مدير مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة عمران لـ "السكان والتنمية" :
لقاء / شوقي أحمد العباسي :جاء الإسلام ورسالته معالجاً كل جديد يظهر على مر العصور وأنفرد بين كل القوانين والتشريعات السماوية بالنظر في كل المشكلات وإيجاد جميع الحلول لكل جديد مستحدث في الحياة ومنها قضية الزواج والنسل واهتمامه بالأسرة اهتماماً كبيراً كونها اللبنة الأولى في تكوين المجتمع، وكان للإسلام القدر العالي والسباق في إشارته المبكرة إلى أهمية الاعتناء بالنسل وتنظيمه من خلال ما جاء في الكتاب والسنة انطلاقاً من أهمية تنظيم الأسرة في الإسلام ومعالجة الإسلام قضايا السكان ، وحول هذا الموضوع ودور الخطباء والمرشدين في التوعية بهذا الموضوع وتوضيح الجانب الديني من خلال رسالة المسجد التي لها أثر كبير في نفوس المتلقين ورفع الوعي لديهم بأهمية الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة ـ التقيناـ القاضي أحمد الأشول مدير مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة عمران ولتسليط الضوء على دور المكتب في هذا الجانب كجهة معنية في التوعية والإرشاد لمختلف القضايا الاجتماعية و هاكم الحصيلة.[c1]توعية الناس بخطورة المشكلة السكانية[/c]* بداية لو تحدثونا عن دوركم في التوعية بالقضية السكانية وتنظيم الأسرة؟- قضية تنظيم الأسرة خصوصاً والمجتمع عموماً ، نظراًَ لما يشكله النمو الكبير في السكان من مقومات كبيرة على مختلف الجهود التنموية في بلادنا وخلق العديد من المشكلات الاجتماعية التي تؤثر على المجتمع اقتصادياً وصحياً وتعليمياً وثقافياً.وبالتالي فإن الوقوف تجاه هذه المشكلة مسألة وطنية والكل يجب أن يتحمل مسئولية في التصدي لهذه المشكلة وبحسب عمله ومجاله ، فنحن في المكتب لدينا برامج وأنشطة تتعلق في هذا الموضوع من خلال الخطباء والمرشدين ودورهم في توعية الناس بالمشكلة السكانية والانفجار السكاني الذي يلتهم الموارد وضرورة ممارسة تنظيم الأسرة لما له من أهمية وفوائد كبيرة تعود على الأسرة والمجتمع والتطرق لهذا الموضوع من جانب ديني حتى يعرف الناس أهميته وتكون الرسالة ذات تأثير قوي كونها نابعة من المسجد ومن الخطباء الذين يكون تأثيرهم في الناس كبير وبالتالي خلق قناعات لديهم بضرورة ممارسة تنظيم الأسرة من أجل رفاه وسعادة الأسرة،، ولأن رسالة الخطباء والمرشدين هي أعظم الرسائل الإعلامية إقناعاً للأمة وإرشادهم في العلاقات والأحكام التي تنظم حياتهم السكانية والمعيشية ، وشرح السلبيات والإيجابيات لمختلف القضايا التي تهم المجتمع، وبالتالي فإننا نبذل جهودا كبيرة في هذا الجانب لإيصال الرسالة التوعوية الهادفة.[c1]تعاون وتنسيق مع الجهات المعنية[/c]* ماذا عن مستوى التنسيق مع الجهات ذات العلاقة ؟- هناك تنسيق وتعاون مستمر مع مختلف الجهات ذات العلاقة، وخصوصاً مكتب الصحة حيث أقام المكتب بالتعاون مع مكتب الصحة والسكان العديد من الدورات للخطباء والمرشدين على مستوى المحافظة والمديريات من أجل التوعية بالقضية السكانية والصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وشرح الجانب الديني والشرعي لإزالة اللبس والغموض عن البعض حول هذه القضية ورفع الوعي لدى الناس بضرورة ممارسة تنظيم الأسرة والطرق الصحيحة للإنجاب وإصلاح الذرية والإرضاع وغيرها من المواضيع المتعلقة بالأم والطفل.بالإضافة إلى التنسيق مع بعض المنظمات المانحة من خلال إقامة دورات تدريبية للخطباء والمرشدين ودعمها في هذا الجانب على مستوى المحافظة والمديريات التابعة لها، وان شاء الله سيكون مستوى التنسيق خلال المرحلة القادمة بصورة أفضل من أجل تحقيق الأهداف والوصول إلى المستوى الذي نطمح إليه في إيصال الرسالة السكانية والإرشادية إلى مختلف الشرائح من خلال رسالة المسجد والندوات التي يقوم بها المرشدون والمرشدات في المجالس وغيرها من أماكن التجمعات لتعريف الناس وتبصيرهم حول مختلف القضايا التي تهمهم وتنفعهم على مستوى الأسرة والمجتمع.[c1]"لا ضرر ولا ضرار"[/c]* كيف تقيمون أثر الخطيب والواعظ في التوعية السكانية والإنجابية؟الشريعة الإسلامية جاءت لتنظيم حياة البشر ومعالجتها من جميع جوانبها، فالخطيب والواعظ الذي يقوم بهذا الدور العظيم ويخاطب الناس ويحثهم ويوجههم ويبين لهم ما فيه خيرهم وصلاحهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة، فقضايا الزواج وأحكام الأسرة وتنظيمها أمور قد أفاضت فيها الشريعة عن طريق آراء وفتاوى العلماء والفقهاء والخطباء فهم يضعون لكل مشكلة حلاً مناسباً ومتفقاً مع الشريعة الإسلامية ، ومن هذه المشاكل هي المشكلة السكانية التي عولجت معالجة جيدة عن طريق القاعدة التي وصفها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال" لا ضرر ولا ضرار" ، فقيام الخطيب والواعظ بدوره لإيصال هذا الفهم للناس وتعميقه في نفوسهم ، لذلك ينبغي أن يكون الخطيب مطلقا وملماً بجميع الأطروحات والمتناولات لهذه القضية حتى يكون قادراً على توصيل الرسالة ومعالجة المشكلة ووضع الحلول والأسس الكفيلة في معالجتها وإيضاحها.ومن هنا فأن دور الخطيب والواعظ والمرشد مهم جداً في كل الأمور والقضايا ولابد أن يحدث الناس ويرشدهم في جميع الجوانب والقضايا الاجتماعية والتي تنظم حياتهم المعيشية والسكانية وما في هذه القضية أو تلك من مشاكل وسلبيات ، لابد من معالجتها ومالها، لضمان حياة الناس آمنة وطيبة.[c1]توعية الشباب بالقضايا التي تهمهم[/c]*ماذا عن الشباب ودوركم في توعيتهم بهذه القضية وغيرها من القضايا الاجتماعية؟ما من شك أن الشباب هم عماد الأمة وأملها في الحاضر ورجال المستقبل فالاهتمام بهم واجب شرعي وأن يفهم الشباب كل قضايا الحياة ومن ضمن هذه القضايا القضية السكانية والصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة التي لا تستمر حياة مجتمع إلا بالنظام والالتزام بالتعاليم السماوية فالصحة الإنجابية يجب الحفاظ عليها وإذا صح الفرد صح المجتمع ولابد أن تتوفر له عوامل الرعاية الصحية والوقاية من الأمراض، فالشباب هم نصف المجتمع وبالتالي فالاهتمام بهم وتوعيتهم ضرورة لبناء جيل صالح وسليم وقادر على مواجهة التحديات التي يمر بها في المجتمع ، وقد قمنا باستغلال المراكز الصيفية المقامة للشباب واستغلال فراغهم قمنا بعمل برنامج خاص بالنزول الميداني إلى تلك المراكز من قبل المرشدين وعمل محاضرات وندوات توعوية حول العديد من القضايا التي تهم الشباب ويجب تعريفهم بها وآثارها السلبية كالغلو والتطرف وقضايا الصحة مثل الصحة الإنجابية وأهمية تنظيم الأسرة وكذا خطورة الأمراض الخبيثة ومنها الإيدز والذي أصبح يهدد فئة الشباب بشكل كبير وتحصينهم من الأمور التي تفسد عقولهم ، وخطورة الأفكار الشاذة التي قد تقودهم إلى تدمير حياتهم، وكذا القيام بتوعيتهم بالقضايا الوطنية وأهمية الوحدة ودورهم في حمايتها كمكسب وطني عظيم تحقق على يد فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح حفظه الله الذي يولي الشباب جل اهتمامه وأفرد لهم مساحة كبيرة في برنامجه الانتخابي اهتماماً منه بهذه الشريحة الهامة في المجتمع.[c1]الأنشطة الصيفية ودور المكتب[/c]* ماذا عن الأنشطة والبرامج الصيفية المنفذة من قبلكم وكونكم عضواً في اللجنة الإشرافية على الأنشطة الصيفية ما تقييمكم لنشاط هذا العام بمحافظة عمران؟تم اعتماد عدد من المراكز الصيفية والتي تم الإشراف عليها من المكتب إلى جانب المراكز الأخرى التي تتبناها وزارة الشباب، حيث تم إعداد برامج وأنشطة مختلفة من قبل القائمين على هذه المراكز وتحت إشرافنا المباشر تمثلت هذه الأنشطة في التعليم الديني وحفظ القرآن والأنشطة الرياضية والثقافية المختلفة في مركز المحافظة وعلى مستوى بعض المديريات ولوحظ أن هناك إقبال كبير على تلك المراكز.أما بالنسبة لمستوى النشاط الصيفي لهذا العام في المحافظة يعتبر مميزاً بدرجة كبيرة جداً نظراً للاهتمام الكبير الذي أولته القيادة السياسية بهذا الشأن.[c1]تفعيل دور المسجد في التوعية السكانية[/c]* كلمة أخيرة؟لابد من تفعيل دور المسجد في التوعية بهذه القضايا لإيصال الرسالة كاملة إلى الناس وكذلك تدريب الخطباء والمرشدين على كيفية تناول هذه القضية الهامة وتوضيح الموقف الشرعي لأن الداخل إلى المسجد يكون مهيئاً ومستعداً نفسياً لقبول ما يلقى عليه بكل اهتمام وتركيز ويكون التأثير فيه كبير، ويجب أن يتناول الخطيب القضايا التي تهم المجتمع بعيداً عن المماحكات السياسية واستغلال المنابر من قبل البعض في أمور لا تهم المواطن وإنما يحاول إقحامه في أمور سياسية وأحياناً تطرفية تنعكس آثارها سلفاً على الفرد.