حدثني أحدهم عن زحمة المرور في العاصمة اليمنية صنعاء مبدياً استغرابه الشديد أن يقضي ما يقارب ساعة من الوقت في سبيل تجاوز شارع صغير مزدحم في حين أن بلد المليار ونصف المليار إنسان أي الصين لا تشهد شوارعها العامة مثل هذه الزحمة ولا يتطلب الامر من مستخدمي الطريق الدخول في أتون ما تعرف لدينا بساعات الذروة التي تجعلك في ذروة سخطك من الوقوف المتكرر لسيارتك لحظات تعيش معها فوضى أبواق السيارات وكل تلك الفوضى وإثارة الاعصاب التي هي رديفة لزحمة مرورية خصوصاً وهي متلازمة وقت الظهيرة أي لحظة إياب المارة الى ديارهم لتناول وجبة الغذاء ما يجعل تلك الاوقات مليئة بالمشاحنات وتداخل أنواع السيارات في بعضها.فلماذا ياترى تكون لدينا شوارع معينة في المدن الرئيسية تعرف بالزحمة الشديدة أو الفوضى المرورية ؟لا شك أن الامر يرتبط بوضع التخطيط المسبق للطرقات فهي أما ضيقة للغاية أو فرعية وتغدو مع التوسع العمراني شوارع رئيسية عامة مع احتفاظها بوضعها السابق نظراً لعدم الحسابات المسبقة في أمر تخطيط المدن باعطاء مساحات واسعة ويستوعب التوسع المستقبلي وهو ما جعل بعض الطرقات تبدو ضيقة ومربكة للسير ولو نظرنا الى مستوى ما يتم انفاقه على توسعة الطرقات خصوصاً في المدن الرئيسية نجد مبالغ مالية كبيرة تخصص لذلك ومع ذلك لا تقدم حلولاً للمشكلة فعند كل فترة زمنية تبدو الحاجة الى نقف ما تم انجازه والأخذ بتوسعة أخرى مناسبة ولم تكد تمر أعوام أخرى حتى يقتضي الحال توسعة أخرى وهكذا دواليك ففي عدن مثلاً منذ الاستقلال حتى اليوم والعمل لم ينقطع في الطريق البحري بين فندق عدن وجولة كالتكس ومع كل ماتم انفاقه وهي مبالغ إذا تم جمعها تكفي لإقامة جسر عملاق وحديث بين الشيخ ومدينة كريتر إلاّ أن الحال استغرق كل هذه السنوات عند حدود توسعات غير مجدية وكل أعمال جديدة تنقضي ما قبلها .. مثل هذا التعاطي مع بعض مشاريع البنى التحتية مكلف ويبدد امكانيات هائلة دون أن يقدم حلولاً ناجعة فهل نعيد النظر في أمر التخطيط .. وتنشأ مدننا وفقاً لنماذج معينة تأخذ في الحسبان التوسع المستمر للمدن الذي لا بد أن تلازمه شوارع فسيحة للغاية .
|
آراء حرة
مدن وشوارع ضيقة
أخبار متعلقة