المنا مة عاصمة البحرين
المنامة / بنا :تشهد مملكة البحرين طفرة فى انشاء وتحسين وصيانة البنية التحتية للطرق تدلل عليها تلك المشروعات الحيوية المتعددة التى تطال كافة الشوارع والمناطق الرئيسية والهامة بالمملكة ويجرى فيها العمل الدءوب وفق خطة حكومية استراتيجية تهدف الى مواكبة الازدياد فى الكثافة المرورية وتوفير شبكة طرق عالية الكفاءة والجودة تتماشى مع مكانة البحرين كمركز أعمال رائد فى المنطقة وتسهم فى ذات الوقت فى تحقيق مستوى حياة أفضل لكل من يعيش على أرض البحرين.. ولعل رفع حجم الموازنة الخاصة بالطرق من 44 مليون دينار فى موازنة عام 2007م الى نحو 55 مليون دينار فى ميزانية عام 2008م ووجود ما يزيد على 200 مشروع للطرق فى مختلف مراحل الاعداد والتنفيذة يكشفان مدى جدية الحكومة فى التعامل مع مشكلة الطرق وكيف أنها أضحت أحد أهم أولويات الخطط التنموية لاسيما وأن تطوير الطرق يعد جزءا لا يتجزأ من مخطط تطوير البنية التحتية بشكل عام.وفى هذا الصدد أشار الوكيل المساعد للطرق بوزارة الاشغال عصام عبد الله خلف فى تصريح خاص لوكالة أنباء البحرين الى أن السنوات الاخيرة شهدت نهضة كبيرة فى مجال الطرق حيث ازدادت المشاريع التى تقوم بها الوزارة بدعم من القيادة الحكيمة بما يزيد على عشرة أضعاف المشاريع السابقة لتشمل كل مدن وقرى المملكة.ونوه الى أن المملكة تشهد فى الوقت الحالى مشاريع قيد التنفيذ وأخرى تخضع للدراسة بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية الاستشارية بهدف جعل الطرق اكثر أمنا وسلامة لمستعملى الطريق لافتا الى أن هناك عدة خطط وضعت فى ذلك الشأن منها الخطة الاستراتيجية للسلامة المرورية التى أوشكت وزارة الاشغال على الانتهاء منها وتهدف الى خفض عدد الحوادث بنسبة 30 بالمائة على مدى السنوات القادمة الى جانب دراسة أنظمة النقل الذكية التى تقوم بها الوزارة بالاشتراك مع وزارة الداخلية وهيئة الكهرباء والماء بهدف جعل شبكة الطرق أكثر كفاءة من أجل سلامة مستخدمى الطرق وتسهيل تدفق العربات على الطرق بشكل سليمة فضلا عن دراسة أخرى فى مراحلها الاخيرة حاليا خاصة بالمواصلات العامة.كما أنه من المتوقع وفقا للتقديرات الرسمية أن تحقق أعمال انشاء وصيانة الطرق الحالية انخفاضا فى نسبة الازدحام بمقدار 20 بالمائة بحلول عام 2021 وهو العام المقرر طبقا للخطة الاستراتيجية الشاملة للطرق التى تعمل على تنفيذها حاليا وزارة الاشغال وتتكون من ثلاثة مراحل الاولى خاصة بأعمال التطوير الفورية فى عدد من التقاطعات مثل تقاطع خارطة البحرين ودوارات مدينة عيسى وأم الحصم أما المرحلة الثانية فتشمل أعمال تطوير الطرق فى المملكة حتى عام 2011 ويدخل ضمن تلك المرحلة ربط شرق مدينة عيسى بشارع جابر الاحمد والمنطقة الصناعية بميناء سلمان بشمال سترة فيما ستتوجه المرحلة الثالثة الى تحقيق المزيد من التطوير فى شبكة الطرق حتى عام 2021 وتشمل تطوير شارع الفاتح والمناطق المحيطة كالجفير.. وتنطلق وزارة الاشغال فى خططها لتطوير شبكة الطرق فى المملكة من ادراكها لنقطة جوهرية هى أن التعامل مع الزيادة الملحوظة فى الحركة المرورية والازدحام خلال السنوات الماضية ليس بالامر الذى يمكن تحقيقه بين ليلة وضحاها وانما ذلك يتطلب خططا شاملة وفعالة على المدى القصير والمتوسط والطويل لمواجهة التحديات فى هذا المجال ومنها زيادة حركة المرور بنسبة 9 بالمائة سنويا الامر الذى يجعل من ساعات الذروة ساعات احباط وسخط لدى غالبية المواطنين والمقيمين والكثافة السكانية الكبيرة فى بعض المناطق ولاسيما العاصمة المنامة والمناطق المحيطة والتى تتركز بها معظم المشروعات التجارية والترفيهية والتعليمية فضلا عن غياب الوعى بثقافة النقل الجماعى وبالتالى عدم اعتماد هذه الوسيلة كبديل فعال فى مواجهة الازدحام المروري.. وتتضمن خطط وزارة الاشغال الحالية تنفيذ العديد من المشروعات للقضاء على الاختناقات المرورية وتوفير شبكة طرق امنة تمتاز بالجودة والكفاءة ومن أبرز هذه المشروعات ما يلى .. أولا / انشاء جسر سترة الجديد وتطوير تقاطع أم الحصم والذى يأتى ضمن الخطة الاستراتيجية الرئيسة طويلة المدى لتطوير الطرق والتى تمتد حتى العام 2021 للشوارع الرئيسة وقد بدأ العمل فى الجسر فى نوفمبر 2006 ومن المقرر أن ينتهى انشاوءه فى منتصف العام 2009 ويشمل المشروع انشاء جسرين بحريين جديدين الى الغرب من جسر سترة القديم وبموازاته أحدهما جسر شمالى بطول 200 متر وجسر جنوبى بطول 400 متر وسيحمل الجسران الجديدان ثلاثة مسارات مرورية لكل اتجاه يمكن توسعتها الى أربعة مسارات مستقبلا لزيادة الطاقة الاستيعابية.. ويشمل الجزء الثانى الاساسى من المشروع تطوير تقاطع أم الحصم بما يتناسب مع الازدياد الكبير فى الحركة المرورية فى هذه المنطقة ويتضمن المشروع انشاء جسر علوى يحمل الحركة المرورية بلا توقف فى ثلاثة مسارات مزدوجة من الشرق / ناحية أم الحصم / الى الجنوب باتجاه سترة فضلا عن نفق يستوعب الحركة المرورية من الشرق الى الغرب فى ثلاثة مسارات مزدوجة وتبلغ القيمة الاجمالية للمشروع متضمنة تكاليف استملاك الاراضى وتكاليف اعادة تخطيط أجزاء من منطقة ميناء سلمان الصناعية حوالى 74 مليون دينار وتستغرق أعمال الانشاء للمشروع ككل حوالى 31 شهرا. ثانيا / تطوير تقاطع خارطة البحرين الذى يتم العمل فيه حاليا بتكلفة تبلغ نحو عشرة ملاين دينار ونصف والمشروع يتضمن تطوير التقاطع ليكون ذو مستويين عبر انشاء جسرين يحملان الحركة المرورية بلا توقف فى ثلاثة مسارات مزدوجة من الشرق / جهة أم الحصم / الى الغرب / جهة السعودية / وبالعكس الى جانب تطوير التقاطع الارضى بانشاء اشارات ضوئية جديدة ومسار خاص للدوران العكسى قبل التقاطع للمرور القادم من جهة الشرق ومسار مماثل للمرور القادم من جهة الغرب على نحو يشبه تقاطع جسور السيف بالقرب من مجمع السيف ومن الموءمل أن تنتهى أعمال الانشاء فى فبراير 2009م. ثالثا / مشروع انشاء جسر علوى فى منطقة السيف لربط الحركة المرورية من شارع الملك عبد الله بن الحسين الى شارع الشيخ خليفة بن سلمان وسيعمل الجسر فى توفير حركة للمرور الخارج من منطقة السيف والمتجه الى المنامة والمحرقة وتتجاوز تكلفة أعمال انشاء الجسر والطرق المرتبطة به حاجز الاربعة ملايين دينارة ومن الموءمل أن ينتهى العمل فى المشروع فى سبتمبر من العام 2008م. رابعا / مشروع تطوير تقاطع بوابة مدينة عيسى الذى يعد واحدا من أهم التقاطعات الرئيسية بالمملكة التى تشهد ازدحاما مروريا على مدار اليوم ويشمل المشروع الذى بدء العمل فيه منذ أكتوبر الماضى ازالة الدوار الحالى واستبداله بتقاطع ذات ثلاثة مستويات مع انشاء نفق باتجاه شارع الشيخ سلمان للمرور القادم من غاز البحرين شمالا باتجاه دوار عالى كما يتضمن أيضا انشاء جسر من شارع الشيخ سلمان باتجاه غاز البحرين باتجاه شارع الاستقلال قرب وزارة الاعلام وسيكون هذا الجسر ذو ثلاثة مسارات فى كل اتجاه لنقل الحركة بدون توقف الى جانب اشارة ضوئية وتبلغ تكلفة المشروع المبدئية حوالى 41 مليون دينار ويستغرق العمل فيه ثلاثين شهر..خامسا / مشروع تطوير شارع مشتان بالرفاع مجمع 913 و 916 بتكلفة تبلغ مليون و564 ألف و 274 دينار ويتكون المشروع من تطوير الشارع من تقاطع شارع المحرق الى تقاطع شارع المعترض بالاضافة الى حماية ونقل بعض الخدمات الموجودة ووضع قنوات أرضية للاستخدام الحالى والمستقبلى لاجهزة الخدمات كما سيتم انشاء شبكة لتصريف مياه الامطار ووضع طبقة الدفان فئة / أ / بالاضافة الى أعمال التبليط وتحديث انارة الشارع وبناء أرصفة للمشاة فى الطرق وانشاء شوارع خدمية مع بعض المواقف كما يشتمل المشروع على وضع الاشارات والعلامات الارضية التى تبين اتجاه ومسار المرور. سادسا / تطوير تقاطعات شارع الشيخ خليفة بن سلمان فى مدينة حمد من الدوار 6 الى 14 ويتضمن المشروع الذى يجرى فيه العمل حاليا انشاء نفقين باتجاه الشمال الى الجنوب مما سيتيح استمرار الحركة بدون توقف وسيكون هناك جسر فوق النفقين لنقل الحركة المرورية من الشارع الرئيسى الى مدينة حمد والعكس ويكلف المشروع حوالى 16مليون دينار ومن المقرر الانتهاء منه فى أبريل 2008م.ان ما تشهده البحرين حاليا من مشروعات تطويرية فى مجال صيانة وتحسين الطرق والجسور قد يعانى المواطنون من بعض اثاره سلبيا نتيجة حركة العمل المستمرة على مدار اليوم الا أنه يجب التأكيد على ضرورة تعاون الجميع وتحمل هذه الاثار الموءقتة من أجل انجاح خطط ومشاريع التطوير التى سينتج عنها بلا شك حلول عملية تسهم فى تخفيف الازدحام المرورى وانسيابا فى حركة الطرق بمملكة البحرين.