طارق عبدالرسول دنجي حين يبدع الرسام ويتفنن في اختيار ومزج الألوان بتناغم ساحر ويهيم في مفاتن الطبيعة الخلابة، ويحفر على لوحته معاني الحلم والأمل، يكون نتاج جهده هو استحسان الجمهور وإعجاب الجميع بفنه وإبداعه. فناننا استطاع أن يترجم مقتنياته الفطرية وأبجديات الكرة التي نهلها من مدارس وجامعات الكرة الدولية إلى أساليب كروية حديثة تنسجم مع قدرات لاعبينا وملاعبنا والإمكانيات المحدودة التي يقدمها الاتحاد الرياضي لمدرب وطني. نجمنا هو الكابتن / سامي نعاش الذي أسر قلوبنا وسلب عقولنا بجمال ما يقدمه من إبداع ، واستطاع إن يتحفنا بتاريخه الكروي الحافل بالإنجازات والجامح إلى نيل المزيد من النجاحات المتتالية على صعيد المشاركات الداخلية والخارجية، ليصل به المطاف أخيراً، مدرباً لمنتخب شباب اليمن. أصبح نجمنا اليوم هو أحد المدربين الوطنيين، وصاحب الكفاءة التي تؤهله ليكون من أفضل المدربين الموجودين على الساحة اليمنية ، لما حققه من استحقاقات على مستوى النوادي الوطنية أو على مستوى اختياره مدرباً منقذاً في حال تعثر وإخفاق مدرب أجنبي أو غيره ، فيستبدل بالكابتن/ سامي نعاش ، كما حدث في خليجي (19) وغيره. هذا النجاح جعلنا نقتفي آثار وخطوات النجم الكبير ( ابن عدن ) منذ أن شق طريقة مدرباً لنادي تلال عدن في 97 - 98م وحصل الفريق على المركز الرابع ، وفي عام 2000 - 2001م حصل الفريق على المركز الثالث وفي بطولة الكأس لنفس العام حصل فريق التلال على مركز الوصيف ، أما في عام 2001 - 2002م كان مدرباً لنادي اتحاد إب والذي كان يلعب في الدرجة الثانية ومن خلال جهود المدرب واللاعبين استطاع الفريق الحصول على المركز الأول، وبالتالي الصعود إلى فرق الدرجة الأولى ، وفي عام 2003 - 2004م كان مدرباً لنادي التلال ونال المركز الثالث ، وعام 2004 - 2005م حصل فريق التلال على بطولة الدوري بقيادة المايسترو سامي نعاش وفي عام 2005 - 2006م كان مدرباً لفريق الشعلة ، وعام 2007 - 2008م كان مدرباً لفريق هلال الحديدة الذي نال بطولة الدوري والكأس معاً، وفي عام 2008 - 2009م واصل تدريبه للهلال وفي منتصف عام 2008 - 2009م انتقل نجمنا المحبوب ليكون المنقذ لفريق التلال وانتشله من براثن الهبوط وصحح مساره الكروي في سلم الدوري ، وكان لمدربنا ما أراد وخاض التحدي بخطى الأبطال وأعاد الهيبة للنادي بحنكة وذكاء كبيرين ونال الفريق المركز الخامس بعد أن كان مهدداً بشبح الهبوط. أما على مستوى مشاركته في بطولة كأس 22 مايو، في البطولة الرباعية ، كان حينها مدرباً لفريق التلال الرياضي ونال الكأس ، وكذا البطولة التي أقيمت عام 2001 - 2002م وسميت بكأس نسيم، ونال مع فريق التلال كأس هذه الدورة أيضاً.أما على صعيد مشاركاته الخارجية ، فقد أختارته رئاسة الاتحاد الرياضي مدرباً للمنتخب الوطني الأول عام 2003م في خليجي (16) ولمدة (3) أشهر ، وبعد ذلك استلم مهام مساعد للمدرب الأجنبي. أما في عام 2006م فقد تم اختياره مدرباً لمنتخب الناشئين في بطولة الصداقة التي أقيمت في الأردن وحقق منتخبنا المركز الأول. وفي عام 2007م تم اختياره مدرباً للناشئين أيضاً وذلك في التصفيات التي أقيمت في الدوحة ، وتأهل المنتخب إلى التصفيات النهائية عام 2008م، حيث كان الفريق على بعد خطوة واحدة من الوصول إلى نهائيات كأس العالم للناشئين، لولا أن تم استبعاد المنتخب نتيجة لحادثة غربية. وفي خليجي (19) قاد المنتخب الوطني الأول خلفاً للمدرب المصري ( محسن صالح ) كما قاد المنتخب الوطني الأول في التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا في 2009م ولعب منتخبنا ضد هون كونغ في صنعاء وكسب المباراة ( 1 - صفر ). وأخيراً استوطن الأسد في عرين منتخب الشباب وخاض التصفيات التي أقيمت في النيبال والمؤهلة إلى نهائيات آسيا للشباب ، واستطاع منتخبنا أن يصول ويجول ويدك عروش القياصرة بنتائج تثلج الصدور، ويعيد لنا مجداً افتقدناه منذ سنين مضت ، عل وعسى أن يستطيع منتخب الشباب بقيادة مدرب القرن وصاحب البطولات بناء الصرح الشامخ للاستحقاق الكبير والأهم كأس آسيا للشباب ، ويكون هذا المنتخب هو الرافد الحقيقي لبناء منتخب وطني أول قادر على تحقيق البطولات في المستقبل. أليس من الأحرى أن نولي كل الاهتمام والرعاية لمدربينا الوطنيين وإن نعطيهم الفرصة ليتسنى لهم تقديم ما لديهم من إمكانيات وقدرات، بدلاً من أن نستعين بمدربين أجانب رواتبهم الشهرية تثقل كاهلنا وتضعضع خزائننا بملايين الريالات. ثقتنا كبيرة في قيادة الوزارة ورئاسة الاتحاد الرياضي في أن تأخذ بعين الاعتبار مسألة تطوير الكادر الرياضي الوطني ورفده بكل جديد ، للوصول بالرياضة اليمنية إلى أعلى مستوى بكادر وطني مؤهل قادر على تحقيق المكاسب الكروية والاستحقاقات الإقليمية والعالمية.
أخبار متعلقة