شبان فلسطينيون يرمون الشرطة الإسرائيلية بالحجارة
القدس/ متابعات : جرح عشرة فلسطينيين في مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي قرب حي سلوان في مدينة القدس. وتزامنت المواجهات مع اختتام مباحثات أجراها المبعوث الأميركي جورج ميتشل لإعادة إحياء عملية السلام، في وقت تلقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعوة لزيارة واشنطن ولقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما.وجاءت مصادمات حي سلوان على خلفية مسيرة قام بها يهود متطرفون واعتقل خلالها عدد من المتظاهرين الفلسطينيين. وكان مسؤول ملف القدس في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) حاتم عبد القادر بين المعتقلين، إلا أنه تم إطلاق سراحه لاحقاً على أن يمثل فيما بعد للمحاكمة. واستخدمت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيلة للدموع وقنابل صوتية لتفريق الشبان الفلسطينيين، ما أدى إلى وقوع إصابات بينها إصابة بعيار ناري مطاطي بالرأس، وفقا لما ذكرته مصادر فلسطينية.وأفاد مصدر أن عددا من الفلسطينيين بينهم مسعف أصيبوا بجروح نتيجة استخدام قوات الاحتلال لتلك القنابل. وقال مفتي القدس الشيخ محمد حسين إن الاحتلال يتحمل تبعات ما يجري لسماحه بهذه «المسيرة الاستفزازية لليهود المتطرفين»، ووصف المسيرة بأنها اعتداء صارخ.وأضاف الشيخ حسين أن الشرطة الإسرائيلية تحركت لحماية المسيرة التي رددت شعارات تدعو إلى السيطرة على الأراضي الفلسطينية, خاصة منطقة «الوادي المقدس»، مشيرا إلى أنه من الطبيعي أن يكون هناك رد من جانب المواطن الفلسطيني دفاعا عن أرضه.بدورها, أشارت عضو المجلس التشريعي الفلسطيني حنان عشراوي إلى أن مخطط الاستيلاء على سلوان مخطط يميني متطرف تنفذه الحكومة الإسرائيلية الآن، واصفة ما يجري بأنه مخطط مدروس وخطير جدا.وأشارت إلى أن التصعيد يمثل تحديا إسرائيليا يترافق مع زيارة المبعوث الأميركي ميتشل ومحاولة الإدارة الأميركية الحصول على تعهد إسرائيلي بعدم التصعيد. كما قالت إن التصعيد يهدف إلى تحدي كل محاولة لإيجاد تفاهم على الأرض.وكان المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية ووزارة الأمن الداخلي قد رفضا طلبا تقدمت به رئاسة الوزراء الإسرائيلية لإرجاء المسيرة عدة أسابيع، كي لا تتزامن مع المباحثات التي يجريها المبعوث الأميركي جورج ميتشل لإعادة إطلاق العملية السلمية.وحذرت السلطة الفلسطينية من مظاهرة «استفزازية» ينوي مستوطنون تنظيمها تمهيدا لهدم نحو عشرين منزلا، حسب ما أعلنته بلدية القدس قبل أسابيع زاعمة أن تلك المنازل شُيّدت دون ترخيص. وهو ما يهدد بتشريد نحو 1500 مواطن من سكانها. وتخطط بلدية القدس لإقامة ما تسميه الحدائق التلمودية مكان المنازل المزمع هدمها في سلوان.وفي الشأن السياسي، تلقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعوة من الرئيس الأميركي لزيارة واشنطن الشهر القادم لبحث سبل إحياء المفاوضات مع إسرائيل. وقال كبير المفاوضين في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الأحد إن الدعوة سلمها ميتشل الذي التقى عباس الجمعة في رام الله.يأتي ذلك في وقت اختتم ميتشل زيارته للمنطقة دون الحصول على موافقة الفلسطينيين على إجراء محادثات غير مباشرة مع إسرائيل، مع تكهنات بحدوث انفراج في هذا الشأن قريبا.وقال ميتشل إنه قد يعود للمنطقة الأسبوع القادم، مشيرا إلى أن نائبه ديفيد هيل سيظل في المنطقة للعمل مع الأطراف المعنية وللإعداد لزيارته القادمة.وأكدت مصادر فلسطينية أن المبعوث الأميركي لم يجلب التزاما إسرائيليا بوقف الاستيطان الإسرائيلي وإنما طلبا أميركيا ببدء المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية غير المباشرة بوساطة أميركية مع التزام أميركي بالعمل من أجل حل الدولتين.وأبلغ عباس المبعوث الأميركي في اجتماعهما يوم الجمعة الماضي أنه سيعرض حصيلة الاجتماعات مع الأميركيين على اجتماع لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية المقرر أن يعقد في الأول من الشهر المقبل في القاهرة. وفي سياق متصل، نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مصادر تشارك في الاتصالات لاستئناف العملية السياسية في المنطقة قولها إن المباحثات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين ستبدأ خلال النصف الأول من شهر مايو/ أيار المقبل.ورجحت الصحيفة أن عباس سيلبي على الأرجح هذه الدعوة خلال الأيام القليلة المقبلة.وذكرت أن ميتشل حمل رسالة من الرئيس أوباما إلى عباس مفادها أن الجانب الأميركي لم يتمكن من إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتعهد بتجميد الاستيطان في الأحياء اليهودية في القدس الشرقية.وحسب الصحيفة، أوضح أوباما أنه مقتنع بأن إسرائيل ستمتنع خلال عملية التفاوض عن القيام بمبادرات وصفها بأنها ذات مغزى في القدس الشرقية.كما أوضح أن المباحثات غير المباشرة ستتناول جميع القضايا الجوهرية بما في ذلك القدس، وفقا لما اتفق عليه في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2007 خلال قمة أنابوليس.وكان عباس أكد تمسكه بخيار الدولتين, ورفضه فكرة الدولة ذات الحدود المؤقتة، وطلب من أوباما العمل على التوصل إلى حل وفرضه على الجانبين، في حين أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رفضها لحل الدولتين، ونفت أن تكون تعهدت لأي من المسؤولين العرب بالقبول بهذا الحل.