اعداد /زكي الذبحانيقد يتساءل البعض لماذا لاتشهد دول مجاورة، كالسعودية ودول الخليج مثلا حملات اشبه بالتي تقام في بلادنا؟وحقيقة الامر ان الآباء والامهات في هذه البلدان لايتخلفون عن تحصين ابنائهم منذ الولادة بجرعات التطعيم الروتيني المعتاد ضد امراض الطفولة القاتلة والتي من بينها مرض شلل الاطفال، فنسبة الاقبال على تلك التطعيمات الروتينية فيها عالية جدا، قد تصل الى 100.اننا نقف امام مشكلة اساسها قلة قليلة من الناس تملكتهم الشكوك وزعزعت ثقتهم بمأمونية لقاح شلل الاطفال جراء ماتردد الى مسامعهم من شائعات مغرضة مشوهة للتحصين نسجت للنيل من حاضر ومستقبل فلذات الاكباد ولتبديد ما انفقته وتنفقه الدولة من اموال طائلة وما ينفقه العالم باسره لانهاء فيروس الشلل الذي اذاق البشرية المرارة والالم وحكم على الملايين بالاعاقة والعجز مدى الحياة، بل وخلف الكثير من الوفيات.فتارة يتهم لقاح شلل الاطفال بانه يسبب العقم او الامراض وما شابه او ينظر اليه بين الشك والريبة ما دام انه جاء من بلاد اليهود والنصارى على حد مايصفه البعض منهم، وهلم جرا.. شكوك وشكوك وقع فيها ايضا وللاسف الشديد طائفة من المتعلمين.،ولانملك هنا الا القول بان الوضع مقلق ازاء هذا الانقياد الصارخ الذي لايحتكم الى ادلة منطقية ونتائج علمية تثبت صحة مايقال او يشاع، والا قبول ولااعتبار لاي حكم او اي اقرار لايبنى على اثباتات وتجارب علمية سليمة توصل الى تلك النتائج.الم يكن من الاولى تفهم الوضع الذي تمر به البلاد والذي فرضه عودة فيروس شلل الاطفال بعد تسلله اليها من السودان الشقيق؟ ام ان المنقادين وراء الشائعات المضللة لايعيرون الامر اهمية؟.هل غاب عنهم انهم يسدون خدمة كبيرة لفيروس شلل الاطفال ويساعدون على بقائه حرا طليقا في البيئة، بدلا من ان يكون لهم اسهام في القضاء عليه نهائيا؟ جاعلين من اطفالهم عرضة للعدوى بفيروس قوي انطلق من بلاد بعيدة وهي نيجيريا الواقعة على الساحل الغربي من القارة الافريقية وجاوزها الى تشاد ثم الى السودان وقد عبر القارة الافريقية من اقصاها الى اقصاها وانتشر في الاخير انتشارا كبيرا ومنها انتقل الى اليمن متخطيا الحواجز والحدود في صورة وباء شرس لم تشهد البلاد له مثيل، فاصيب به من اصيب من الاطفال المحرومين اصلا من التحصين، عدا عن بعض الصغار ضعيفي المناعة المهملين الذين لم يتلقوا الا القليل من جرعات التطعيم اللازمة ضد هذا المرض الخطير لعدم حرص اهليهم على نيلهم تلك الجرعات عند كل حملة وكل جولة للتحصين قبل بلوغهم الخامسة من العمر.والعجيب، بل والغريب ان ثمة من افتى بحرمة التحصين ككل بغير علم ولاهدى، دون الموائمة بين مايقوله الاطباء المختصين الثقات في المسألة ورأي اهل العلم والفقه من علماء الامة الاجلاء الذين يعتد بعلمهم وزهدهم للخلوص الى قول جامع غير منقوص.وليس من حرج في العودة الى الصواب فهذا الشيخ / يوسف القرضاوي قد قالها ودعا الى العدول والتخلي عن ذلك الموقف غير الصائب الذي يقود اطفالنا الى دروب الخطر والاعاقة والعجز، وببحثه في النصوص الشرعية واقوال الاطباء الثقات امثال الدكتور هيثم الخياط المعروف بكفاءته وزهده وعمله بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وله من الكتب القيمة التي قدمها خدمة للاسلام والمسلمين كسلسلة (فقه الصحة) قاده بحثه هذا الى الرأي السديد والى الحجة القوية الداعمة للتحصين والداعية اليه، المنكرة على كل من يمنع اطفاله منه ويمضي في مواقفه السلبية التي تشوه سمعة المسلمين وتصفهم بالوقوف عائقا امام اطفاله منه ويمضي في مواقفه السلبية التي تشوه سمعة المسلمين وتصفهم بالوقوف عائقا امام التقدم العلمي والطبي بعد ان كان لهم في الماضي السبق بين الامم في نهضة الطب والعلوم.واذا اردت اخي القاريء ان تتأكد من صحة وسلامة اللقاح عليك ان تعرف اولا ان اللقاح لايخصص لدولة بمفردها، وانه يمر بمرحلة انتاج تستغرق فترة طويلة يخضع خلالها لمعايير علمية دقيقة جدا.بالتالي فالكمية التي تنتج منه تكون ضخمة جدا خفضا للتكاليف وليتم توزيعها على دول عديدة سواء كانت عربية او اسلامية او غير اسلامية، تحت اشراف خبراء مختصون على درجة عالية من الكفاءة والثقة.كما تحفظ الجرعات باردة في ثلاجات وحافظات خاصة لضمان بقائها سليمة من التلف، وعلى كل عبوة وضع مؤشر يشير الى صلاحية او فساد اللقاح فالتغير في لون المؤشر بالتحول الى اللون الداكن يعطي دلالة على ان اللقاح لافائدة منه، وعلى الفور يقوم العامل الصحي باستبدال العبوة التالفة بعبوة جديدة.ليس هناك مايقلق بشأن اللقاح وقد فسد بتلك الكيفية، اذ يصبح اشبة بقطرة ماء لانفع فيها ولاضرر.وبالتالي فهي محمية تماما من فيروس الشلل وليست مضطرة لاقامة حملات لمواجهة هذا المرض او غيره من امراض الطفولة القاتلة، فيما لايزال التحصين الروتيني في بلادنا متدنيا ويفرض الاستمرار في تنفيذ حملات لمواجهة الامراض التي يمكن الوقاية منها بالتحصين بالعمل على رفع التغطية بالتحصين الروتيني المعتاد ضد امراض الطفولة الثمانية القاتلة الى ان نبلغ ما بلغته تلك الدول من تغطية واسعة شاملة.واحب ان اذكر في الختام انه سيجري تنفيذ حملة تحصين تكميلية ضد شلل الاطفال من منزل الى منزل في محافظات الى جانب ان هناك مرافق صحية ثابتة ومؤقتة ستتولى تقديم خدمة التطعيم لكل طفل يتم احضاره اليها ولم يتجاوز سنه الخمسة اعوام، يأتي تنفيذها في محافظات (تعز، الحديدة، امانة العاصمة، ابين، إب، ذمار، شبوة، صنعاء، البيضاء، مأرب، الجوف) بالاضافة الى مديريات (الضالع، قعطبة، الحشا، دمت) في محافظة الضالع ومديريات (حرض، عبس، ميدي) في محافظة حجة.كما ان مدة تنفذ الحملة هذه هي ثلاثة ايام على نحو ما جرت عليه العادة، خلال الفترة من 10 - 12 ابريل 2006م واي تقاعس عن تحصين الاطفال دون سن الخامسة ضد شلل الاطفال ليس فيه مكسب، سيدرك نتائجه من يقع اطفاله ضحية الاصابة بشلل الاطفال، ولن يجدي حينها الندم.المركز الوطني للتثقيف والاعلام الصحي والسكاني وزارة الصحة العامة والسكان
|
تقارير
تحروا الوقاية من شلل الأطفال بتحصين فلذات الأكباد
أخبار متعلقة