افراح صالح محمد التلوث يغير - كماً ونوعاً - كل شيء في البيئة حتى أن إختلال توازن الانظمة البيئية يعود لتأثير التلوث علي كل مكونات البيئة الحية وغير الحية .لكن .. من الذي يسبب التلوث ؟!! إنه الانسان ، فهو منذ بدأ حياته على الارض وهو يحاول أن يحمي نفسه من الطبيعة وبعد آلاف السنين صار يحاول أن يحمي الطبيعة من نفسه .ومكونا البيئة الحية هي الحيوانات والتي بقدر ماهي مصدر للغذاء والنفع للإنسان إلاّ أنها تكون مصدراً من مصادر نقل أنواع من الامراض إما عن طريق أكل لحومها الملوثة ببعض الطفيليات ، خصوصاً عند أكلها دون طبخ أو عن طريق تلويثها للتربة أو المياه بمخلفاتها " البراز" والذي يستخدم كسماد للزراعة ..أما المكونات البيئية غير الحية فتتمثل في التربة ، الهواء ، والماء..[c1]تلوث التربة [/c]تؤثر أفعال البشر على التربة بعدة طرق منها سوء إستخدام التربة أو العبث بها ، أو الاستخدام الجائر لها .وسوء الاستخدام للتربة يكون عبر استخدام المبيدات الحشرية المراد بها مكافحة آفات الزراعة ، وأيضاً تلك المبيدات المراد بها إنضاج المنتجات الزراعية قبل موسمها .كل هذه المبيدات تترك آثاراً سلبية على التربة وتلازمها على مدى سنين إن لم يتم قلبها دائماً او معالجة الضرر بوسائل خاصة بذلك والعلم الحديث قد وفرها ..ومايحدث في بلادنا من رش غير متوازن للمنتوجات الزراعية لانضاجها قبل وقتها المحدد ( بهدف الحصول على الربح السريع ) فعل خاطئ يقوم به الانسان بوعي منه ولتحقيق هدف خاص به دون مراعاة الضرر الصحي الناجم عنه له ولاسرته ولكل أهل البلد .هذا من ناحية ، أما من الناحية الاخرى فإن الرش والمنتوج على الشجر يؤثر على الهواء المحيط بالمزرعة وبالسكان المجاورين لها ، أي يحدث تلوث يؤثر سلباً على الصحة وإن بنسبة بسيطة جداً وبطيئة الظهور مما يفاقم المشكلة ويصعب المعالجة لأن الحالة المرضية تكون متأخرة أي تكون المعاناة المرضية في البداية غير مهتم بها وعندما تتأزم الحالة يصبح العلاج غير مفيد ..كما تتأثر التربة بالقمامة ، وماتحتويه من بقايا عضوية وغير عضوية بالاضافة الى الطفيليات التي تترعرع في التربة عند استخدام السماد الحيواني والبشري لعلاج التربة ، والعجيب أن هذه الطفيليات تعود لتنتقل مرة أخرى الى الانسان أما بالاحتراق المباشر أو عن طريق المأكولات وبهذا تكون أفعال الانسان ضارة على التربة التي تعكس هذا الضرر مرة أخرى على الانسان .ومن محتويات القمامة أكياس النايلون التي لها ضرر كبير على التربة لأنها ومع مرور الزمن تتحلل مكوناتها وتمتصها التربة فتؤثر فيها .ولكم أعدت من دراسات توصي بعدم استخدام أكياس النايلون في الاستخدامات اليومية العامة ، لكن لا أحد يهتم بذلك ..[c1]تلوث الهواء [/c]يتمثل تلوث الهواء في الدخان الناتج عن حرق أمور كثيرة في المدن او القرى ، ومن هذه الامور القمامة ، إطارات السيارات ، المواد العضوية المستخدمة في التدفئة .وهناك ايضاً التلوث الناتج عن مصانع السجائر الواقعة في المدن ، ومنها ماتشيد بجانبه مدارس ومساكن لمحدودي الدخل او الفقراء ، فيصبحون أكثر عرضة للمرض ..وكذلك غبار نفايات الابنية والغازات المنبعثة من المصانع .كما أن الاشعة والحرارة والرطوبة كلها تؤثر في نمو ومعيشة بعض الميكروبات كالديدان التي تحتاج للتربة والرطوبة والحرارة العالية ( ومنها طفيلي الملاريا الذي ينمو داخل جسم البعوض مستعيناً بنشاطها الحيوي وحرارة جسمها ).[c1]تلوث المياه [/c]تلوث المياه يبدأ من مصادرها ، وعن طريق إمتزاجها بمياه المجاري ، أو التبرز والتبول بالقرب من هذه المصادر ، أو الينابيع ، والآبار في المناطق الريفية .وينتج عن تلوث المياه بواسطة مركبات كيميائية يستخدمها الانسان لهدف ما ، تسمم جماعي للناس ، كما أن رمي نفايات المصانع والبواخر بالقرب من مصادر المياه كالانهار او في البحار يؤثر سلباً على الانسان .وتنتشر العديد من الامراض مثل الاسهالات وامراض الكلى والمثانة جراء تلوث مصادر المياه بمخلفات الانسان .[c1]هو السبب وعليه النتيجة [/c]إن الانسان هو سبب تلوث وتأثير البيئة لهذا ترد عليه البيئة جزاء فعله هذا بالمرض ، وفقدان الصحة ويصبح لايستطيع أن يقوم بمهامه الكاملة ، وهذا يساعد على زيادة بؤرة التلوث وانتشار الامراض .حلقة متصلة لايمكن فكها إلاّ بالوعي التام بأن الجزاء دائماً يكون من جنس العمل ، وما لم يحافظ الانسان على بيئته فلن يعيش صحيحاً معافى أبداً ..
|
ابوواب
الإنسان والبيئة علاقة مترابطة
أخبار متعلقة