فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/رويترز: قال الرجل الثاني في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الجمعة إن الولايات المتحدة تريد فيما يبدو أن تعطي إسرائيل مزيدا من الوقت لمواصلة هجومها على غزة. وأمس الأول الخميس صوت مجلس الأمن الدولي على قرار يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في غزة لكن الولايات المتحدة امتنعت عن التصويت على غير المتوقع قائلة إن المحادثات بشأن الهدنة مازالت جارية بوساطة مصرية. وقال موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس من مقره في دمشق «أعتقد أن الولايات المتحدة في إشارة واضحة بعدم التصويت ضد القرار أو عدم إلغائه بالفيتو.. معنى ذلك أنها مع هذا القرار ولكن بعد حين.» وأضاف أنهم بالتالي يريدون إعطاء إسرائيل مزيدا من الوقت. لكنه أعرب عن ثقته في أنهم لن يحققوا أيا من أهدافهم وإنهم سينسحبون ويهزمون. ورفضت إسرائيل أمس الجمعة قرار الأمم المتحدة الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار قائلة انه غير قابل للتنفيذ وأشارت إلى إطلاق صواريخ فلسطينية جديدة وقالت إن الجيش سيواصل دفاعه عن الإسرائيليين. وقال أبو مرزوق مرددا تصريحات مسئولين آخرين من حماس أن الحركة لا تهتم بالقرار ولم تستشر بشأنه. ويدعو القرار كذلك إلى إجراءات لمنع تهريب السلاح إلى غزة ولفتح حدودها.
وأضاف أبو مرزوق «هذا القرار وهو يتداول في أروقة الأمم المتحدة.. الحركة لم تستشر في هذا القرار ولم تؤخذ رؤيتنا ولم تعتبر مصالح شعبنا في عين الاعتبار.» وقال انه نتيجة لذلك فإن الحركة لا يعنيها هذا القرار ما لم يأت من ينفذه على الأرض. وبعد أسبوعين من الهجوم الإسرائيلي على غزة تقول حماس إن نحو 801 فلسطينيا قتلوا منهم العديد من النساء والأطفال. وقتل عشرة جنود إسرائيليين في الهجوم البري والبحري والجوي الذي شنته إسرائيل لوقف صواريخ تطلقها حماس من القطاع على إسرائيل. وقتلت الصواريخ ثلاثة مدنيين إسرائيليين منذ بدء الهجوم. وقد واصلت إسرائيل أمس الجمعة هجومها المستمر منذ أسبوعين في قطاع غزة وتحدت قرارا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو لوقف فوري لإطلاق النار. ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قرار الأمم المتحدة الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة قائلا إنه «لا يمكن أن يعمل» زاعما إلى إطلاق الفلسطينيين صواريخ على إٍسرائيل أمس مضيفا أن الجيش سيواصل الدفاع عن الإسرائيليين. وفي الوقت الذي ضربت القنابل القطاع الساحلي لليوم الرابع عشر اجتمع وزراء إسرائيليون أمس لمناقشة الخطوة المقبلة. وأعطت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إشارة على أن الأسلحة لن تصمت على الأرجح وقالت في بيان «إسرائيل تصرفت وتتصرف وستتصرف فقط وفقا لاعتباراتها والحاجات الأمنية لمواطنيها وحقها في الدفاع عن النفس.» وتقول إسرائيل إنها تريد وقف إطلاق الصواريخ على بلداتها. وأطلق 14 صاروخا على الأقل أمس الجمعة. وقال مسئولو حماس إنهم يدرسون كذلك قرار الأمم المتحدة. وذكر سكان أن الطائرات الإسرائيلية أسقطت قنابل على مشارف مدينة غزة. وفي منطقة أخرى قال مسعفون فلسطينيون أن دبابات إسرائيلية قصفت منزلا في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة فقتلت ستة فلسطينيين من عائلة واحدة. واجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع ايهود باراك وليفني لكن يبدو أن القرار الذي صدر في الأمم المتحدة لا يشكل سوى القليل من الضغوط الجديدة عليهم لوقف الهجمات التي قتلت مئات الفلسطينيين. وامتنعت الولايات المتحدة الحليف الرئيسي لإسرائيل عن التصويت على القرار وهو ما أضعفه مشيرة إلى أن محادثات بشأن الهدنة مازالت جارية بوساطة مصرية. وأجل مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر المعني بشؤون الأمن يوم الأربعاء التصويت على قرار لتصعيد كبير في الهجوم على مقاتلي حماس في إطار مرحلة ثالثة من الهجوم تدخل فيها القوات الإسرائيلية إلى عمق المناطق السكانية وهي خطوة تستوجب استدعاء جنود الاحتياط. وقال مسئولون إن الوزراء اجتمعوا مجددا ظهر أمس الساعة (1000 بتوقيت جرينتش). ويحظى الهجوم الضاري في غزة الذي قتل الكثير من المدنيين وبينهم أطفال بدعم الناخبين الإسرائيليين الذين يتوجهون للاقتراع في غضون شهر. وأظهر استطلاع للرأي أمس الجمعة نسبة تأييد زادت على 90 بالمائة بين الأغلبية اليهودية في إسرائيل. وأظهر استطلاع للرأي أن حزب العمل الذي يتزعمه باراك تشبث بالمكاسب الكبيرة التي حققها منذ بداية الحرب بالرغم من انه مازال خلف حزب كديما الذي تتزعمه ليفني والذي يتخلف بفارق ضئيل عن حزب ليكود المعارض اليميني. وكان بنيامين نتنياهو زعيم الليكود ألقى بتأييد قوي وراء الحرب. وقال عاملون في القطاع الطبي إن أكثر من 18 فلسطينيا قتلوا في أنحاء قطاع غزة امس الجمعة. وذكروا أن بعض الوفيات كانت من المدنيين لكنهم لم يقدموا أرقاما محددة. وقال تقرير للأمم المتحدة إن 30 فلسطينيا قتلوا في وقت سابق من الأسبوع عندما نقل الجيش الإسرائيلي عشرات المدنيين إلى منزل ضرب فيما بعد بالقذائف. وبدا أن القادة العسكريين في إسرائيل حريصون على مواصلة ما أطلق عليه المرحلة الثالثة من العملية بدخول قوات برية إضافية إلى قلب المناطق السكنية في غزة لطرد المزيد من المسلحين ومحاولة تأمين مكاسب إضافية.