مدير عام الشؤون القانونية والإفتاء باللجنة العليا للانتخابات يتحدث لـ 14 أكتوبر
[c1]* حرص المشرّع أن يضعَ ضوابط صارمة لممارسة الدعاية الانتخابية ضماناً لصحة وسلامة العملية الانتخابية وتحقيق العدالة والمساواة بين المرشحين [/c]أجرى اللقاء / بشير الحزميلم يتبقَ هناك سوى أياماً قليلة تفصلنا عن بدء عملية الدعاية الانتخابية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية والمحلية 2006م والتي تبدأ كما نص عليه قانون الانتخابات رقم (13) لسنة 2006م وحددته اللجنة العليا للانتخابات في دليل الدعاية الانتخابية بالنسبة لمرشحي الانتخابات الرئاسية من اليوم الثامن والعشرين قبل يوم الاقتراع وبالنسبة لمرشحي الانتخابات المحلية بعد إغلاق باب الانسحاب من الترشيح.صحيفة 14 أكتوبر التي تتابع عن كثب مجريات سير العملية الانتخابية الرئاسية والمحلية 2006م في مختلف مراحلها.. وانطلاقاً من الدور المهم الذي أُنيط بها لمواكبة هذه العملية وتنفيذه على الوجه الأكمل الصحيح، ومع اقتراب موعد بدء الدعاية الانتخابية لمرشحي الانتخابات الرئاسية والمحلية 2006م.تلتقي الأستاذ/ سبأ حسين الإرياني مدير عام الشؤون القانونية والإفتاء باللجنة العليا للانتخابات لتستشف منه بعض القضايا والأمور ذات الصلة بتنظيم وضوابط الدعاية الانتخابية.. وفيما يلي نص اللقاء :[c1]* ما هي الضوابط القانونية التي تحكمُ سير عملية الدعاية الانتخابية؟[/c]- الدعاية الانتخابية محكومة بالعديد من الضوابط ويأتي في مقدمتها ضرورة الالتزام بالمواعيد الزمنية وفق البرنامج الزمني المُقر من اللجنة العليا للانتخابات إضافة إلى أنّ القانون والأدلة قد حددت وبشكل واضح ما هو المسموح به في إجراء عملية الدعاية الانتخابية وما هو المحصور.[c1]وسائل الدعاية الانتخابية* ما هي الوسائل التي يستطيع المرشح استخدامها للدعاية الانتخابية وما هي الوسائل الممنوعة.[/c]- تعتبر الدعاية الانتخابية بحد ذاتها أحد أهم فعاليات العملية الانتخابية إذ أنّ المرشح لابد له قبل خوض الانتخابات أن يعرف جمهور الناخبين بنفسه وببرنامجه الانتخابي ونظراً لحساسية هذه العملية من حيث أنّ المرشح قد يتعرض للإساءة أو التجريح أو التشهير لأحزاب أخرى أو مرشحين آخرين منافسين له لذلك فقد حرص المشرّع أن يضع ضوابط صارمة لممارسة الدعاية الانتخابية، ومن ذلك تحديد الوسائل المسموح بها للتعريف بنفسه وعرض برنامجه الانتخابي حيث يستطيع المرشح وضع ملصقات الدعاية الخاصة به في الأماكن المحددة لذلك من قبل اللجنة الأصلية في الدائرة المرشح بها ولا يجوز أن يضع أية ملصقات أو غيرها من وسائل الدعاية خارج تلك الأماكن كما كفل القانون للمرشح الحق في أن يقيم لقاءات انتخابية مع جمهور الناخبين في دائرته بغرض التعريف بنفسه وببرنامجه الانتخابي، كما كفل القانون أيضاً للمرشح أن يعقد اجتماعات في إطار مقر حزبه، وكذلك أيضاً حقه في نشر برنامجه الانتخابي في صحف الحزب الذي ينتمي إليه، ومن الوسائل المهمة أيضاً التي كفلها القانون للمرشح هي نشر برنامجه الانتخابي عبر وسائل الإعلام الرسمية وبصورةٍ متساوية مع بقية المرشحين الآخرين.كانت تلك أهم وسائل الدعاية الانتخابية المسموح بها للمرشح وقد حرص القانون وكذلك اللوائح المنفذة له على تنظيمها بصورة دقيقة وواضحة بغرض أن تسير هذه العملية بصورة حضارية وراقية نظراً لما ينتج عن عدم التقيد بهذه الضوابط من مشاكل ومهاترات بين المرشحين بالإضافة إلى ما قد يتسببه عدم التقيد بأماكن وضع وسائل الدعاية في الأماكن المحدودة لها من تشويه للمدن والقرى أثناء وبعد الانتخابات.[c1]* ممارسة الدعاية لنفسه وعدم التعرض لمنافسيه؟[/c]- هذا سؤالُ مهمُ جداً وأعتقد أنّه بسبب حساسية هذا الموضوع ونظراً لصعوبة التعريف بين حق المرشح في عرض برنامجه الانتخابي وحظر التعرض للمرشحين الآخرين بأية إساءة فقد حرص المشرّع على وضع ضوابط صارمة ودقيقة تنظم عملية الدعاية الانتخابية،، فكما هو معلوم أنّ عملية الدعاية الانتخابية تسبق اليوم المحدد للاقتراع وهذه المرحلة تتسم بشدة التنافس وغالباً تكون العَلاقات بين المرشحين متوترة لذلك فأنّه من المهم التقيد بتلك الضوابط ومن ذلك عدم جواز أن يمارس المرشح أو أنصاره أي ضغط أو تخويف أو إكراه أو وعد بالمغريات أو تخوين ضد الناخب ليحمله على الاقتراع على نحوٍ معين، وكذلك أيضاً عدم جواز تناول المرشحين أو الأحزاب المنافسة أو التعرض لها بالتجريح أو التشهير خلال هذه العملية، حيث يجب أن يقتصر حق المرشح أثناء مرحلة الدعاية على عرض وشرح برنامجه الانتخابي والتعريف بنفسه لجمهور الناخبين وكذلك توضيح أهمية المواضيع التي تناولها برنامجه الانتخابي، وهنا يبرز ضابط قانوني مهم جداً ينظم إعداد البرامج الانتخابية ويتمثل ذلك بعدم جواز التدليس على الناخبين أو خداعهم وهذه الأساليب يحرمها القانون.[c1]مرشح الرئاسة يمارس حقه من الدعاية في جميع الدوائر* هل هذه الوسائل والضوابط التي أشرت إليها تنطبق على مرشحي الانتخابات الرئاسية والمحلية على حدٍ سواء؟[/c]- إنّ أغلب الضوابط التي أشرنا إلهيا سابقاً تنطبق على المرشحين للانتخابات الرئاسية والمحلية، إلا أنّه فيما يتعلق بمرشحي الانتخابات المحلية ينحصر ترشيحه في إطار الدائرة الانتخابية المرشح فيها لذلك فأنّه يجب أن يمارس دعايته في إطار دائرته الانتخابية أما المرشح للانتخابات الرئاسية فأنّه يستطيع أن يمارس حقه في الدعاية الانتخابية في جميع الدوائر الانتخابية في الجمهورية، وذلك وفق الضوابط القانونية، كما أنّ القانون أيضاً أتاح فرصة في الأسبوع الأخير من المدة المحددة للدعاية للمرشحين للانتخابات الرئاسية تتمثل في إمكانية تنظيم مناظرة فيما بينهم ويتم بث هذه المناظرة عبر وسائل الإعلام الرسمية.[c1]أماكن خاصة لإعلانات وملصقات الدعاية* يلاحظ أثناء مدة الدعاية الانتخابية أنّ المرشحين يقومون بنشر ملصقات ومواد الدعاية الانتخابية الخاصة بهم في الشوارع وكذلك في المدارس والمرافق العامة مما يشوّه المظهر الجمالي للمدن وتلك المرافق فلماذا لا يتم وضع ضوابط تمنع ذلك؟[/c]- كما أسلفت أنّ القانون قد حدد الأماكن التي يجوز للمرشح أن يمارس فيها دعايته الانتخابية ويضع فيها ملصقات ومواد الدعاية الخاصة به وهذه الأماكن تنحصر في المربعات التي تحددها اللجان الأصلية ولا يجوز بأي شكل من الأشكال وضع أية ملصقات أو مواد دعائية أخرى خارج تلك الأماكن وأية مخالفة لذلك تعرّض صاحبها للمساءلة القانونية والعقوبة التي قدرها القانون وهي مع عدم الإخلال بأية عقوبة أشد يُعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن ستة أشهر ويجب على أجهزة السلطة المحلية وأقسام الشرطة وكذلك النيابة العامة التعاون في تنفيذ هذه الضوابط وضبط المخالفات المتعلقة بالدعاية الانتخابية.أما فيما يعلق بالملصقات والمواد الدعائية الأخرى التي يتم وضعها على جدران بعض المدارس أثناء عقد المهرجانات الانتخابية المصرح لها من اللجان الأصلية فالقانون قد أوجب على المرشح أن يسدد مبلغ خمسة آلاف ريال لصالح المجلس المحلي أن تتعاون في إزالة تلك الملصقات فور انتهاء الانتخابات وفق القانون.[c1]ثوابت ومبادئ عامة* أشرتم في إجابتكم السابقة إلى عددٍ من الضوابط القانونية التي يجب التقيد بها أثناء مدة الدعاية ونود أن توضح المبادئ العامة التي يجب التقيد والالتزام بها في الدعاية الانتخابية؟ [/c]- هذا سؤال مهم فالمشرّع قد حرص على أين يكون هناك ثوابت ومبادئ عامة يتقيد بها جميع المرشحين وأنصارهم وجميع الناخبين أثناء ممارسة الدعاية وأهم هذه المبادئ هي الالتزام بالإسلام عقيدة وشريعة والتقيد بشعائره وقيمه، ولذلك الالتزام بمبادئ وأهداف الثورة اليمنية وأيضاً الالتزام بالدستور والقانون واللوائح القانونية والأنظمة والقرارات والتعليمات الصادرة عن اللجنة العليا وأن تتضمن الدعاية الانتخابية بأي حالٍ من الأحوال ما يمس الوحدة الوطنية أو يؤدي إلى بذر الشقاق أو الخلاف في صفوف الناخبين بما في ذلك عدم ممارسة أي شكل من أشكال الضغط أو التخويف أو التخوين أو التكفير أو التلويح بالمغريات أو الوعود بمكاسب مادية أو معنوية خاصة أو عامة تجاه أي ناخب واحترام حق كل مرشح في التعبير عن نفسه.إنّ الانتخابات الرئاسية والمحلية الحالية تعتبر من أهم وأكبر العمليات الانتخابية التي تجرى في اليمن وهذه الانتخابات قد حرصت اللجنة العليا على الإعداد والتحضير الجيد لها وهذه الانتخابات تأتي بعد أن أُجريت في بلادنا أكثر من عملية انتخابية ولا شك أنّ المواطنين جميعاً قد اكتسبوا أكثر من الوعي والثقافة التي نعتقد ونطمح أن تجعل من هذه الانتخابات نموذجاً رائعاً يحتذى به في المنطقة بل ودول العالم الثالث وأتمنى من جميع أطراف العملية الانتخابية الالتزام بالقانون واللوائح المنفذة له أثناء مدة الدعاية والاقتراع والفرز والاحتكام دائماً إلى القانون.