السنيورة أعلن الحداد الوطني على أرواح عيد والضحايا الآخرين
بيروت/14 أكتوبر/ يارا بيومي: توعد اللواء أشرف ريفي مدير عام قوى الأمن الداخلي في لبنان أمس السبت بمواجهة من «يرهب بجرائمه الوطن» أثناء حفل تأبين لضابط الاستخبارات الذي قتل في هجوم بسيارة ملغومة قبل يوم. وكان النقيب وسام عيد الذي جرت ترقيته بعد مقتله إلى رتبة رائد قتل مع أحد الحراس عندما انفجرت سيارة ملغومة في ضاحية تقطنها غالبية مسيحية في بيروت أمس الأول الجمعة. وساعد عيد في التحقيقات في الاغتيالات التي وقعت في لبنان. وذكرت الشرطة اللبنانية أمس السبت إن عدد القتلى في الهجوم ارتفع إلى خمسة بدلا من أربعة وعدد المصابين بلغ 42 مصابا. واغتيال عيد (31 عاما) هو الأحدث في موجة من التفجيرات وجرائم القتل السياسي التي هزت لبنان خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة. وأثارت الاضطرابات الناجمة عن هذه الاغتيالات أسوأ أزمة سياسية في لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.وقال ريفي أثناء حفل التأبين في مقر قوى الأمن الداخلي في بيروت «لقد ظن هؤلاء أنهم بإجرامهم هذا يمكن أن ينالوا من عزيمتنا وإرادتنا. إنهم واهمون.»، وتابع «إننا اليوم نودعكما ونعاهدكما (عيد والحارس) أن تستمر قوى الأمن الداخلي في مواجهة من اختار أن يرهب بجرائمه الوطن.» وعمل عيد مع فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها مقربة من زعيم الائتلاف الحاكم سعد الحريري. وكان عيد مهندس اتصالات أشارت مصادر أمنية إلى أنه كان مسئولا عن تتبع اتصالات جرت بالهاتف المحمول بين المهاجمين في عمليات إغتيال سابقة وخلايا متشددين إسلاميين. وشاركت وحدة استخبارات الشرطة عن كثب في التحقيقات بقيادة الأمم المتحدة في اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق في انفجار سيارة ملغومة عام 2005 وفي حملة أمنية ضد مسلحين يستلهمون تنظيم نهج القاعدة. وأعلن رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس السبت يوم حداد وطنيا على أرواح عيد والضحايا الآخرين. واستقبل آلاف المشيعيين وبعضهم يلوح بأعلام لبنان وأعلام سوداء اللون القافلة التي تحمل نعش عيد وهي تشق طريقها ببطء من طرابلس إلى بلدة دير عمار مسقط رأس عيد بإطلاق أعيرة نارية في الهواء. وهتف المشيعون أثناء نقل نعش عيد إلى مبنى البلدية الرئيسي في دير عمار حيث سيدفن في وقت لاحق. وبكى مشيعون آخرون أثناء تلاوة آيات من القران الكريم عبر مكبرات الصوت. وقالت والدة عيد التي اكتفت بذكر اسمها كأم عيد في منزلها في دير عمار «هذه هي ثالث مرة يحاولون فيها قتله. كان حنونا للغاية وكان يشغل مركزا مهما. بالنسبة لي سيظل طفلا دائما.» وفي مدينة طرابلس الشمالية تجمعت حشود من المشيعين في ساحة مسجد لأداء صلاة الجنازة على روح عيد الذي تعرض لمحاولات اغتيال من قبل والحارس. وفي وقت سابق أمس في مقر الشرطة في ضاحية الأشرفية المسيحية جرت تغطية نعشي عيد والحارس بعلم لبنان. وكان فرانسوا الحاج قائد عمليات الجيش قتل في شرق بيروت في انفجار سيارة ملغومة الشهر الماضي. ووقع أكثر من 30 تفجيرا في لبنان خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة. ويأتي اغتيال عيد في وقت يواجه فيه لبنان أزمة سياسية مستمرة منذ فترة طويلة بين الائتلاف الحاكم المدعوم من الغرب والمعارضة التي يقودها حزب الله. وأصابت هذه الأزمة الحكومة اللبنانية ومؤسساتها بالشلل لأكثر من عام وتركت لبنان دون رئيس لأول مرة منذ الحرب الأهلية بعد انتهاء فترة ولاية الرئيس اللبناني إميل لحود.