طارق حنبلةرائحة الموت في كل مكان.. الدماء تلطخ الجدران والأرواح وشرائط الفتيات.. الرعب يرتسم بألوان من صنع الشيطان.زلزال يهز الأرض من رحم التخلف يقتل طفلاً صغيراً كان يهم بالذهاب إلى المدرسة.. كراريسه وأقلامه وأحلامه الجميلة تناثرت واحترقت بنار الجهل والتشدد الأعمى.. بدمٍ بارد ملوث بالجنون والسخافات.زلزال آخر.. عفواً.. انفجار آخر يقتل عدداً من الأبرياء العزل كانوا يحتفلون بزواج شابين لم يدر في خلدهم أن زغاريد الأهل والأحبة ستتحول إلى بكاء وعويل لا نهاية له.الليل طويل لا ينتهي والجريمة يزداد أفقها.. الدماء تسفك بوحشية.. والنهار المسجون لا يعرف الطريق إلينا.. الجنون يعصف بالشوارع والمحلات والمدارس وابتسامات الأطفال.المعتوهون الحمقى يصدرون الموت إلى كل مكان.. يحولون رائحة الأزهار إلى بارود ونار وعيون الأطفال إلى رماد وتراب تتقيأه الفاجعة.الحزن يلف أيامنا وذكرياتنا ولا عزاء لنا غير أمل لا يزال يلوح في الأفق.. ثم وميض في العتمة.. ثم قلوب ما زالت تنبض بالحب والرجاء.جثت أطفالٍ ونساءٍ وشيوخ على قارعة الطريق ترسم عار المهزلة بلون الجريمة بطعم الزمن المرير.وجثت أخرى ممزقة هناك في النهر في البيت في المدرسة.. هذه يد طفلٍ يبدو أنه كان في السادسة وهذه أنامل جميلة تبدو أنها لفتاة لا تزال في الربيع.النهر يجري والدم يجري.. كأنهما يتسابقان في حضرة الإنسانية التي استكانت لقانون القوة الجديد الذي اغتصب الحرية والكرامة والكبرياء بلغة همجية غير مفهومة.الصراع يمتد نحونا وإلينا والعبث بأخذنا إلى دوامته الملطخة بالدم.. الممزوجة برائحة الأطفال السياسيون المتحكمون بالدنيا لا يستطيعون كتابة أمر لأن أياديهم ملطخة بالنفط الأسود والذين يقولون أنهم مجاهدون لم يعودوا كذلك.. إلا من رحم ربي.. فلنسير في الطريق الصحيح.. فلنقل جميعاً لا للإرهاب ونحاربه جميعاً ولنعمل بدأب ليستعيد عالمنا وإنسانيتنا وجهها المشرق.
|
آراء حرة
لا للإرهاب
أخبار متعلقة