محمد نعمان الشرجبييا من علمتني البكاء على فقد الاحبة، وساعة الفاجعة علمت أن لي قلباً يتوجع، ولمزن عيني سيول الأمطار، وماء الظمأ.شكيب!مالي أرى الحياة ثقيلة مذ رحلت والشوارع خالية والأصحاب بلا ملامح، وأي نفع ما يقول الشعراء من شعر؟ وما يخطه الكتاب عن طرب القصب؟ أي نفع؟ بعدك لا أحد.(ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم) "سورة الصف ـ الآية 12"متثاقلاً يمشي الحمام على سطوح الذكريات قاطعاً صوتي عند منتصف البكاء.. وما بكائي عليه بالقليل!! بكيت دماً يوم النوى فمسحته بكفي فاحمرت بناني من دميلك دمع الارتحال يفترش حنين الندى، يذرع السكون، يسامر عذابات ليالي الاكتئاب، وخطى الدقائق الصعاب، مشبوحة الأعصاب.. و يازهرة البحر هل للبحر أزهار وهل لغرس الهوى بالشط آثارشكيب..يا زهرة وسنبلة، ومطراً يخضر العشب، رقة، لطفاً متناهياً، عاطفة صادقة، وتسام نبيل، شخصية أنيقة الكلام، جميلة الحوار والأخذ والرد، التذكير باحداث مضت، ايام تقضت، ذكريات وقعت، قصص سردت، وعلي قصصت أمراً عجيباً يوم أن تكدر صفو عمري.. هذا العجيب، لم يعد في الحافظة منه سوى:شغف الملك المهووس بالاحتلام والذي يرحب بمن يرتاد ديوانه الملكي يومياً من الصباح إلى المغيب، ومن قص عليه حلماً اعجبه حظي بالمال واصبح من أهل المشورة، أما الآخر فيحرم من النوم إلى أن يصاب بالجنون والهذيان بعيداً عن بلاطة في جبل (قاف).وفهمت يا نور الخاطر من سياق القصة، وحديثك عن الجوهرة، الياقوته الملتهبة والصلبة، أن الجوهرة التي أرتكزت عليها الحكاية، وكان تحليلاً مجزوءاً مني ابتسمت له يا مفتوناً بالفن، أنها جوهرة الحلم التي تولد من الألم والقهر، ومن حرارتها وقوتها وروعتها المستمدة من الشمس تنتصب الحرية والعدل.هكذا كنت يا مسكوناً بهاجس الفن، الحقيقة والقيمة عندك موصولة بالحلم، وحقاً شكيب ما من (حكاية إلا ولها شيء في أصل الدنيا).شكيب أنا الشقي الذي يشقى، ونار الفقد عندي كما وصفها أغزل الشعراء، العباس بن الأحنف (كأنما هي نار أطعمت سعفاً).أنا الذي شرب الدمع وعاف القدحا و..مازلت بعدكم اهذي بذكركم كأن ذكركم بالقلب قد رصفاشكيب،لأنت الغائب أكثر المشاركين في قراءة كتابتي هذه عنك..يا نجماً زاهراً، سلاميا زهرة وسنبلة سلامسلام عليك معهم سلام(سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ـ الزمر، 73)
|
ثقافة
لك دمع الارتحال يفترش حنين الندى
أخبار متعلقة