كسمايو/مقديشو/14 أكتوبر/رويترز: قال نشطاء في مجال حقوق الإنسان والسكان إن إجمالي عدد القتلى في أسوأ معارك بجنوب الصومال منذ شهور ارتفع إلى 70 أمس الجمعة إلى جانب عشرات المصابين. وشهد اليومان الماضيان أعمال عنف دموية بشكل خاص حتى بالمعايير الصومالية حيث خاض المتمردون معارك ضد ميليشيات موالية للحكومة في مدينة كسمايو الساحلية بجنوب البلاد كما اندلعت اشتباكات مماثلة في العاصمة مقديشو.وقال نشطاء مدافعون عن حقوق الإنسان إن 55 شخصا قتلوا خلال اليومين الماضيين في كسمايو وقال شهود إن 15 آخرين قتلوا في اشتباكات متفرقة أمس الجمعة. وأفاد سكان أن معظم المدينة يخضع حاليا لسيطرة المتمردين من جماعة حركة الشباب المجاهدين. وقام مسلحون من الحركة بعمليات تفتيش من منزل إلى منزل بحثا عن مقاتلين موالين للحكومة. وتواجه الحكومة الصومالية الانتقالية وحلفاؤها الإثيوبيون تمردا يتبنى نهج المسلحين في العراق تستخدم فيه هجمات المورتر وتفجير قنابل تزرع على جوانب الطرق والاغتيالات وذلك منذ مطلع العام الماضي. وقتل في العنف أكثر من 8000 مدني كما اضطر نحو مليون شخص للنزوح. ووقعت الحكومة اتفاق سلام مع بعض شخصيات المعارضة يوم الاثنين. لكن متمردي حركة الشباب ومتشددين آخرين في المعارضة رفضوا الاتفاق بالفعل. وقال علي باشي رئيس منظمة حقوق الإنسان المحلية في كسمايو (فانول) إن 100 شخص على الأقل أصيبوا في المعارك. وقال «ندين هذه الإبادة الجماعية ونحث الطرفين على وقف القتال دون شروط.» وقال عبدي أحمد سوجول مدير مستشفى كسمايو العام إن هناك طبيبا واحدا فقط وعددا قليلا من الممرضات، وتابع «الأدوية بدأت تنفذ وهناك المزيد من الناس (المصابين) في الطريق إلى المستشفى.» وكانت كسمايو هادئة نسبيا في الشهور الأخيرة مقارنة مع العاصمة مقديشو التي شهدت أيضا معارك عنيفة أمس الأول. ووقع بعض تلك المعارك بالقرب من مقر إقامة الرئيس عبد الله يوسف. ويزور يوسف إثيوبيا حاليا. على صعيد أخر قال المكتب البحري الدولي أمس الجمعة أن قراصنة استولوا على سفينة أخرى هي سفينة شحن ألمانية قبالة ساحل الصومال في مياه توصف بأنها من اخطر المناطق الملاحية في العالم. ويرتفع بذلك عدد السفن التي تعرضت للخطف في ممر بحري رئيسي يربط آسيا وأوروبا إلى مستوى قياسي بلغ أربع سفن في الساعات الثماني والأربعين الماضية ما يثير مخاوف من تفاقم أعمال القرصنة هناك. وقال نويل تشونج رئيس مركز الإبلاغ عن أعمال القرصنة التابع للمكتب البحري الدولي في كوالالمبور «لا يوجد رادع وبالتالي فانه بالنسبة للقراصنة والمجرمين وأمراء الحرب من السهل الحصول على أموال.» وقال «لا أحد سوف يضبطك ولا توجد شرطة ... يمكنك أن تجمع مبالغ كبيرة من المال، وأضاف «انه أمر لا يصدق أن يخرج مزيد من هؤلاء الأشخاص ويخطفون السفن.» وقال أن الأمم المتحدة فقط «يمكنها أن توقف هذا الخطر» لان الصومال ليس به حكومة مركزية. وتنتشر أعمال القرصنة في الصومال الذي تخيم عليه الفوضى منذ أن أطاح أمراء حرب بالرئيس السابق محمد سياد بري في عام 1991 . وقال مسئولون بحريون أن 30 سفينة على الأقل خطفت قبالة ساحل الصومال حتى الآن هذا العام. وأدى خطف كل منها إلى تلقي مبلغ عشرة آلاف دولار على الأقل وفي بعض الحالات مبالغ أكبر بكثير. ومبالغ كبيرة من المال الآن في أيدي القراصنة في إقليم بلاد بنط الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال البلاد. ويوجد على متن السفن إلتي خطفت عدد إجمالي يبلغ 96 بحارا بينهم تسعة على متن السفينة الألمانية. وقال تشونج «سفينة تابعة للقوات البحرية للتحالف أرسلت إلى المنطقة.» وتعمل قوات بحرية من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وباكستان وبريطانيا وكندا في منطقة الخليج.