خليج عدن / فنار أحمد :أصبحت القرصنة البحرية من المخاطر التي تهدد النقل البحري في العالم وسلامة العاملين فيه وتكبد هذه الصناعة الملايين سنويا , ما دعا الدول والمنظمات العالمية إلى إعلان الحرب على القراصنة مؤخرا بعد ازدياد هجمات القرصنة في العالم وخصوصا في خليج عدن الذي يعتبر ممرا دوليا رئيسيا بين الشرق والغرب.ويقوم قراصنة الصومال بشن هجمات تكاد تكون شبه يومية على السفن المارة في خليج عدن والتي إزدادت بعد بدء دوريات الحماية البحرية الدولية في الخليج في اكتوبر الماضي ما يعتبر تحديا وإصرارا واضحا من قراصنة الصومال على استمرار الهجمات. يستخدم القراصنة تقنيات حديثة وأفرادا مدربين للهجوم على السفن والصعود عليها أثناء إبحارها مستخدمين قوارب سريعة وأسلحة خفيفة وثقيلة في بعض الأحيان ليلا أو في وضح النهار ,وبمجرد الصعود على السفينة التي عادة ما يكون طاقمها مجردا من السلاح يقوم القراصنة بالاستيلاء عليها واحتجاز طاقمها والتوجه بها إلى جهات غير معلومة بعد فصل الأجهزة التي تعرف السفينة مما يصعب عملية تعقبها... وفي أغلب الحالات يكون مصير الطواقم مجهولا.. وهناك جماعات منظمة تقوم بإعادة تشغيل هذه السفن بعد تغيير معالمها واسمها مستخدمين شهادات تسجيل مؤقتة أو مزيفة لتشغيلها لبعض الوقت أو التخلص منها عندما تكون البضائع التي عليها غنيمة كافية.
صورة التقطتها القوات الامريكية اثناء هجوم اكثوبر الماضي
دوريات الحماية الدولية في خليج عدن نجحت مؤخرا في إحباط بعض الهجمات واستعادة سفن مع طواقمها سالمين مما يشكل هزيمة لقراصنة الصومال ولكن لم يتم القضاء على القرصنة في خليج عدن بعد .. وبحسب تقرير مركز مراقبة القرصنة في كوالا لمبور IMB - PIRACY REPORTING CENTER كان أحدث وأكبر هجوم هو الهجوم على الناقلة التابعة لشركة ارامكو سعودية- سيروس ستار التي كانت محملة بما قيمته 100 مليون دولار من النفط وعلى متنها 25 بحاراً من جنسيات مختلفة (سعودية-بريطانية-بولندية-كرواتية -فلبينية) اختطفت على بعد 450 ميلاً من مومباسا - كينيا بتاريخ 15 نوفمبر 2008 .. ما يعتبر تطورا جديدا في عمليات القرصنة الصومالية حيث أنها الأكبر حتى الآن واختطفت من مسافة بعيدة من الساحل الصومالي .والتي تم الإعلان أمس الثلاثاء 18 نوفمبر بأنها تقف قبالة الساحل الصومالي حاليا ولاتزال تحت سيطرة القراصنة. وبحسب تقرير المركز حتى الآن في خليج عدن فقط خلال العام 2008 قام قراصنة الصومال بشن 36 هجوماً ناجحاً (إختطاف) من أصل 92 هجوماً .وفي أحدث هجوم في مياه القرن الإفريقي الخطرة اختطفت أمس الثلاثاء سفينة شحن من هونج كونج محملة بالقمح متجهة لإيران من قبل قراصنة صوماليين في خليج عدن.وقال مسؤول في مركز تنسيق الإنقاذ البحري في هونج كونج في اتصال تليفوني إن السفينة ديلايت التي تقل طاقما مؤلفا من 25 شخصا خطفت حوالي الساعة 0600 بتوقيت جرينتش قبالة ساحل اليمن وهي تبحر الآن في اتجاه الصومال.
ناقلة النفط السعودية المخطوفة سيريوس ستار
وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه لأنه غير مخول بالتحدث لوسائل الإعلام “نعرف أن السفينة في طريقها إلى مكان ما في الصومال.”وتابع قائلا “نجري اتصالا مع ضابط شركة الأمن الذي يتصل بالسفينة” لكنه أضاف أنه لم يعرف شيئا عن أي فدية أو أي مطالب أخرى.وفي البحرين قالت متحدثة باسم البحرية الأمريكية إن السفينة المسجلة في هونج كونج تخص خطوط الملاحة البحرية الإيرانية.وجاء الهجوم بعد أن خطف قراصنة صوماليون ناقلة نفط عملاقة محملة بشحنة قيمتها مئة مليون دولار من المحيط الهندي في مطلع الأسبوع مستهزئين بمسعى لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي للتعامل مع مشكلات القرصنة في واحد من أكثر طرق الملاحة البحرية نشاطا.وتركت الحرب المستمرة في الصومال منذ ما يقرب من 20 عاما البلاد غارقة بالأسلحة وبدون سلطة مركزية قوية قادرة على فرض القانون.ويسحب قراصنة مدججون بالسلاح السفن المستهدفة عادة من أي من جانبيها بزوارق سريعة ويطلقون النار أو قذائف صاروخية اذا حاول قبطان السفينة الفرار ويستخدمون سفنا أكبر لزيادة قدرتهم على الوصول لمياه أبعد.وفي معظم الحالات يتفاوض ملاك السفن على دفع فدى للإفراج عن السفن وأفراد الطاقم دون أن يمسهم أذى. ولكن تزايد المخاطر يعني ارتفاع أقساط التأمين بمعدل كبير.
قذيفة ار بي جي على احدى السفن
وتسلك بعض الناقلات في الوقت الحالي الطريق الطويل حول جنوب أفريقيا بدلا من قناة السويس ما زاد من أسعار السلع في وقت يسود فيه الغموض على المستوى العالمي.والسفينة ديلايت هي ثالث سفينة شحن ترفع علم هونج كونج يتم خطفها في المنطقة في فصل الخريف الحالي.وقال المسؤول في مركز الانقاذ البحري “لدينا الآن سفينتان ترفعان علم هونج يحتجزهما قراصنة صوماليون وتم الإفراج عن سفينة واحدة.”وأفراد الطاقم على السفينة ديلايت من إيران وباكستان والهند والفلبين وجويانا. وكانت السفينة تحمل 36 ألف طن من القمح الى ميناء بندر عباس في إيران.وكانت السفينتان الأخريان اللتان يحتجزهما القراصنة مستأجرتين لمجموعة شتولت نييلسن لناقلات الكيماويات. وخطفت السفينة شتولت سترينث هذا الشهر بعد أيام قليلة من الإفراج عن السفينة شتولت فالو التي خطفت في سبتمبر.