كان النزاع بشأن النهر الحدودي السبب الرئيسي في الحرب الإيرانية العراقية
قرب شط العرب/14 أكتوبر/ من محمد عباس: يأمر قائد سفينة حربية أمريكية يحمل تكليفا بتأمين المياه العراقية طاقمه بمراقبة موقع مراقبة إيراني بحثا عن أنشطة فيما تبحر سفينته في المياه حيث لا يوجد فاصل واضح بين العراق وإيران.وأسرت إيران 15 بحارا بريطانيا في هذه المنطقة في وقت سابق من العام الحالي واتهمتهم بدخول مياهها. وكان نزاع مستمر منذ فترة طويلة بشأن نهر شط العرب الحدودي قد ساعد في إشعال حرب في الماضي.والآن يقوم الجيش الأمريكي وحلفاؤه بدوريات حراسة في اقرب نقطة يعتقدون ان المياه الإقليمية العراقية تنتهي عندها لكن التوتر يزداد بين الجمهورية الإسلامية والغرب ويزداد معه بالتالي احتمال التصعيد بطريق الصدفة.وقال جون تشاندلر من على متن السفينة الحربية الاسترالية انزاك التي تعمل في إطار قوات التحالف التي تحرس المياه العراقية “نحن نضع خطا نعتقد انه معقول ومن خلال الاعتياد نبحر بطول هذا الخط ذهابا وإيابا ونحاول ان نحدد الإيقاع.”وقال “الإيرانيون لهم رأي مختلف قليلا بشأن أين يقع هذا الخط.”وكانت آخر مرة اتفقت فيها إيران مع العراق بشأن الخط الفاصل في الممر المائي في عام 1975 عندما تم تقسيم نهر شط العرب ومدخل الخليج بامتداد المياه العميقة.ومنذ ذلك الحين قالت مصادر البحرية الغربية ان الطمي غير الوصف الدقيق لقاع النهر لكن لم يتم تحديد الحدود البحرية الجديدة مما أدى إلى ترك حق المرور استنادا إلى ما جرى عليه العرف.ووفقا لمترجم على متن سفينة حربية أمريكية تحرس المياه المتنازع عليها بالقرب من مدخل شط العرب وموانئ النفط العراقية فان البحرية الإيرانية غير راضية عن ذلك.وقال المترجم الذي طلب عدم نشر اسمه “لن أترجم ذلك على نحو دقيق لكن في بعض الأحيان يوجه الإيرانيون شتائم إلى الأمريكيين ويلعنون أبائهم ويصفوني بأني متآمر.”وكان النزاع بشأن النهر الحدودي السبب الرئيسي في الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت في الفترة من عام 1980 إلى عام 1988 .وفي عام 2004 أسرت إيران وفي وقت لاحق أفرجت عن ثمانية من أفراد البحارة البريطانيين اتهمتهم بأنهم ضلوا طريقهم إلى مياهها. وفي مارس الماضي أسرت 15 بحارا بريطانيا ووجهت إليهم نفس الاتهام.ونفى البحارة في الحادث الأخير والذين أفرج عنهم أنهم دخلوا المياه الإيرانية لكن تقريرا برلمانيا بريطانيا في الأسبوع الماضي انتقد استخدام خريطة تبين حدودا تم تعريفها يقول خبراء انه لا وجود لها.ولم يسمح جويل لانج قائد السفينة الحربية الأمريكية تايفون لهذا الحادث بأن يمنعه من قيادة سفينته في المياه التي تسودها الاضطرابات في محاولة لدعم المطالب الإقليمية للعراق بالقوة العسكرية.وقال في الطريق إلى المنطقة المتنازع عليها “سنبحر بامتداد الخط على الجانب العراقي وسنبحر ببطء.”وقال لانج ان سفينته “شديدة التسليح” لكنه يراعي عدم إظهار مدافعه لتجنب الاستفزاز. وشبه دوره بشرطي مسلح يحرس المنطقة المكلف بحراستها.وقال وهو يشير بإصبعه إلى علامة نابية “أحيانا نلوح إلى بعض الإيرانيين وبعض زوارقهم البحرية ونحن نبحر. وأحيانا يردون علينا. وأحيانا يقولون لنا أننا رقم واحد.”والعلاقات بين إيران والغرب متوترة بالفعل حيث يتهم الغرب طهران بمحاولة صنع أسلحة نووية. وتقول إيران ان أهدافها النووية قاصرة على توليد الكهرباء.وفتحات الطلقات والصواريخ التي لا تحصى في مرفأ خور العماية تذكر بالحرب الإيرانية العراقية. والقوات التي تقودها الولايات المتحدة والقوات العراقية مصممة على عدم وقوع المنصات النفطية ضحية للتوترات في المنطقة مرة أخرى.وهذا المرفأ هو أحد مرفأين عراقيين يتم منهما ضخ معظم نفط العراق الذي يضم ثالث أكبر احتياطيات نفطية في العالم يعتمد عليها اقتصاد البلاد.ويتهم الجنود العراقيون الذين يحرسون المنصة الدول المجاورة بتحريض المسلحين على شن هجمات في العراق. بينما يقول جنود عراقيون آخرون مكلفون بتفتيش السفن القريبة ان علاقتهم مع الجنود الإيرانيين بوجه خاص ليست جيدة.وقال مسؤول بالبحرية الأمريكية ان تفتيش سفينة إيرانية يحتاج إلى تصريح خاص وإجراءات بيروقراطية أكثر من الصعود إلى متن سفن تتبع جنسيات أخرى.والمناطق المحظورة حول المنصات النفطية التي تمتد ثلاثة كيلومترات سارية منذ عام 2004 عندما هاجم انتحاريون يستقلون زوارق ميناء البصرة.وعلى طرف المنطقة المحظورة حول خور العماية التي يمكن مشاهدتها من المنصة النفطية يقوم موقع إيراني بأعمال المراقبة.وتقول البحرية الأمريكية ان الموقع المسلح أقيم على رافعة عراقية غارقة فيما تقول إيران انه يقع في مياهها. وتقول البحرية الأمريكية ان المنطقة التي أقيم عليها الموقع تمتد فوق المياه العراقية. لكن إيران تختلف مع ذلك.