تصنع ذاتها وتشارك أخاها الرجل في العمل
كتب / فيصل الأسود:سيدة الغانمي ، كرامة وسابرة العكيمي ، فاطمة الفقيه ، شخصيات نسائية من محافظة الجوف مثلن أنموذجا رائعا للمرأة اليمنية بالرغم من أنهن من محافظة بعيدة واقل تحضرا بالنسبة لبعض المحافظات الأخرى كالعاصمة وعدن وتعز .. بل ومازلت تنتشر فيها قيم القبيلة وعاداتها وتقاليدها ، ولكن هؤلاء النسوة اللائي اقتربن من صفة المشايخ في محيطهن وعكسن صورة مغايرة عما يمكن أن يتبادر إلى الأذهان عن المرأة في محافظة تلتزم أكثر بالعرف والتقاليد ، بل والغريب أنهن جعلن مكانة المرأة جزءا من هذه الأعراف والتقاليد التي تجرم من يتعدى عليها .. سيدة الغانمي رئيسة اتحاد نساء اليمن في محافظة الجوف قامت بنقل الصورة وتحدثت عن صفات المرأة في المحافظة وأهم العادات والتقاليد التي تمارسها المرأة التي بدلت النظرة القاصرة تجاه المرأة التي كانت تجعل منها ذلك الكيان الضعيف الذي لا يحق له التصرف خارج إطار الرجل والبيت .[c1]المرأة الجوفية تتصف بصفات الرجال [/c]بلغة سهلة وبواقع الحال تحدثت سيدة محسن الغانمي عن أهم العادات والتقاليد المشتركة بين المرأة والرجل في الجوف قائلة : تتصف المرأة بعادات الرجولة مثل الشهامة والكرم والمروءة والشجاعة وإكرام الضيف وإغاثة الملهوف وتمارس الأعمال مثل الزراعة والرعي والصيد وممارسة الأعمال اليومية وقيادة السيارات عدا ظاهرة حمل السلاح التي تميز الرجل عن المرأة .واستطردت قائلة : إلا أنها تحمل السلاح في حال الضرورة وتقوم بإغاثة الملهوف وإسعاف الجرحى في حالة انعدام الرجال في المنطقة ، وأيضاً عند دخول القاتل إلى البيت أو المضطر ولم يجد أحداً إلا المرأة فإنها تقوم بحمايته وإكرامه وتمنع الناس عن ملاحقته حتى لو علم الناس أنه ليس في البيت إلا هذه المرأة. وتواصل حديثها : إن المرأة في الجوف إذا أحبت رجلاً ولم يرض والداها لجأت إلى أحد المشايخ لكي يقوم بتزويجها من هذا الرجل و هذه الحالات نادرة وفي بعض القبائل تكون المرأة مؤثرة في قرارالقبيلة ويكون لها كلمة أكثر من رجال القبيلة.وأوضحت : إذا اخترقت هذه العادات أصبحت جرماً في حق القبيلة وأصبح وصمة عار حتى تقوم بالتحكيم وحل المشكلة ، ولفتت إلى أنه إذا أتى ضيوف ولم يجدوا أحداً من الأسرة من الرجال فالمرأة تنوب عن الرجل وتقوم بآداب الضيافة .[c1]لباس المرأة في الجوف [/c] وتكمل سيدة الغانمي : تختلف ألبسة النساء من مكان إلى مكان آخر فهناك أماكن في المحافظة تسمى الحضر (القرار) وهم الناس الذين يعيشون في أماكنهم ولا يتنقلون إلى أماكن أخرى ولديهم مصالح أخرى مثل التجارة .في هذه المناطق ( الحضر) تكون المرأة مغطاة الوجه ولا يظهر منها أي شيء وهي من عادات القبائل القديمة ، وأما في أماكن أخرى فتلبس المرأة البرقع واللثام ولا تكون مغطاة الوجه.وتقول : من العادات القديمة تكون المرأة البدوية موشومة ( الوشم) في الجبهة والدقن بحيث يظهر وجه المرأة تماماً.[c1]نساء يصنعن ذواتهن بأنفسهن [/c]إن هؤلاء النساء يقمن بأعمال مثل الرجال وأفضل منهم في هذه المواقف ويحللن المشاكل ويكرمن الضيف وينصرن المظلوم ويقمن بالدفاع عن المظلومين ، وأيضاَ يقمن بحل القضايا من ذات أنفسهن .. إنهن نساء يصنعن ذواتهن بأنفسهن .