سول / 14أكتوبر / باتريشيا زنجرلي وكارين بوان : عاد الرئيس الامريكي باراك أوباما الى بلاده من دون أن يحمل معه أي نجاح سياسي كبير بعد أن أمضى أكثر من أسبوع في اسيا في محاولة لاعادة صياغة علاقة الولايات المتحدة مع منطقة تتميز بالفاعلية المستمرة.وشكا منتقدو أوباما في واشنطن من أن الرئيس الامريكي كان مجاملا أكثر مما ينبغي للزعماء الاجانب أثناء جولته التي شملت أربع دول واستمرت ثمانية أيام. وانتقدوا بشكل خاص أداءه في الصين واليابان حيث انحنى للامبراطور الياباني ما أثار استهجانا في الولايات المتحدة.ويقول المنتقدون ان أوباما فشل في تحقيق نتائج ملموسة في التجارة والقضايا الاقتصادية وحقوق الانسان وتساءلوا عما حدث لظاهرة الهوس بأوباما التي ميزت الحفاوة التي استقبل بها الرئيس في جولات سابقة في أوروبا.وقال ديفيد أكسلرود أحد كبار مستشاري أوباما “لم نسافر الى النصف الاخر من الكرة الارضية لكي تتصدر الزيارة عناوين الاخبار... أتينا الى هنا (اسيا) لنضع أسس احراز تقدم. وحققنا ذلك.”غير أن أوباما وافق على ما يبدو على جهود الصين لان تتحكم في زيارته. وتعامل المراقبون مع عدم وجود تنازلات علنية من قبل بكين كمؤشر على افتقار أوباما الذي يواجه دينا قوميا كبيرا وحربين في العراق وأفغانستان لقوة تفاوضية مع أكبر دولة تحوز سندات الخزانة الامريكية.وقال ويليام جالستون وهو باحث كبير متخصص في دراسات الادارة في معهد بروكينجز في واشنطن “أصف التغطية الصحفية في الولايات المتحدة بأنها تقف في مكان ما بين الشك والسلبية.”وأضاف “هناك توافق (في الصحافة) على أن البيت الابيض بدأ جولته من دون أن يكون لديه خطة واضحة للعب الى حد ذهابه بقائمة من المشاغل لم تجر الاستجابة سوى لعدد قليل منها.”وترك أوباما أيضا وراءه تحديات ملحة في الولايات المتحدة - مشاكل اقتصادية ومعارضة جمهورية شديدة لخططه للرعاية الصحية وقرارا صعبا بشأن عدد القوات الامريكية الاضافية التي سترسل للحرب في أفغانستان.وفيما يشعر الامريكيون بقلق بشأن وظائفهم والحرب في أفغانستان خلص استطلاع للرأي اجرته جامعة كوينيبياك الى تراجع نسبة التأييد لاداء اوباما لمهمته إلى أقل من 50 في المئة لاول مرة منذ توليه منصبه في يناير كانون الثاني. وقدرت استطلاعات أخرى للرأي نسبة التأييد بحوالي 55 في المئة.وقفزت البطالة في الولايات المتحدة الى أكثر من عشرة في المئة قبل جولة أوباما الاسيوية فيما أعلنت الحكومة الامريكية أثناء وجوده في الخارج عن تراجع مفاجئ في بناء المنازل في أكتوبر تشرين الاول الماضي في علامة على أن الاقتصاد الامريكي يكافح من أجل الخروج من الركود.وأثناء زيارة أوباما لكوريا الجنوبية أعلن السناتور هاري ريد زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ عن خطة طال انتظارها للرعاية الصحية ما يمهد المسرح لمعركة يطول أمدها مع الجمهوريين حول مسألة تتصدر أولويات أوباما الداخلية.وقال تيري مادونا أستاذ العلوم السياسية في كلية فرانكين ومارشال بولاية بنسلفانيا “اعتقد أن الناس يتساءلون عن سبب حدوث ذلك بينما (أوباما) خارج البلاد.”وقال مساعدون ان الادارة كانت تتبنى نظرة أبعد للجولة التي شملت اليابان وسنغافورة لحضور قمتين اقليميتين وشنغهاي وبكين وكوريا الجنوبية وانها كانت تحقق تقدما غير معلن.وأضاف أكسلرود “نضع أسس احراز تقدم سواء كان ذلك يتعلق بالتغير المناخي أو ببعض القضايا الامنية أو الاقتصادية.”ومضى يقول “المناقشات التي أجراها في جولته أعطت دفعة لاهدافنا. هذه ليست مسألة تحقيق فوري للرضا. أدرك أن واشنطن تميل الى تحقيق الرضا الفوري.”وضغط أوباما على الصين في قضايا مهمة للولايات المتحدة مثل وجهة النظر الامريكية بضرورة أن تسمح الصين بارتفاع قيمة العملة الصينية (اليوان). وتقول واشنطن ان تقييم اليوان بأقل من قيمته يضر بالمصنعين الامريكيين ويؤدي الى اختلالات في الاقتصاد العالمي.وتجاهل الرئيس الصيني هو جين تاو الموضوع في تصريحاته لوسائل الاعلام وأسهب بدلا من ذلك في مسألة الحماية التجارية التي تقول الصين انها تهدد حرية الوصول الى الاسواق الامريكية على نحو مجحف.وقال ايلان الون مدير مركز الصين في كلية رولينز بولاية فلوريدا “لم يمارس أوباما ضغطا كافيا على الصينيين لفتح أسواقهم للسلع الامريكية واتخاذ اجراءات صارمة ضد انتهاكات حقوق الملكية الفكرية والتصدي للنزعة الحمائية المحلية.”لكنه أشار الى أن أوباما فعل الصواب باحترامه الثقافة الصينية. وقال الون مستخدما المرادف الصيني لكلمة علاقات “بناء العلاقات يتطلب وقتا طويلا ويمكن أن يحدث فقط بمرور الوقت مع بناء الثقة.”
أخبار متعلقة