في الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الهجرة الدولية
[c1]* كوفي عنان : الأمم المتحدة ترعى العام القادم عقد محفل عالمي للهجرة في بلجيكا [/c] متابعة / بشير الحزمي :عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يومي 14- 15 سبتمبر الجاري اجتماعا لحوار رفيع المستوى حول الهجرة الدولية والتنمية ..والذي يأتي انعقاده بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (60 / 227) الذي صدر في 23ديسمبر 2005م لمناقشة الجوانب متعددة الأطراف للهجرة الدولية والتنمية بغرض وضعها والتواصل إلى الوسائل الضرورية لزيادة فوائد التنمية وتقليل تأثيرها السلبي .في بداية الاجتماع أكدت الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الحوار الرفيع المستوى الذي سيجري في هذا الاجتماع لن يقتصر على تأكيد الصلة الواضحة بين الهجرة والتنمية ومختلف الفرص والتحديات التي تحيط بهذه المسألة وإنما سيتعداه ليشكل نقطة انطلاق إلى الأمام ويؤدي بصفة أساسية إلى حشد الارادة السياسية تجاه مسألة الهجرة الدولية والاستفادة من طاقات كامنة يمكن أن تسهم في التنمية في بلدان الأصل وبلدان المهجر على حد سواء مع حماية المهاجرين في الوقت نفسه.وقالت أن الهجرة الدولية شيء فطري في الطبيعة البشرية وأنها قد أصبحت في المجتمعات الحديثة سمة رئيسية في مواجهتها للعولمة وان الثورات التي طرأت في مجالات الاتصالات والنقل وحقوق الأفراد في القامة خارج بلدانهم قد ساعدت على تسيير انتقال الناس عبر الحدود سعيا منهم الى البحث عن حياة افضل وتذليل المصاعب التي تكتنف حياتهم.واضافت ان حوالي 191 مليون شخص قد حاولوا بشجاعة في عام 2005م الانتقال الى خارج حدودهم بحثا عن حياة افضل وهذا الرقم مرشح للزيادة في الاعوام المقبلة.أكدت امكانية ان يكون للهجرة اثر عميق على التنمية اذا ما تم تسخيرها لاهداف بنائه وانه يمكن براس مال المهاجرين المادي والبشري ولا سيما تحويلاتهم المالية ان يخفض مستوى الفقر الى حد كبير عن طريق زيادة امكانية الحصول على التعليم والرعاية الصحية الامر الذي يصب مباشرة في تحقيق الاهداف الانمائية للالفية.واشارت الى ان هجرة ذوي المهارات من البلدان النامية الى البلدان المتقدمة يمكن ان يشكل عائقا في طريق التنمية . وأعربت عن املها في ان يتمكن الاجتماع من خلال المناقشة المفتوحة النشطة البناءة من تبديل التصورات الخاطئة وان يفهم كل طرف منظور الآخر والوقوف على الاهتمامات المشتركة ودراسة الأفكار الجديدة والأنشطة المشتركة التي تؤدي الى تعزيز سياسات الهجرة وحماية حقوق المهاجرين من خلال توثيق عرى التعاون بين الدول الأعضاء والمؤسسات الدولية والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص.واكدت انه من خلال ذلك فقط يمكن معالجة الكيفية التي سيتسنى بها ضمان التوفيق بين العرض والطلب في سوق العمل اليوم وغداً ومنع المهربين من القيام بذلك بما في ذلك معالجة الكيفية التي يتسنى بها ضمان السلاسة لعملية الانتقال الداخلي في البلدان التي أخذت تدريجيا في التحول من بلدان مصدرة للمهاجرين إلى بلدان يقصدها المهاجرون إضافة إلى معالجة الكيفية التي يتسنى بها حماية حقوق المهاجرين وكفالة عدم اجهاض حقوق المهاجرات.واوضحت الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة في سياق كلمتها ان هذا الاجتماع يعتبر اول مناسبتين من المناسبات الرفيعة المستوى التي تخصصها الامم المتحدة بالكامل لهذا الموضوع حيث سبق للجمعية العامة للامم المتحدة ان نظمت طوال هذا العام الكثير من المناسبات للتحضير لهذا الاجتماع ولهذا الحوار الرفيع المستوى.ونوهت بما سيتيحه الاجتماع الحالي للدول الاعضاء من فرصة فريدة لتبادل وجهات النظر في ما بينها ومع المجتمع المدني والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية بشأن شتى المواضيع المتصلة بالهجرة والتنمية.وقالت انه ومن حيث إدارة الهجرة يمكن للدول الأعضاء أن تعمل مع الأطراف المهتمة بتعزيز التماسك في عملية صنع السياسات وتشجيع الحوار بين بلدان الأصل وبلدان المهجر، اما من حيث قانون الهجرة الدولية وحقوق الإنسان فإنه يمكن للدول الأعضاء أن تعمل مع الأطراف المهتمة لزيادة الوعي وتعزيز الصكوك القانونية الدولية القائمة التي تحمي المهاجرين وتشجع التكامل وتحارب التمييز بين الرجل والمرأة وتوفر الإمكانيات للبلدان التي تحتاج الى مساعدة تقنية لبناء قدراتها.واردفت قائلة انه ومن حيث تطوير الهجرة يمكن للدول الاعضاء ان تعمل مع الاطراف المهتمة لادماج موضوع الهجرة في الاهداف الانمائية للالفية وتاكيد الدور الاقتصادي الهام لجاليات المهاجرين والطاقات الانمائية للتحويلات المالية علاوة على ذلك يمكن للدول الاعضاء من حيث هجرة اليد العاملة ان تعمل مع الاطراف المهتمة باقامة سوق عمل عالمية اكثر فاعلية وتحسين امن التحويلات المالية وتحليل دور الهجرة الدائرية.والمحت الى ان الصلة القائمة بين الهجرة والتنمية ليست صلة جديدة وإنما الجديد هو سرعة الانتقال من مكان إلى آخر في العالم ، ولا ينبغي لاي إستراتيجية إنمائية أو دولية أو في مجال السياسة الخارجية أن تتحرك إلى الأمام دون مراعاة لاعتبارات الهجرة . وقالت هيا بنت راشد إن للأمم المتحدة دوراً بالغ الأهمية في تحقيق إمكانيات الهجرة الدولية تعزيزاً لأسس النمو الاقتصادي والتنمية, واشارت إلى أنها ستبحث من خلال هذا الحوار عن سبل لبناء شراكات فاعلة تمكن المجتمع الدولي من اتخاد إجراءات منسقة بهدف تطوير القدرات اللازمة في ميدان الهجرة .وفي ختام كلمتها أشارت الشيخة هيا إلى أن الاجتماع سيكون بداية المسيرة في إجراء المزيد من البحوث والمزيد من المساعدة لتحسين استجابات برامج السياسات العامة وتبديد التصورات الخاطئة عن الهجرة الدولية وتوفير منظور طويل الأمد بشأن المسائل الرئيسية وتوقع الاتجاهات الجديدة . من جانبه أشاد السيد كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة إلى أهمية عقد هذا الاجتماع من أجل الحوار والمناقشة لاتجاهات الهجرة وكيفية مواجهتها وحل مشاكلها. وقال إنه لا يمكن لاحد ان ينكر أن للهجرة الدولية جوانب سلبية مثل التهريب والمعاناة الاجتماعية الناجمة عن الفقر أو المشاكل السياسية ولكن الحضور الدولي من هذا الاجتماع يثبت أن الجميع مستعدون لمواجهة تحديات الهجرة عن طريق الحوار والتعاون بدلاً من الخصومة والعزلة.وأضاف ان المهاجرين الآن يستخدمون معارفهم ومهاراتهم لنقل التكنولوجيا ورأس المال والمعرفة المؤسسية، كما يمكن ان يكونوا مصدر الهام للأساليب الجديدة في التفكير في القضايا الاجتماعية والسياسية ويشكلون رابطاً إنسانياً حيوياً بين الثقافات والمجتمعات والاقتصاديات وهو ما يجعلنا في وضع مناسب لمواجهة تحديات الهجرة واستغلال جميع فرصها المتاحة.وأكد كوفي عنان أن الهجرة الدولية اليوم تتطلب مناقشات عالمية وأن الحوار الذي يبديه المجتمع الدولي يجب ان لا ينتهي اليوم أو غداً.وقال عنان في سياق كلمته أن الأمم المتحدة سترعى عقد محفل عالمي للهجرة العام القادم في بلجيكا وان هذا المنتدى سيكون غير رسمي وطوعياً واستشارياً ولن تكون قراراته ملزمة.غير انه سيسمح للدول المشاركة بأن تبني علاقات مع بعضها وسيعزز التعاون بين الحكومات، كما يمكن أن يقدم لجميع دول العالم فرصة لوضع القضايا بطريقة تسمح للجميع بالتقدم لاكتشاف المناطق التي يتفق عليها الجميع وإيجاد وسائل لتحسين التعاون بين دول العالم.واشار إلى أن جهود الأمم المتحدة لمواجهة تحديات الهجرة العالمية التي كان آخرها تأسيس مجموعة الهجرة العالمية في الربيع الماضي والتي تجمع موظفي الأمم المتحدة والصناديق والوكالات التي تعمل في مجال الهجرة الدولية والتنمية إضافة إلى المنظمات الدولية المتخصصة في الهجرة.وأكد على انه قد آن الأوان لآن يلتفت الجميع إلى الأدلة في سياسات الهجرة وأن نستخدمها لبناء ثقة مشتركة حول كيف يمكن للهجرة الدولية ان تكون مصدر فائدة للجميع.