قضايا حياتية
حوادث القتل وبالذات في محافظة تعز تبعث القلق والخوف في النفوس الآمنة وتهدد أمن واستقرار البلاد وذلك لتفشي ظاهرة حمل السلاح وانتشارها وبشكل مخيف وكأننا نعيش في مدينة شيكاغو الأمريكية في يوم الخميس 17/11/2005م وفي تمام الساعة الواحدة وعشرين دقيقة خرج الحاج علي محمد مصلح الذماري الشخصية الاجتماعية المحبوبة والمعروفة في تعز "عاقل سوق اللحوم" .. قاصداً مطعم السلتة الشعبي لصاحبها محمد يحيى حسن "ابو وليد" ضيفه الشيخ منير الذي عزمه لتناول وجبة الغذاء معه.وفي المطعم وأثناء تناولهما وجبة الغداء .. بدأت المشاجرة بين الشيخ منير وشخص آخر وبلغت المشاجرة ذروتها فأشهر كل منهما السلاح في وجه الآخر مما خلق الخوف والذعر في نفوس المواطنين المتواجدين في المطعم وخرجوا بما فيهم صاحب المطعم (ابو وليد) وعماله وتجمعوا بجانب مخبازة الشيخ أمين العبسي المواجهة لهذا المطعم,, إلا الحاج علي الذماري رحمه الله فقد قام وبكل شجاعة ليفصل بين المتخاصمين وأثناء قيامه بذلك العمل الإنساني النبيل الذي تعود عليه دائماً انطلقت رصاصة طائشة من مسدس الشخص الذي تخاصم هو والشيخ أمين واخترقت جسم الذماري دون سابق إنذار وهنا أدرك خطورة الموقف ذلك الشاب الذي خرجت الرصاصة من فوهة مسدسه.ولم يشعر الحاج علي الذماري بتلك الرصاصة التي اخترقت جسده لانه ماشاء الله كان ممتلئ الجسم وعندما قام باخراج الفلوس من جيب قميصه ليدفع الحساب وجد الدم يملأ يده فصرخ وبأعلى صوته دم.. دم.. أنقذوني وسقط على الأرض مغشياً عليه وهو مازال على قيد الحياة كما أخبرني أبو وليد صاحب المطعم.وتحرك الشيخ منير وبعض الأشخاص ليأتوا بسيارة لانقاذه الى المستشفى وبعد اتصالهم بقسم 26 سبتمبر وبعد مرور حوالي ربع ساعة والدم ينزف من جسم الحاج علي الذماري تم الذهاب به الى مستشفى الثورة العام.. وبرغم انه مازال على قيد الحياة إلا أن الإهمال وعدم وجود الدم في بنك الدم كما قيل لنا وعدم وجود الدريبات والأطباء الجراحين المناوبين لمثل هذه الحالات الخطيرة الانقاذية.واختتمت مستشفى الثورة العام بتعز ذلك المشهد المأساوي بموت الحاج علي الذماري ووضعوه في الثلاجة كعادتهم بعد فشلهم في التعامل مع مثل هذه الحالات الانقاذية.واستنكرت قبائل ذمار ذلك الحادث المؤسف الذي ذهب ضحيته واحد من أبنائها الشجعان والمحبوبين وتوافد الكثير منهم الى تعز.وفي قسم 26 سبتمبر التقينا بالاخ المقدم عبدالعزيز بجاش الدعيس مدير القسم الذي تحدث قائلاً:بعد ابلاغنا بالحادث المؤلم الذي ذهب ضحيته شخص محبوب لدى الجميع كباراً وصغاراً نرى دائماً ذلك المصلح بين المتخاصمين حتى في اقسام الشرطة والمحاكم.قمنا للفور بتوجيه الاخ مدير قسم البحث الجنائي ونائبه للتحرك الى موقع الحادث وجمع الاستدلالات وكلام الشهود ومنهم صاحب المطعم وعماله وبعد ذلك أبلغونا بانهم تعرفوا على شخصية وهوية القاتل ولانه في قسم آخر لا يتبع قسمنا قمنا بالاتصال بالاخ مدير أمن محافظة تعز العقيد الركن احمد محمد العلفي الذي يعيش في القسم الذي يعيش فيه الجاني بضرورة التنسيق والتعاون معنا لايجاد ذلك المطلوب .. ولقد لعب رجال البحث الجنائي دوراً عظيماً في العثور عليه وتسليمه الى يد العدالة لينال جزاءه وهناك ملابسات كثيرة في حادث قتل علي الذماري لكونه تعين عاقلاً لسوق اللحوم قبل يوم من قتله ونحن نسعى جاهدين للبحث عن الحقيقة والأخوة في التكنيك الجنائي والطب الشرعي مازالوا في عملهم مثلنا للوصول الى الحقيقة برغم اعتراف الجاني.وهكذا مات الحاج علي الذماري الشخصية الاجتماعية المتميزة والمعروفة في تعز بحبه للخير وكراهيته للشر .. نتيجة لتفشي حمل وحيازة السلاح بين الصغار والكبار وبشكل مخيف ومذهل ونتيجة لخوف المواطنين من انقاذ أي شخص يتطلب انقاذه وأيضاً لاهمال مستشفيات الحكومة لمثل هذه المواقف الإنسانية ومنها مستشفى الثورة بتعز,, فمن المسؤول عن قتل الحاج علي الذماري ومثله الكثيرون في كل أنحاء اليمن.. وهل تقول الحكومة كلمتها الفاصلة في قانون حمل وحيازة السلاح الذي أصدرته ممثلة بوزارة الداخلية وخاصة في المدن .