أمريكا لا تثق بجهاز المخابرات الداخلي رغم مساعداته في قتال القاعدة
جنود باكستانيين في الحدودمع افغانستان
إسلام أباد/14 أكتوبر/اوجاستين انتوني: أفاد بيان رسمي أن الحكومة المدنية الباكستانية التي تولت السلطة قبل أربعة أشهر علقت مرسوما صدر الشهر الماضي بوضع جهاز المخابرات الداخلي القوي والمثير للجدل التابع للجيش تحت أمرة وزارة الداخلية. وجهاز المخابرات الداخلي مرهوب من جانب أفغانستان والهند المجاورتين ويتردد كذلك أن الولايات المتحدة لا تثق فيه رغم مساعداته في قتال تنظيم القاعدة ويشاع أيضا انه زعزع استقرار حكومات مدنية سابقة. وفي أواخر الشهر الماضي أصدرت الحكومة مرسوما يضع الجهاز ووحدته المدنية (مكتب المخابرات) تحت إشراف وزارة الداخلية. وتراجعت الحكومة عن ذلك بعد يوم واحد قائلة أن الخطوة «أسيء تفسيرها». وقالت دون أن تسحب المرسوم أن مرسوما آخر أكثر تفصيلا سيتبعه. ومساء الثلاثاء أصدرت الحكومة بيانا يفيد أن المرسوم الصادر يوم 26 يوليو تم «تعطيله» انتظارا لمشاورات مع الأفرع المختلفة لشبكة أجهزة المخابرات الباكستانية. وقال البيان «يسعد رئيس الوزراء أن يشير إلى أن الحكومة الاتحادية ستدرس بدرجة أكبر تنسيق جهود أجهزة المخابرات.» وتسبب هذا التخبط في مزيد من الإحباط تجاه حكومة رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني في وقت تتصاعد فيه الشكوك بشأن قدرتها على معالجة عدة أزمات في وقت واحد. وتشمل هذه الأزمات ارتفاع معدل التضخم وتراجع الأسواق ونقص الغذاء والوقود وتزايد نشاط المتشددين في شمال غرب البلاد. وأثارت خطوة تحجيم جهاز المخابرات الداخلي حالة من الغضب بين صفوف قيادات الجيش في مرحلة حرجة بعد العودة إلى الحكم المدني في دولة قادها جنرالات الجيش لسنوات طويلة بعد تقسيم شبه الجزيرة الهندية عام 1947. وهناك تكهنات قوية بان زعيمي الائتلاف الحاكم اصف علي زرداري ونواز شريف قد يتفقان قريبا على السعي لعزل الرئيس برويز مشرف الذي تولى السلطة في انقلاب عسكري عام 1999. وترك مشرف الذي كان حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في حربها على الإرهاب منصبه كقائد للجيش في نوفمبر الماضي وعين الجنرال أشفق كياني الذي كان يرأس جهاز المخابرات الداخلي خلفا له. واختار مشرف كذلك الرئيس الحالي للجهاز اللفتنانت جنرال نديم تاج. وظهر انعدام ثقة الولايات المتحدة في الجهاز الأسبوع الماضي بعد أن نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا يفيد أن مسئولين أمريكيين اتهموا ضباطا من الجهاز بالتواطوء مع متشددين على صلة بتنظيم القاعدة في مناطق قبلية باكستانية. وكتبت الصحيفة كذلك أن الولايات المتحدة أيدت مزاعم هندية وأفغانية عن أن ضباطا من الجهاز كانوا على صلة بتفجير سيارة ملغومة خارج السفارة الهندية في كابول يوم السابع من يوليو أسفر عن مقتل 58 شخصا منهم دبلوماسيان هنديان بارزان. وتنفي حكومة جيلاني هذه الاتهامات. ورغم أن الجهاز خاضع بحكم القانون لإشراف رئيس الوزراء فإن الجيش الباكستاني هو الذي يوجه عملياته.