الزكاة شرعها الله سبحانه وتعالى وأوجبها في كتابه العزيز وبيّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي الركن الثالث من أركان الإسلام. وتوعد الله تاركها بالويل والعذاب وجعله من المشركين.. قال تعالى "فويلٌ للمشركين الذين لا يأتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون".. صدق الله العظيموكذلك توعد الله الذين يكنزون الأموال ويكدسونها ويبخلون بما أتاهم الله من فضله ولا ينفقونها في سبيل الله. قال تعالى "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذابٍ أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون".. صدق الله العظيم.والزكاة إما أن تكون زكاة مال وإما أن تكون زكاة فطر وزكاة الفطر آخر هذا الشهر الكريم واجبة على المسلمين كزكاة المال، وهي عن النفس، وعن من تلزم نفقته من الأجراء والأقرباء والزوجات والأولاد.والحكمة فيها مساعدة الفقراء.والصوم معلق بين السماء والأرض لا يقبله الله إلا بزكاة الفطر، وهي صاع من القوت الغالب في بلد المزكي وقيمته على خلاف في ذلك بين العلماء والمجتهدين.أما زكاة المال فهي معروفة من كتاب الله وسنة رسوله الكريم ومفصلة ولمن يستحقها وكثير من الأغنياء يجود بالألوف في غير معروف ويهلك ما له بالتبذير ويبخل على الله في ربع العشر من عرض تجارته أو أمواله وهو شيء يؤخذ من الأغنياء ويرد على الفقراء في العام مرة واحدة، وهو قليل من شيء كثير ولو أدرك الناس حكمة الزكاة وأدى الغني ما عليه للفقير لطابت نفوسهم واءتلفت قلوبهم ولم يحسد البائس نعمة الله على الغني، وإذا أخرج المسلمون من أموالهم الزكاة لكان في ذلك ما يغني عن سؤال الناس ويسد حاجاتهم.وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أُمرتُ أنْ أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة".. وقال صلى الله عليه وسلم "ما تلف مال في بر ولا بحر إلا بحبس الزكاة".ومنْ لا زكاة له لا إسلام له ومانع الزكاة من الذين يراؤون ويمنعون الماعون وجاحدها مرتد.لقد شرع الله سبحانه وتعالى هذا الدين فجعله معاملة بين العبد وربه ومن ذلك الحج والصوم والصلاة وجعله معاملة بين العباد أفراداً وأسراً وجماعات ومن ذلك بر الوالدين وصلة الأرحام ومواساة ذوي الحاجة من الفقراء بالإحسان إليهم بالزكاة.. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أعطيتم الزكاة فلا تنسوا ثوابها أن تقولوا اللهم اجعلها مغنماً ولا تجعلها مغرماً".وفرض صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر في رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير، فليذكر الناس بصيامهم أحوال البائسين وليعطوا من أموالهم وبما تجود به أنفسهم لإخوانهم الفقراء والمساكين الذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف لا يسألون الناس إلحافا. الذي لا يطغيهم الكثير ولا يسخطهم القليل، فعلى المسلم أن ينتبه في هذا الشهر الفضيل، لأنّ الثواب فيه كبير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم "من أقام الصلاة وآتى الزكاة وحج البيت وصام رمضان وقرى الضيف دخل الجنة".. وكما قال صلى الله عليه وسلم "ما من عبد يصلي الصلوات الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة وقيل له أدخل بسلام".ومن طلب من الله الرزق وعاهد الله بأنْ يتصدق وينفق في سبيل الله وأعطاه الله ورزقه في ماله ودخل في قلبه النفاق وحب المال يلقي الله سبحانه وتعالى وهو على نفاقه وقال الله فيهم "ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما أتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون" هذه الآية من سورة التوبة قد نزلت في ثعلبة الذي أعطاه الله سعةً من المال فبخل بما أتاه الله أن ينفق من ماله ويتصدق وبعد نزول الآية تكبر على الله، وجاء بالزكاة فرفضها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمّ من بعده أبوبكر فرفضها ثمّ من بعده عمر فرفضها ثم من بعده عثمان فرفضت منه، لأنّ الله تعالى قد قال : "فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه".ولهذا يجب على أصحاب الأموال ألا يبخلوا في إخراج زكاتهم، لأنّ الله سبحانه وتعالى قادر على سلبه فيصيبكم ما أصاب ثعلبة ويعقبكم نفاقاً إلى يوم تلقونه، وليست الزكاة في الإسلام صدقة من الصدقات أو نافلة من النوافل مخير المسلم في إخراجها بل هي فرض فرضها الله على من بلغ ماله نصاباً.فرضها الله في كتابه الكريم وبيَّن نصه على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلّم ولو جمعت زكاة المسلمين وأعطوها كما أمرهم الله في كتابه لأستغنى الفقير وتربى اليتيم وقضى على الفقر وانتهت البطالة ولم يبقَ المعوزين البائسين.وقال ابن مسعود رضي الله عنه أمرنا بأقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ومن لم يزكِ فلا صلاة له وكان يقول إذا أخذ زكاة قوم اللهم صلي على آل فلان.وإخراج الزكاة فريضة في هذا الشهر العظيم المبارك الذي تتضاعف فيه الأجور فيجعل الله ثواب النافلة فيه ثواب الفريضة وثواب الفريضة في رمضان ثواب سبعين فريضة.. فعلى المسلم أن يسعى لفعل الخير ويرجى ثواب ربه.
|
تقرير
شهر الفضائل
أخبار متعلقة