لمناسبة الذكرى السنوية لرحيله ..
في الرابع والعشرين من مارس عام 2005م .. توقف قلب المناضل / عمر أحمد عبدالله المسبحي - حفيد ولي الله الصالح ( عمر المسبحي ) عن الخفقان ، وأنتقلت روحه الطاهرة الى بارئها بعد ( ستين) عاماً من عمر إنسان تشكلت خلالها حياة مناضل وطني رفع درجة النضال الى مصاف العمل المقدس .- ما أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها .. عام1945مأطل الى الدنيا الوالد / عمر أحمد عبدالله المسبحي في منطقة العواذل .. ومنها بدأ طفولته طالباً نجيباً في مدرسة الاستاذ والمناضل الراحل ( أحمد موثب) .. الذي لمس في ( المسبحي) نجابه وذكاء مفرطاً في ظل ظروف التعليم الصعبة - آنذاك - وفي سن مبكرة إختتم ( المسبحي) القرآن الكريم وحفظ الاشعار - وقد كان بذاته شاعراً للأناشيد الصوفية .- عندما أنتقل المعلم والمناضل ( موثب) الى عدن أسند الى الراحل مهمة تعليم الصغار الملتحقون بمدرسته إلاّ أن حب ( المسبحي) لأستاذه دفع له للحاق بأستاذه الى عدن مع نهاية الخمسينات .. حيث كان المناضل الراحل ( موثب) قد صار نقابياً بارزاً في مياء عدن ، أما الفتى الشاب (المسبحي) فقد تفتحت مداركه في الحياة السياسية والوطنية مطلع الستينات وأنضم الى صفوف الجبهة القومية كفرد من بين آلاف الذين ألتحقوا بصفوف طلائع النضال ضد المستعمر فأسهم بقدر عال مع رموز النضال التحريري في الدفاع عن الوطن حتى شهد غروب شمس الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ورحيل آخر جندي بريطاني عن جزء غال من الوطن في 03 نوفمبر 1967م .- كان ( المسبحي ) رحمه الله بحق ثنائية قلم وسيف تزود روحياً بالايمان المطلق بأن يوماً للحرية سيشرق مهما غيمت السحب ، وإمتلك في مرحلة من مراحل حياته ما يعصمه ولهذا كان صاحب رأي يجهر به دون خوف أو وجل أو حتى نفاق يقوله بصورة مباشرة احياناً وبواسطة النكتة السياسية اللاذعة تارة أخرى .. كما تمتع بذاكرة قوية لتاريخ الثورة والثوار على امتداد (4) سنوات من النضال والكفاح المسلح الذي برهنت خلالها اليمن أنها مقبرة للغزاة.- ولأن الراحل ( المسبحي) كان رجلاً بسيطاً متواضعاً محباً للنظام والقانون فقد ألتحق بالعمل في الشرطة الشعبية وعمل خلال خدمته في شرطة المحاكم إيماناً منه بضرورة سيادة القانون ، أما أبرز صفاته فكانت طيبة القلب إضافة الى أنه كان منفحتاً على الحياة محباً للعدل .- وبشروق شمس الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م عبر عن فرحته واعتبرها منجزاً عظيماً صنعه اليمانيون وافاه الأجل في 24 مارس 2005م ليترك الدنيا ومافيها .. وتظل ذكراه العقبة في أذهان كل من عرفوه أو عاصروه . أديب الجيلاني