لماذا تفشل بعض الزيجات ؟
داليا عدنان الصادق مجرد سؤال ؟ لماذا تفشل بعض الزيجات رغم أن الفتاة تبسط الأمور وتقول الرجل لا يعيبه شئ ، فلا تنظر إلى شهادته ولا إلى ماله بل تبحث عن أخلاقه وقدراته على الحب والعطاء كما أنها تبحث عن جاذبية رجولته .وما الذي يحظى باهتمام الفتاة الوظيفة أم الزواج ؟ المنزل أم العمل ؟ الأمومة أم المنصب ؟ وأين تجد المرأة سعادتها ؟ في بيتها ومع أبنائهاأم مع زميلاتها وبين أبحاثها وأوراقها ؟ تظل هناك فواصل وخيوط دقيقة تفصل وتميز كل امرأة عن الأخرى مهما تشابهن فكل واحدة منهن لها بصمة مميزة تميزها عن الأخرى .. ومهما اتحدت الملامح وتشابهت الوجوه فالفوارق كبيرة والمسافات واسعة .وفي بداية الحياة الزوجية قد يساعد الزوج زوجته ويشجعها على استكمال تعليمها فهو يأمل أن تستفيد من دراستها لصالحها ولصالح أبنائها ولكن بعض الزوجات لا يكتفين بإكمال الدراسة بل يواصلن طموحهن للحصول على وظيفة ويتفنن في سبل الإقناع وما ستحققه من خلالها ولم يكن يتوقع يوما الزوج أن يكون قبوله وموافقته سببا من أسباب تعاسته .فهي من أول راتب تتسلمه تشعره باستقلاليتها وتبتعد عنه نفسيا واجتماعيا ويصبح دوره هامشيا وتحسب نفسها الأقوى براتبها ونفوذها الاقتصادي وكأن عملها أهم بالنسبة لها من وجوده وقد تقلل أيضا من حضوره الاجتماعي وتتحول من زوجة أليفة إلى نمرة شرسة وتعايره انه لا ينفق عليها وتريد أن تقوده ضمن رعاياها وتتجاوز كل حدودها وتشعره بأنها في أي لحظة من اللحظات قد تتخلى عنه لأنها ليست في حاجة له .. وبعد كثرة مشاحانات وبسبب جهلها بواجباتها يأتي يوم تفقده للأبد .وخير دليل على ذلك تلك المرأة التي عمل زوجها جاهدا لتكمل دراستها وحصولها على أعلى المناصب ، التي كان من المفترض عليها أن ترد الإحسان بالإحسان إلا أنها لم تفعل ذلك بل قللت من شعورها بالاحتياج له ومن ساعات التواصل بينهما ، وبنيت حواجز ثلجية ، ولقد تغيرت للأسوأ وبدأت تعايره بأنه كان مقصرا في التزاماته ولم يوفر لها احتياجاتها بعد كل تلك السنوات ، وكم من المرات طلبت منه أن تستقل وتنفصل بمفردها لأنها بذلك ستعيش بشكل أفضل فهي ليست بحاجة لأن تظل بطلة فعملها قد حقق لها مكانة مميزة ومنحها الأمان والاستقرار والاستقلالية . كان على تلك أن لا تنسى واجباتها والتزاماتها وان توازن بين جميع أدوارها خاصة إذا كان ذلك باختيارها وعليها أن تشرف بنفسها على كل كبيرة وصغيرة .. كما كان عليها أيضا أن تعرف أن ما تقدمه من تنازلات ليس نوعا من القهر كما قد تتوهم وإنما هو عطاء متبادل تستوجبه العلاقة .. فالمجتمع لن يستطيع الاستغناء عن عمل المرأة ، فمن سيقوم بتدريس وتعليم الأجيال القادمة ؟ هذا إذا اقتصر عملها فقط على عملية التربية والتعليم .. ناهيك عن باقي الوظائف المتعددة التي تقوم بخدمتها فعملها ضرورة لابد منها .ومحاولة التوقف واجبة عليها وعلى كل من حولها مساعدتها في توازن وتوزيع المسؤوليات وإذا وجدت المرأة الرجل المناسب الذي يشجعها ويدعمها أو كانت تعيش داخل أسرة متفهمة سيكون ذلك عاملا مهما يساعدها على النجاح في الدورين معا ، هذا لو كانت واعية ومتفهمة لأدوراها . وأنا من وجهة نظري أن على كل امرأة وقارئة ناجحة في عملها أن تستفيد من القصص التي حدثت للواتي سبقنها وان تأخذي العبر منها وتعلمي كيف تحافظين على زوجك وبيتك وتقهرين الغرور الذي لو أصاب امرأة لدفعت الثمن غاليا من حياتها ومستقبلها واستقرار أبنائها .فلا تندفعي في لحظة تكبر يدعمها عملك وتطلبين الطلاق زاعمة انك لا تتحملين العيش معه لأنه في يوم ما لن تكتفي بالصمت بسبب تضخم التراكمات النفسية والاجتماعية وسيتصرف تصرف تندمين عليه .