عنب اليمن الأجود على مستوى العالم
صنعاء / سبأ : محمد الجبوبيتبدو معظم الأسواق اليمنية هذه الأيام عامرة بأنواع غزيرة من الأعناب التي تنتجها المزارع اليمنية خلال هذا الموسم الذي يبدأ في يوليو من كل عام لتبدأ معه رحلة الفلاح في جني هذا المحصول النقدي الذي يمثل رقما مهما في اقتصاديات الريف .ويصنف العنب اليمنى بكونه الأجود على مستوى العالم ..ويكتسب شهرته الضاربة من تنوع أصنافه وألوانه وأشكاله والتي تنتجها مزارع كثيرة منتشرة في العديد من المحافظات خاصة صنعاء التي تصدر سنويا زهاء 80 بالمائة من الإنتاج العام للأعناب في اليمن فضلا عن مذاقه الخاص والنادر عالميا . وغالبا ما تبدأ مزارع العنب في اليمن في أنتاج نوعين شهيرين هما الجبري و العرقي والذين تنتجهما مزارع حاشد وأرحب بمحافظة صنعاء ثم تأتى بقية الأنواع تباعا من كل مزارع المحافظة والمحافظات الأخرى التي يستمر إنتاجها حتى نهاية أكتوبر من كل عام .وقد يمتد إنتاج العنب إلى نوفمبر في حال كان المناخ معتدلا إذ تعد برودة الطقس كارثة بالنسبة لمزارعي العنب عند هبوطها عن المعدل المعتاد ورغم أن زراعة الأعناب تنتشر في العديد من المحافظات ألا أن محافظة صنعاء تحتل المرتبة الأولى في إنتاجه فمن بين كمية إنتاج بلغت 159 ألفا و953 طنا من العنب بمختلف أنواعه العام الماضي استحوذت محافظة صنعاء على 131 ألف طن بنسبة زيادة عن عام 2004 م تصل إلى 20 ويقول المهندس يحيى إسماعيل شجاع الدين مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة صنعاء أن المساحة المزروعة من العنب في المحافظة خلال نفس الفترة قدرت بأكثر من 18 ألف هكتار بمتوسط إنتاج قدره 7 أطنان للهكتار الواحد ويحظى العنب اليمنى بشهرة ورواج كبير في السوق اليمنية كما في الأسواق الخارجية نظرا لجودته ويشير المهندس شجاع الدين إلى أن محافظة صنعاء وحدها صدرت العام الماضي حوالي 200 ألف طن من العنب الطازج والزبيب إلى عدد من الدول المجاورة .في صنعاء تتركز زراعة العنب في مناطق حوض صنعاء ومحيطها وبخاصة في مناطق بني حشيش ـ خولان ـ سنحان ـ بنى الحارث ـ ارحب ـ همدان ووادي ظهر الذي يزرع حوالي 20 نوعا من الأعناب .ويقول المهندس شجاع الدين أن الكثير من مناطق صنعاء تنتشر فيها زراعة العنب بكميات متفاوتة في الإنتاج لكنها متعددة من حيث المواصفات والمذاق ويضيف رغم تقسيم العنب في اليمن من حيث اللون إلى ثلاثة أنواع هي العسلي اللون الأبيض ـ الأحمر ـ والأسود إلا انه يندرج تحت كل لون عدة أسماء .ويشير إلى أن عدد أصناف العنب الذي يزرع في مناطق مختلفة من اليمن يصل وفقا للموسوعة اليمنية إلى مايقارب الـ 40 صنفا منها الرازقي ـ العاصمي ـ الأسود العادي ـ الحاتمي ـ الزيتوني ـ الجوفي ـ بياض عادى ـ قواريرـ أطراف قريمي ـ بياض فشان ـ جبري ـ اسود حدرم ـ اسود الدوال ـ الحسيني ـ اسود عذارى وغيرها. موسم الجني . يبدأ موسم إنتاج العنب في اليمن من منتصف شهر يونيو وينتهي في نوفمبر بداية بالأصناف المبكرة مثل البياض ـ الجبري ـ التي تظهر في الأسواق ابتدأ من منتصف يونيو وتستمر حتى نهاية أغسطس تقريبا ـ وتسوق للاستهلاك أما الجزء الأكبر منها فيصنع زبيبا . أما الرازقي فيبدأ إنتاجه في الفترة من نهاية يوليو وحتى اغسطس ويتوزع إنتاج الأسود والعاصمي خلال الفترة من منتصف أغسطس وحتى نوفمبر ويحول المزارعون أصناف العنب التي تخلو من البذور إلى زبيب مثل العنب الرازقي الأسود بينما العنب العاصمي يسوق طازج لأنه لايصلح لصناعة الزبيب .ويعتقد المهندس يحيى شجاع الدين أن صنف العنب القيداسى يعد من أفضل وأجود الأعناب على المستوى العالمي من حيث صفاته النوعية والكيفية .ويلفت إلى أن هذا الصنف يزرع في مديرية أرحب بمحافظة صنعاء وهو على وشك الانقراض ويحاول مكتب الزراعة بالمحافظة الحفاظ عليه من خلال توزيع شتلاته على المزارعين .يولى مكتب الزراعة والري بمحافظة صنعاء أهمية خاصة لتطوير إنتاجية العنب باعتباره المحصول الاقتصادي الأول فيها من خلال إرشاد المزارعين وتعريفهم بالطرق العلمية والمثلى لتحسين نوعيته وإنتاجيته ومساعدتهم في عملية التسويق خاصة إلى الأسواق الخارجية ويقول مدير المكتب الزراعة والري بالمحافظة لدينا تعاون فعال وايجابي مع الجمعيات التعاونية الزراعية في المحافظة في الجوانب الإنتاجية والتسويقية.ويشير إلى أن المكتب يحرص كثيرا على تطبيق الطرق الحديثة في تصدير العنب بالمواصفات العالمية سواء من حيث التعبئة والتغليف أو التبريد والنقل ويوضح المهندس يحيى شجاع الدين أن ما يميز العنب المنتج في المحافظة هو عدم استخدام المزارعين للمبيدات الكيماوية في زراعته إذ يستخدمون عوضا عنها الأتربة أي الطريقة المعروفة بالتعفير وهو مايجعلها ذو قيمة غذائية كبيرة ومطلوبة لدى المستهلك.ويشير إلى أن المكتب يحاول توسيع هذه الطريقة وتعميمها في بقية المزارع بالمحافظة إضافة إلى إرشاد المزارعين بالطرق الصحيحة لاستخدام المبيدات والأسمدة لتحسين وتطوير إنتاجيته كما ونوعا ويتوقع مدير مكتب الزراعة والري بمحافظة صنعاء ارتفاع إنتاجية هذا المحصول خلال الموسم الجاري بنسبة 25 ويشير إلى أن هناك وسائل حديثة تم استخدامها لحصاد المياه ومحاولة توسيعها للحفاظ على هذا المحصول الحيوي الذي تتعرض بعض أصنافه للاندثار بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والجمعيات الزراعية ويؤكد شجاع الدين أن المكتب يسعى إلى الترويج لتشجيع الاستثمار في هذا المحصول في سبيل التوسع في زراعته والمحافظة على خلوه من المعاملات الكيميائية وكذا تطوير آلية تصديره إلى الخارج في ظل تزايد أهمية تنمية الصادرات الزراعية بشكل عام ومحصول الفواكه بشكل خاص ومنها العنب بدرجة أساسية بالنسبة للصادرات اليمنية ويطالب المزارعين بعدم قطف محصول العنب قبل نضوجه.ويلفت إلى أن ذلك يوثر على الشجرة نفسها قبل تأثيره على الثمرة ويحذر من استخدام المبيدات الكيماوية بعشوائية دون الاستعانة بخبير أو مهندس زراعي ويضيف على الجمعيات الزراعية القيام بدورها في مساندة الجهود الرسمية في مجالات تحسين الإنتاج وتطويره لمواكبة المواصفات العالمية في جوانب التصدير.