د. فهد محمود الصبري:شهدت المنطقة العربية في السنوات الأخيرة عدم استقرار سياسي نتج عنه الكثير من الحروب ما أسفر عن مشاكل اقتصادية متعددة، إضافة إلى نزوح واسع للسكان داخل البلدان وخارجها ففي السودان مثلاً هنالك حوالي مليوني لاجئ وفي جيبوتي حوالي مائة ألف لاجئ جميعهم يقطنون في مخيمات خاصة في ظروف حياتية وصحية مزرية كذلك تشير بعض التقاريرإلى أن حوالي 47 % من العائلات في لبنان لديهم على الأقل شخص هاجر خارج البلاد خلال العقود الثلاثة الماضية ومعظمهم من الشباب وفي بعض البلدان في المنطقة يشكل الأجانب الوافدون قسماً كبيراً من السكان يصل أحياناً إلى %90 من مجموع القاطنين في البلدان كما هي الحال في الإمارات العربية المتحدة، وإلى 63 % في قطر و 71 % في الكويت وبالرغم من أن الانتقال بكافة أوجهه، سواء أكان السفر للأعمال أو المتعة، أو النزوح القسري والاختياري والاغتراب (الهجرة خارج البلاد) هو عامل معروف يؤثر على السلوكيات الفردية خاصة السلوكيات الجنسية والمتعلقة بالصحة الإنجابية، فإن الدراسات حول الهجرة والتنقل والسفر وتأثيراتها على المجتمعات في البلدان العربية مازالت نادرة لكن هناك كثير من المؤشرات والدلائل العالمية تؤكد هذه الحقائق. وبالفعل فإن السفر والتنقل القسري يحتم على الأشخاص العيش بعيداً عن عائلاتهم ومحيطهم الاجتماعي ما يزيد من الضغوطات النفسية والاقتصادية ويدفع بالأفراد إلى اللجوء إلى ممارسات خطرة مثل العلاقات الجنسية العابرة أو تجارة الجنس وتبرز هذه الممارسات خاصة في البلدان التي تشهد أو شهدت حروباً وعدم استقرار أمني إضافة إلى ذلك، يكثر العنف الجنسي وحالات الاغتصاب في مخيمات اللاجئين عامة، ما يزيد من احتمال انتشار الأمراض المنقولة جنسياً بما فيها الايدز، وحالات الحمل غير المرغوب به، وتهميش ووصمة المعتدى عليهن. وفي اليمن الآن هناك أعداد هائلة من النازحين في مناطق مختلفة بسبب الحرب الأخيرة التي ضاعفت من المشاكل السكانية المختلفة صحية وديموغرافية. ما يحتم على كل البرامج الخاصة بالصحة الإنجابية وبرامج مكافحة الايدز تكثيف الأنشطة والتدخلات الوقائية من أجل الحد من انتشار الأمراض الجنسية وخصوصاً الايدز أو زيادة السلوك الإنجابي الخاطئ في أوساط النازحين وخصوصاً الشباب.
التحديات والعوامل السياسية وتأثيرها على الصحة الإنجابية
أخبار متعلقة