أضواء
أشكر لفضيلة الشيخ صالح الفوزان حرصه على طرح وجهة نظره، وهو دائم التعليق على بعض وجهات النظر دون تبطين بالإساءات أو التلويح بالتكفير فما يتم الحوار به هو تبادل لآراء وتفسير لمضامين.. وأعتقد أنه تصورني استهدفت المناهج الدراسية فيما كتبت، وهو ما لم يحدث، أو أنني لا أعلن الاحترام لدراسة كتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم.. أبداً.. هذا مطلوب، لكن إلى جانبه يجب أن تتوفر دراسات أخرى حتى نستطيع أن نعالج أنفسنا وأن ندير شؤونا الاقتصادية والعلمية، وهو ما يحدث الآن بفعل حرص الدولة على توفير ذلك.. لقد أردت أن أستعرض أرضية التعليم قبل أن توجد مدارس الدولة، فمازلت أذكر قبل أن أدخل المرحلة الابتدائية تلك الجلسات في إحدى زوايا المسجد ومجموعة من الأطفال يتوسطها شيخ محدود التعليم أقصى ما يمكن أن يقدمه لهم هو أن يتعلموا - بواسطة اللوح - القراءة والكتابة ثم ختم الجزء الأول من القرآن.. والذين علموا من علمونا لابد أن هناك من يذكرهم، حيث كثيراً عندما يمر ذكر رجل يعتبر مرجعية دينية يقال بأنه أخذ العلم عن فلان ومثله آخر يحال إلى فلان آخر، لكن لم يكن يرد اسم مدرسة أو جامعة، وبالطبع ليس بمقدور شيخ واحد آنذاك أن يكون مُلماً بكل العلوم حيث اختصاصه في علم واحد ومحدود.. بينما المجتمع يحتاج إلى تنوع المعرفة وتخصصاتها.. ولعل الجميع يذكر أيضاً قبل خمسين عاماً أن خطبة الجمعة كانت تتكرر في كل أسبوع، ومثلها خطبة الاستغاثة.. ولعل المقارنة توضح الفروق حين أذكر أن شيخ الأزهر في ذلك الوقت عبدالحليم محمود كان قد حصل على الدكتوراه من جامعة السوربون في الفلسفة عام 1940أي عصر الذين علموا من علمونا وكان رحمه الله من أقوى المواجهين لفكر الإلحاد وخصوصاً الشيوعية في محاضراته ومؤلفاته، وفي الوقت نفسه هو مرجعية عليا في كل علوم كتاب الله وسنّة رسوله.. أما مسألة أن المرأة كائن ضعيف فهي مثل الرجل يعتمد أمر القوة والضعف في إعداد الشخصية على نوعية التأهيل العلمي وغزارة التجربة.. وبداهة فإنك لا تستطيع أن تقارن بين قدرة بريطانية مثلاً وأخرى سعودية، لكن بالتأهيل يمكن أن يحدث ذلك.. وهنا لا أتحدث عن جانب ديني وإنما عن جانب عملي واجتماعي.. ولو كانت المرأة ضعيفة بطبعها لما أمكن للسيدة ثاتشر أن تعيد لاقتصاد بريطانيا قوته أو تتمكن انغيلا ميركل من قيادة ألمانيا في العصر الراهن.. بالطبع لنا خصوصياتنا التي نحترمها جميعاً ولا نقبل تجاوزها، لكن في الوقت نفسه عندما نجد أن المرأة غير محجبة الوجه في كل المجتمعات الإسلامية المعاصرة ونتفرد نحن بذلك فعلى الأقل هناك خلاف حول هذا الأمر.. أكرر لفضيلة الشيخ صالح الفوزان الشكر وأرجو أن يجد فيه أنصار التكفير ما يخرجهم من انفلاتهم وعدوانية التحريض ضد غيرهم.. فالشيخ الفاضل يقدم وجهة نظره دون إساءات..[c1]* عن - صحيفة الرياض السعودية [/c]