل الإضراب العام والحداد ليوم على الضحايا وبالطبع وجه اللوم إلى البريطانيين، وأعلنت إذاعة القاهرة ان لديها دليلاً قاطعاً على ان المخابرات البريطانية هي المسؤولة عن القتل وامسك مكاوي نفسه المذياع في صنعاء عاصمة اليمن ليهدد بالثأر من( القتلة الامبرياليين) وعلى الرغم من كل هذا الضجيج وهذه الدعاية كان لدى معظم الناس شعور خفي زائد بأن المجرمين الحقيقيين هم من بين أصحاب الوجوه القاسية المزيفة الذين تجمعوا تحت أعلام الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل من أجل تشييع الجنازات في مدينة كريتر العربية الحارة في اليوم التالي.ولوقت مضى كانت القيادة العليا لجبهة تحرير اليمن المحتل ومساندوها من المصريين يتهالكون بشدة على توحيد كافة المتطرفين في منظمة واحدة، وخلال تلك العملية كانوا يصفون بهدوء بعض الأشخاص تمرداً من بين مؤيدي الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل ونتيجة لذلك فقد حذرت الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل مكاوي سراً إنها سوف تنتقم منه أن لم يضع حداً لهذه السياسة، لقد عقد رجالها النية على تنفيذ هذا الهجوم القاتل لتأكيد انتقامهم دون أن يفكروا مسبقاً بكامل النتائج التي ستسفر عنه.ولابد أن يكون العديد من أولئك الذين تجمعوا بعد الظهر من ذلك اليوم الحار في كريتر قد اشتبهوا في حقيقة الأمر على الرغم من أن احد المؤيدين البارزين لجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل(3) قد قتل قبل يومين فقط من الوقت الذي كان لا يزال يعتبر فيه تأكيد على وجود خلافات في صفوف الثوريين ضرباً من الهرطقة وقد بذل كلا الجانبين جهداً جهيداً من أجل الإبقاء على المظهر الخارجي للوحدة، ولكن على أي حال كان هناك المزيد من كباش الفداء المعرضين للهجوم والجزاء.ولم تكن رابطة الجنوب العربي تشعر بتاتاً بالسرور لمشاركتها الاصنج في منظمة تحرير الجنوب المحتل (اولوس) لقد كان الاتحاد بينهما قصير المدى لان الرئيس جمال عبدالناصر لم يكن ينظر نظرة عطف على العادة التي كانت تمارسها الرابطة من حيث قبول المال والمشورة من فيصل، ملك المملكة العربية السعودية.وفي عام 1966م، قرر قادة رابطة الجنوب العربي العودة إلى عدن، وبقي الزعماء الحقيقيون في مصر لكي يروا كيف ستسير الأمور، وأرسلوا بدلاً منهم الثرثار شيخان الحبشي للاهتمام بشؤونهم، لكن الأمور هناك سارت بشكل سيء فمن ناحية لم ترغب الرابطة في مشاركة مسؤولية الحكم مع الحكومة الاتحادية، بينما في نفس الوقت كانت تتفق مع البريطانيين والسعوديين لقد طال تردد الحزب في الاختيار بين الأمرين في إضاعة كليهما وكان رجال الرابطة مكروهين من جانب المتطرفين(لخيانتهم للثورة) كما كانوا يعتبرون من قبل المصريين بأنهم عملاء للسعوديين ومن ناحية أخرى، كانت السلطات البريطانية والاتحادية لا تثق بهم لأنه لم يكونوا في مقدورهم بتاتاً أن يخرجوا من هذا الحاجز.وهكذا بعد يوم من وفاة أبناء عبدالقوي مكاوي أثار وصول فريق صغير من مؤيدي رابطة الجنوب العربي للاشتراك في تشييع جنازات (الشهداء الثوريين) غضب المتطرفين وفي الحال بدأ تبادل الكلمات اللاذعة ونشبت المشاجرات تم تلا ذلك تمزيق علم رابطة الجنوب العربي ودوسه بالأقدم وسحب رجلان من رابطة الجنوب العربي مسدسيهما واطلقا عدداً من العيارات النارية على معذبيهم قبل ان يلوذوا بالفرار إلى مسجد مجاور وانطلقت الجماهير في صيحات معادية إلى مطاردتهم وأطبقت على هذين العربيين السيئي الحظ داخل المئذنة وبعد عراك قصير سيق الاثنان بعنف إلى أسفل حيث كان في انتظارهم حشد كبير من الناس قاموا بضربهما بوحشية حتى الموت بواسطة أخشاب قطعوها من صناديق تعبئة مجاورة وكانت شرطة عدن المدنية تقف مكتوفة اليدين وهي تشاهد ما يحدث وعرضت الجثتان وهما لا تزالان تختلجان أمام المراسلين الدوليين بزهو وانتصار قبل ان يجرا في شوارع كريتر(3) حيث تدفق جمع سريع من النساء باتجاه معاكس لاحتفالات الجنازة بصقن عليهما تم قام أولاد الأزقة بركلهما بأقدامهم(4).ولقد أفسدت هذه الانفعالات التنظيم المرتب ترتيباً حسناً للجنازة فلم يكن بإمكان طليعة المشيعين ان تتحول إلى الطريق المستقيم والطويل المؤدي إلى جامع العيدروس أقدم أشهر الأماكن الدينية في عدن الا بعد الساعة الرابعة لقد كان جامع العيدروس بتاريخه القديم ومئذنته العالية التي كانت تقف شامخة بلونها الأبيض مقابل الستار الأسود المكفهر من التلال المحيطة اختياراً طبيعياً لمكان الدفن لقد حملت النعوش الستة المغطاة بأعلام الثورة العربية الحمراء والبيضاء والسوداء ببطء عبر الشارع ترافقها الهتافات (مكاوي)،(مكاوي) وكانت تلك الهتافات تقوي بإطراد لدى رد الجموع التي بلغ عددها10.000 شخص على التعليمات الماهرة لمواجهي الهتافات فضلاً عن جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل والجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل فإن معظم النقابات والنوادي الرياضية كانت ممثلة في مراسم التشييع وسارت كل فرقة تحت علمها ورفع الكثيرون من مؤيديها عالياً صورة مكاوي وأولاده إما أكثرها تاثيراً فكانت كتلة تضم 500 امرأة كن يرتدين العباءات السوداء(5) لقد كانت أصواتهن الحادة وهن يصحن مطالبات بالثأر تطغى على أصوات الجميع.ولدى وصول الجموع إلى المسجد، ارتقت المشاعر إلى ذروتها فقد ارتفعت الأصوات بالأناشيد ودقت الأرض بالأقدام تزايدت شدتها حتى بلغت القمة وكان الناس جاهزين لأي عمل وانتشر فريق من الشبان كان يتحين الفرصة المناسبة طيلة بعد الظهر عبر الطريق على شكل حاجز لمنع أي تشتت في الصفوف، وانطلق الأولاد الصغار مهرولين ذهاباً وإياباً لتوزيع الماء على العطش من المشيعين وفجأة عندما أدخلت النعوش إلى المسجد الواجم- ساد السكوت في لحظة حق- وهي اللحظة التي يبدو فيها العالم بأسرة واقفاً وقفة التفكير والتأمل، واستغل المشاغبون ومثيرو القلاقل تلك الفرصة استغلالاً كاملاً، وفي الحال ارتفعت صيحات مجهولة قائلة(لتسقط الرابطة) (الموت للخونة) ورددتها على الفور آلاف الأصوات ثم تحولت الجموع بكاملها نحو الطريق واتجهت إلى مقر رابطة الجنوب العربي الذي كان يبعد حوالي نصف ميل عن المسجد.لقد كان مقر رابطة الجنوب العربي في عدن عبارة عن مبنى طويل من طابق واحد محاط بجدار عال ويقع في إحدى ضواحي المدينة، وسمع مسبقاً حوالي 20 عضواً من الرابطة يبحثون أحداث اليوم الأخبار عن نوايا الجموع القادمة واتخذوا لهم مواقع على السطح وإذا تبين لهم أن كافة وسائل الهرب قد سدت في وجوههم ألقى شيخان الحبشي المبدع في خطبه كلمة حماسية فيهم واستعدوا بأنواع مختلفة من الأسلحة للدفاع عن أنفسهم حتى الرمق الأخير.وقام واحد منهم لم يفقد اتزانه بالاتصال تليفونياً مع شرطة عدن المسلحة للمطالبة بالحماية بينما تبارى الباقون بإطلاق النيران بشكل عشوائي على الطريق الذي كان يحتمل ظهور الجموع القادمة عليه، ولقد كان لصوت إطلاق النار لمنظر عربتين من رجال الشرطة المسلحة الذين كانوا يرتدون الخوذات الفولاذية والأحزمة السوداء وهم يسرعون نحو مبنى رابطة الجنوب العربي تأثير في إعادة الحشود الزاحفة إلى رشدها بحيث أن الجزء الأساسي من اتباع جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل والجبهة القومية لجنوب اليمن المحتل هو الذي واجه الحاجز الذي أقامته الشرطة على عجل خارج بوابة رابطة الجنوب العربي المصنوعة من الحديد المطاوع، وقد قامت الرابطة نفسها بإنهاء تلك الفترة المؤقتة من توقف اندفاع المهاجمين بفتح نيرانها المتواصلة عليهم وقتل ثلاثة منهم.وبعد ذلك قام كل واحد بإطلاق النار على الآخر وخلال الدقائق الخمس التالية تضاعفت الفوضى والارتباك ولم يضع نهاية لها سوى وصول فرقة نورثمرلاند فوزيليرز الملكية في الوقت المناسب فقد قامت بسرعة وبنشاط بتفريق الحشود وأوقفت القتال وفي الحال توارى المسلحون من الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل وجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل عن الأنظار، وجابهت القوات منظراً عجيباً ضم كما بدالهم عشرين مسلحاً اخذوا يشكرون الله والبريطانيين على إنقاذ حياتهم.وبطريقة صارمة ورهيبة دخلت القوات المبنى، وفي الحال تم تجريد رجال رابطة الجنوب العربي السيئ الطالع من أسلحتهم وأوقفوا عند حائط مقرهم بينما اخذ الجنود يفتشون المبنى.وبعد عشرين دقيقة دق تليفون منزل احد المسئولين السياسيين البريطانيين لقد كان على الخط شيخان الحبشي الذي أراد التحدث إليه.ثم حلت مكان اللهجة العربية لهجة جندي من فرقة “ نورثمير لاندفوزيليرز” قائلاً للمسؤول البريطاني(مالذي تعنيه انه مسموح له بحمل مسدس، لكن لدى هذا المهرج اللعين(6) ألغام أرضية تحت مكتبه).لقد تضمنت قائمة الأسلحة والمتفجرات غير المرخصة التي تم الاستيلاء عليها في مقر رابطة الجنوب العربي 36 قنبلة ثلاثية الفتيلة، ولغم تثبيت وثلاثة مسدسات وقنبلة مسيلة للدموع وصفيحتين من أدوات التفجير، وأربعة خزانات لمسدسات وكمية من الذخيرة المختلفة الأنواع.ومن ناحية ثانية شعرت جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل بالابتهاج فالنجاح الذي حققته في موكب الجنازة قد فاق كل توقعاتها واتهمت الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل بأنها المسؤولة عن جريمة قتل عائلة مكاوي وتباهت صلفاً وغروراً بان القتلة سوف يلقون قريباً ما يستحقون من عقاب.وفيما وراء المياه وداخل معقلها في عدن الصغرى درست الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل ما ألمحت إليه تلك الإشارة الصادرة عن جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل وخلال اجتماع زعمائها في الظلام الذي لم يكن يضيئه سوى الوهج المخيف المنبعث من الفضلات المشتعلة في مصفاة البترول الضخمة وتوصلوا إلى الاستنتاج بان الوسيلة للبقاء هي الاستمرار في حملة شاملة من القتل والتخويف ضد خصومهم في جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل، وبهذا يستعيدون السيطرة على الحركة الثورية.وفي عدن فتحت علبة بندورا(وهي المرأة التي أرسلها الإله زوس، حسب الأسطورة اليونانية، لمعاقبة البشرية، وأعطاها علبة ما أن فتحتها حتى انطلقت منها جميع الشرور) للانتقام ومنذ ذلك اليوم تفتت مختلف الطوائف والجاليات التي تجمعت في وقت ما لجعلها مكاناً مزدهراً وسعيداً إلى أجزاء متناثرة لقد بدأ حقاً الانحدار الأخير إلى مهاوي الفوضى وإراقة الدماء.[c1]هوامش:[/c]-1منهم أولئك الذين قذفوا الرئيس علي عبدا لله صالح ونائبة وأسرة ال الأحمر بالكلمات البذيئة أثناء حرب صيف 1994 وهم اليوم يتقدمون الصفوف باسم جبهة التحرير والذين وصفهم هيبر برسي بأنهم مثل السمك المجفف.-2قتل سعيد حسن الصومالي، وزير الحكومة المحلية في وزارة مكاوي في المعلا في 26 فبراير.-3ولقد لقي المصير نفسه أثناء حصار كريتر في يونيو قائد الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل في حي كريتر.-4كان احد الضحايا شقيق رئيس رابطة أبناء الجنوب العربي السيد محمد علي الجفري، وايضاً شقيق السيد عبدالرحمن الجفري رئيس رابطة أبناء اليمن “ رأي” حالياً.-5بعد عام من ذلك التاريخ بالضبط وفي 28 فبراير 1968 حاولت مجموعة من النساء يبلغ عددهن حوالي الثلاثين السير إلى المسجد لوضع أكاليل من الزهور على القبور الستة وفي دقائق معدودات انقض عليهن رجال الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل وساقوهن بعيداً بواسطة سيارات لاندروفر، إما الأكاليل فقد أحرقت في الشارع.-6 يقصد بالمهرج اللعين، شيخان الحبشي.
|
آراء حرة
الاعتكاف – والاعتصام- والاحتقان.. والعرجاء-والمرجاء-ومريضة البدن .. والمقارنة بينهما
أخبار متعلقة