القاضي الجنوب إفريقي ريتشارد جولدستون في مؤتمر صحفي بجنيف يوم 29 سبتمبر 2009.
القدس/14 أكتوبر (رويترز) :ذكر مسئولون في الجيش الإسرائيلي يوم أمس انه تم توجيه اللوم لأكبر ضابط إسرائيلي ميداني في الحرب على غزة بسبب قصف منطقة مكتظة بالسكان بالمدفعية ما أسفر عن إصابة مجمع تابع للأمم المتحدة خلال القتال.ولا يزال الضابط وهو البريجادير جنرال ايلان ايزنبرج قائدا للقوات الإسرائيلية في غزة. أما الكولونيل أيلان مالكا قائد كتيبة للمشاة الذي اتخذ ضده ايضا اجراء تأديبي بسبب القصف فيقود حاليا العمليات العسكرية في الضفة الغربية وبنفس الرتبة.وقال الكابتن باراك راز المتحدث باسم الجيش «يوضع (توجيه اللوم) في ملفيهما وسيظهر في كل مناسبة للترقية طوال خدمتهما».وقالت الامم المتحدة ان بعض القذائف التي الحقت اضرارا بمجمع غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) في 15 يناير كانون الثاني 2009 احتوت على الفوسفور الابيض الذي ادانت جماعات حقوق الانسان استخدامه بينما تصفه اسرائيل بانه قانوني.واشارت اسرائيل إلى إجراءات تأديبية ضد اثنين من كبار الضباط دون ذكر اسميهما في رد قدمته يوم الجمعة على تقرير للامم المتحدة يتهم القوات الاسرائيلية وناشطين فلسطينيين في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بارتكاب جرائم حرب. وفي وقت لاحق عرف الجيش الاثنين بانهما ايزنبرج ومالكا.وفي اشارة لواقعة مجمع اونروا ذكرت الوثيقة الاسرائيلية أن القذائف اطلقت «بشكل ينتهك قواعد القتال التي تحظر استخدام مثل هذه المدفعية قرب مناطق مأهولة».واضافت الوثيقة «على اساس هذه النتائج اتخذ قائد القيادة الجنوبية اجراء تأديبيا ضد بريجادير جنرال وكولونيل لتجاوزهما سلطاتهما بشكل يعرض حياة الاخرين للخطر».وتسمح المعاهدات الدولية باستخدام الفوسور الابيض كسلاح في ميدان قتال او لتكوين ساتر من الدخان يحمي القوات البرية ولكنها تحد بشكل صارم استخدامه في مناطق مدنية.ودفعت اسرائيل 10.5 مليون دولار للامم المتحدة قيمة اضرار لحقت بممتلكاتها خلال الهجوم الذي شنته القوات الاسرائيلية على غزة في ديسمبر كانون الاول 2008 وكان الهدف المعلن للهجوم وقف الهجمات الصاروخية على اسرائيل عبر الحدود.وصرح مسؤولون اسرائيليون بأن الاضرار التي لحقت بمنشآت الامم المتحدة لم تكن متعمدة وأن القوات كانت ترد على النيران الفلسطينية.وقتلت القوات الاسرائيلية أكثر من 1400 فلسطيني من بينهم مدنيون ومقاتلون من حماس في الحرب التي استمرت 22 يوما. وقتل 10 جنود اسرائيليين وثلاثة مدنيين.وقاطعت اسرائيل تحقيقات الامم المتحدة التي قادها القاضي الجنوب افريقي ريتشارد جولدستون ووصفت تقريره الصادر في سبتمبر ايلول بانه غير متوازن.ولكنها اصدرت وثيقة خاصة بها يوم الجمعة خوفا من تهديد جولدستون باحالة المزاعم الخاصة بارتكاب جرائم الحرب لمحكمة دولية مالم تجر اسرائيل والفلسطينيون تحقيقات.وقال داني ايالون نائب وزير الخارجية الاسرائيلي لرويترز «لا تحتاج اسرائيل اي لوم من المجتمع الدولي».وأضاف «نحافظ على معايير اخلاقية رفيعة وحقيقة اتخاذ اجراءات تأديبية ضد ضباط كبار وعلى درجة رفيعة جدا تثبت ذلك».وذكر التقرير الذي بعثت به اسرائيل للامم المتحدة أن الجيش اجرى 36 تحقيقا جنائيا في سلوك القوات الاسرائيلية نجم عنها ادانة جندي واحد حتى الان. وحكم على ذلك الجندي بالسجن لسرقته بطاقة ائتمان من منزل فلسطيني.وأضافت الوثيقة «حفظ النائب العام العسكري سبع تحقيقات جنائية من دون توجيه اتهام لقناعته بان مقدمي الشكوى رفضوا الادلاء بشهاداتهم او لعدم توافر ادلة كافية على حدوث مخالفة جنائية».