قصة مسلسلة..
[c1] الحلقة الثانية[/c]- قال علي :- أرى أن نهرب : أنا وأنت والبقرة ، ونبحث عن مكان آمن نعيش فيه بسلام .-وبغتة .. سمع علي وعلياء البقرة تقول لهما :- لا يا صديقي ليس هذا حلاً .. عليكما بالصبر ، وأنا أساعدكما .دهشا إذ سمعا البقرة تتكلم ! .وزادت دهشتهما حين أضافت :- لقد سمعت ، وشاهدت كل شيء ، ليس عليكما إلاّ كتمان السر .وتذكر علي وعلياء الحلم القديم ، والشيخ ذا اللحية البيضاء والبقرة الصفراء ، ووصيتها بكتمان السر ، فهذه البقرة الصفراء إذاً هي بقرة الحلم البعيدة .ومنذ ذلك اليوم ، أخذت البقرة تساعد علياً وعلياء على أعمال البيت ، تنفخ بأنفاسها فيصبح البيت نظيفاً مرتباً ، تنفخ بأنفاسها فيطبخ الأكل ، تنفخ بأنفاسها فيغسل الغسيل ، تنفخ بأنفاسها فيمتلىء الحوض والجرار من ماء البئر .وكانت الخالة تستغرب هذا التغير في سرعة إنجاز العمل وإتقانه ، وخاطبت نفسها ذات يوم قائلة :- في المسألة سر يجب أن أكتشفه سأختبىء ، اليوم ، لأرى ما يفعلان .سمعتها البقرة الصفراء وهي تكلم نفسها ، فأخبرت عليا بالأمر وقالت لها :- تنفخ بأنفاسي على يديك ، من بعيد ، أو من ثقوب الأبواب ، لتنجزي العمل سريعاً .أخبرت الخالة عليا أنها ذاهبة إلى السوق ، وأختبأت في مكان تراقب منه ما يجري دون أن ترى ، شاهدت يدي عليا تعملان بسرعة عجيبة في التنظيف والطبخ والغسيل ، وخرجت من مخبئها وحملت السكين ، وهمت بقطع أصابع علياء حسداً وغيرة ، ثم عدلت عن ذلك ؛ لانها خشيت أن تعجز الفتاة عن مساعدتها ، وقررت أن تحطم قلبها بآبعاد أخيها عنها ، فنادت علياً وقالت له :- هيا .. خذ هذه السنارة ، وأملأ هذه السلة بالسمك من البحيرة ، ها قد أصبحت كبيراً ، وعليك أن تقوم بعمل مفيد .فقال علي :- حول البحيرة ، يا خالتي ، ضباع وحيوانات مفترسة ، وأخاف أن تأكلني .فصاحت به غاضبة :ـ أسمع كلامي ، وأذهب ، قبل أن تندم .وخاف علي من تهديدها ، فتناول السنارة والسلة ، ومضى متجاوزاً البقرة ، التي همست في أذنه مطمئنة :- لا تخف .. أنتظرني تحت التينة العتيقة .وهناك نفختت البقرة الصفراء على الوعاء فأمتلأ سمكاً طازجاً مثل سمك البحيرة ، وفرح علي بنجاته ، وشكر البقرة على إنقادها حياته ، وبقي معها ساعة من الزمن ، ثم عاد يحمل سلة السمك ، ودهشت الخالة من عودته سالماً بهذه السرعة ، وهو يحمل إليها ما طلبت ، فزداد حقدها ، وأيقنت أن في الأمر سراً ، فأمسكت به من شعره وجرته نحو البئر وقالت ، وهي تحني رأسه :- سأرميك في البئر ، أن لم تخبرني عن سر إنجازكما أي عمل بسرعة ، وسأقول لأبيك إنك وقعت وأنت تلعب ، أريد معرفة السر حالاً .بكت عليا وصاحت :- أرجوك ، يا خالة ، لا ترميه في البئر ، أرحميه :قالت :- أعترفي بالسر وإلاّ رميته وحرقت قلبك .قالت علياء :- سأقول .. سأقول .. أتركيه ..وصاح علي :- لا تقولي يا أختي ، دعيها ترميني ، أحفظي السر أرجوك .قالت :- لا يا أخي ، لا أريدك أن تموت ، البقرة الصفراء هي التي تساعدنا ، وتركت الخالة علياً ، وهزت رأسها وهي تقول :- البقرة الصفراء .. هكذا إذاً ، هذا ما كنت أحدث به نفسي .وذهبت من فورها ، ودهنت جسمها بماء الزعفران فأصبح شديد الصفرة كأجسام الأموات ، ونامت في السرير.وحين عاد الأب من عمله وجدها تئن من الألم