إعداد/ وهيبة العريقي لحصول الأم على ما يلزمها من خدمات ومساعدات أثناء الحمل لا بد لها من مراجعة باكرة للمرفق الصحي، ففيها ما يهون على الحامل الكثير من المتاعب.وكلما كانت المراجعة باكرة أول الحمل، كان هذا الافضل والأسلم لها ولجنينها لإتاحته الكشف عن أي مشكلة صغيرة أو كبيرة تعترض الحمل أو الولادة قد تحتمل التأجيل وعلى رأسها المخاطر المرافقة للحمل قبل أن تستفحل ويصعب علاجها حتى لا تشكل - لا حقا - أي تهديد، بمعنى أنها تكفل وتتيح التدخل المناسب في الوقت المناسب وبشكل ناجح.كما أنها - إذا ما تكررت - تساعد على تحديد المكان الملائم للولادة بحسب ما تقتضيه الحاجة وظروف الحمل، وتهيىء الحامل نفسياً وتؤمن ما يخفف عنها وطأة الحمل ومتاعبه، من خلال تزويدها بالإرشادات العملية والنصائح الغذائية ومدها بخدمة المشورة وما إلى ذلك من فوائد إيجابية للأم وجنينها. فكل ما عليها، زيارة المرفق الصحي المؤمن لهذه الخدمات وإتباع ما يملى عليها من نصائح وإرشادات من قبل مقدم أو مقدمة الخدمة “الطبيب أو الطبيبة”.* لا بد من تواصل زيارات الحامل للمرفق الصحي المقدم لخدمات الأمومة، وإن بدا الحمل عادياً لا مشكلة فيه، لأن عيادات رعاية الحوامل ما وجدت إلا لخدمة الأم وحملها.ففي الزيارة الأولى للحامل وموعدها حال اكتشاف الحمل - أي بداية الحمل - يلزمها تقديم معلومات وافية لمقدم خدمة الرعاية الصحية حول التاريخ المرضي لعائلتها وحول وضعها الصحي العام وعدد مرات أحمالها السابقة، يلي ذلك قياس وزن الحامل وطولها ومستوى ضغط الدم لديها، ثم يطلب منها إجراء عدد من الفحوص المخبرية اللازمة، كفحص خضاب الدم “الهيموجلويين” للكشف عن فقر الدم، والفحص العام للبول وسكر والدم وداء القطط وفحص زمرة فصيلة الدم “RH”.وتقوم الطبيبة المقدمة لخدمة رعاية الحوامل هنا بوصف حبوب الحديد مع “الفوليك أسيد” والكالسيوم للوقاية من فقر الدم، لمن يعانين هذه المشكلة أو المعرضات لها.وقبل انتهاء كل زيارة تحدد بدورها موعدا للزيارة القادمة.ولن يكون خلال الزيارة الاكتفاء بما ذكرته فحسب، فهناك المشورة والتثقيف الصحي وتقييم الحالة الصحية للأم، مع تقييم وضع الحمل ما إذا كان عادياً أو فيه مشكلة، وتقديم التدابير العلاجية المناسبة.* يفضل أن تنظم الأم زياراتها للمرفق الصحي وتكون في البداية بمعدل زيارة واحدة في الشهر خلال الأشهر الأولى للحمل، حتى إذا بدأ حملها طبيعياً لا مشكلة فيه.ومع نهاية الأسبوع الثامن والعشرين “الشهر السابع” يتعين عليها الإكثار من الزيارات، بمعدل زيارة واحدة كل أسبوعين، ثم بدخول الحمل شهره التاسع تكون الزيارات أسبوعية إلى أن يحين موعد الولادة.إلى ذلك يمكن تقريب مواعيد الزيارات - عملاً بتوصيات الطبيب أو الطبيبة وتبعاً للحالة الصحية للحامل - لتتاح للحمل مراقبة أفضل، وكذا لسؤال الحامل عن أي طارئ أو شكوى.وخلال كل زيارة في هذه المرحلة تقوم مقدمة الخدمة بمتابعة حالة الأم الحامل، هذا إلى جانب قياس وزن الحمل وقياس ضغط دمها، وفائدة هذا القياس أنه يتيح الاكتشاف المبكر لارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل.* كل الفحوصات التي تطلب من الحامل - كثرت أو قلت - هي في صالحها ولصالح حملها، ومن جملة الفحوصات المخبرية المطلوبة أثناء الحمل، فحص فصيلة الدم وعامل “رسيس” حتى لا يشكل وجود خطراً على حياة الأجنة والمواليد، وسببه واقع الأمر أن الزمرة “RH” سالبة في فصيلة دم الزوجة، يقابلها زمرة موجبة لفصيلة دم الزوج، وهو فحص ضروري جداً يكفل التدخل المناسب في الوقت المناسب والحد من وفيات المواليد.وهناك فحص البول العام للكشف عن وجود زلال البول والبروتين، أو التهابات المسالك البولية أو سكر البول.وبالتالي لا بد من عمل مزرعة للبول عند ظهور الالتهابات بناء على نتيجة فحص البول العام، وذلك لتحديد نوع الجراثيم المسببة للالتهاب وما يلاءم لعلاج هذا الالتهاب من مضادات حيوية آمنة.ومن الفحوصات الأخرى، قياس سكر الدم - إذا لزم الأمر - أو إذا تبين وجوده في البول مسلفاً من خلال الفحص العام للبول. حيث يجري للحامل على الريق وهي صائمة.ويتعين إذا كان الحمل عنقودياً التصوير بالأشعة التلفزيونية، وهو أيضاً مفيد في فترة متقدمة من الحمل للاطمئنان على صحة ووضع الجنين.كما أن هناك فحوصات مخبرية إضافية يحددها الطبيب المختص أو الطبيبة لدى الشك في وجود حمل عنقودي أو لزيادة “السائل الأمنيوسي” حول الجنين .. الخ.وتقوم مقدمة الخدمة - عموماً - خلال زيارات متابعة الحمل بسماع دقات قلب الجنين، وقياس ارتفاع الرحم عن ا لحوض عبر الأشعة التلفزيونية، وفحص القدمين لاكتشاف تورم القدمين ودوالي الساقين “انتفاخ وتوسع الأوردة”.* لعل ما يستدعي اهتماماً أكبر ويفرض بالضرورة مراجعة المرأة الحامل للمرفق الصحي بشكل أكثر - على غير العادة - لما تتطلبه من مراقبة للحمل عن كثب على فترات قصيرة، ومشورة وإرشادات صحية من نوع معين .. وجود أي من هذه الحالات: - الحمل المبكر في سن أقل من عشرين عاماً - الحمل بعد سن الخامسة والثلاثين.- وجود مرض مزمن مع الحمل مثل “ارتفاع ضغط الدم، السكر، فقر الدم، الصرع، أمراض القلب، أمراض الكلى” أو أية أمراض مزمنة أخرى.- انسمام الحمل “ارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل” .- ولادة طفل ميت في السابق.- ولادة سابقة بعملية قيصرية. - الإجهاض المتكرر لأكثر من مرة. - حمل التواءم.- إنجاب أطفال دون الوزن الطبيعي، أي أقل من “2.5 كيلو جرام” أو ذوي أحجام كبيرة “أكثر من 4كيلو جرامات.- عندما تكون الولادات السابقة أكثر من أربع ولادات.- إصابة الحامل بنزيف أثناءحمل سابق أو بعد ولادة سابقة.- الإحساس بوضعية غير طبيعية للحمل أو الجنين - الولادة المبكرة قبل اكتمال مدة الحمل.* انتقل بالحديث إلى مسألة تحصين الحامل ضد مرض الكزاز. إذ لابد من أن تحرض الأم على هذه المسألة كحرصها على حملها، وأن تحصل على كامل الجرعات “خمس جرعات” في مواعيدها المقررة، بما يؤمن لها الوقاية من داء الكزاز مدى الحياة إذ لا تعطي جميع هذه الجرعات وهي حامل، وإنما جرعة واحدة أو جرعتين كحدٍ أقصى تعطاها خلال الحمل لحمايتها تماماً من الكزاز، ولحماية وليدها منه بصفة مؤقتة، من لحظة وحتى بلوغة من العمر شهرين كاملين.وعليها الوثوق بهذا اللقاح وفاعليته، فليس له مضاعفات أو آثار جانبية.وتتوزع مواعيد هذه الجرعات كالتالي:الجرعة الأولى: للفتاة في سن الإنجاب وبالإمكان إعطاؤها للمرأة الحامل أو غير الحامل كجرعة أولى.الجرعة الثانية: يتم تلقيها بعد شهر من الجرعة الأولى، وتعطي حماية من المرض لمدة ثلاث سنوات.الجرعة الثالثة: بعد سنة من تلقي الجرعة الثالثة “أو خلال الحمل المتعاقب” متيحة حماية تصل إلى عشر سنوات.الجرعة الخامسة: بعد سنة من تلقي الجرعة الرابعة أو خلال الحمل المتعاقب، وتعطى حماية دائمة ومستمرة، مدى الحياة.* وقطعاً ليس في صالح الأمهات عدم معرفة العلامات المنذرة بالخطر أثناء الحمل التي تستوجب نقلها فوراً إلى المرفق الصحي. حيث تفيد الإحصاءات بأن معدل وفيات الأمهات الناجمة عن مخاطر مضاعفات الحمل والولادة في بلادنا تصل إلى “365” حالة ولادة حية مشكلة بذلك نسبة “%42” من أسباب وفيات الأمهات في سن الإنجاب وهذه العلامات هي:- نزول دم مهبلي ولو بسيط خلال الحمل مؤلم أو غير مؤلم، مهما كانت كميته.- تقيؤ مستمر وشديد. - ألم شديد في البطن. - صداع شديد.- زغللة النظر، وطنين في الأذن. -حدوث تشنجات. - تورم القدمين واليدين والوجه.- حدوث إفرازات مهبلية غزيرة ذات لون غير طبيعي ورائحة كريهة أو وجود حكة.- انعدام الإحساس بحركة الجنين خلال الحمل، بدءاً من الشهر الخامس.وختاماً .. الرعاية الصحية خاصة في مرحلة حرجة كالحمل - في أشهره المختلفة - يضمن بقاء الولادة حدثاً مبهجاً .. لا محزناً ويسهم في خفض وفيات الأمهات والمواليد وتحقيق العدالة الاجتماعية ونيل الأمهات في هذا الإطار حقوقهن المشروعة.
زيارات متابعة الحمل .. ضمان لصحة الأمهات والمواليد
أخبار متعلقة