لندن / 14 أكتوبر / رويترز:حذرت بريطانيا التي تعدل إستراتيجيتها الخاصة بالأمن القومي يوم أمس الثلاثاء من تزايد خطر وقوع هجمات إرهابية باستخدام أسلحة كيماوية وبيولوجية ومشعة وخصت تنظيم القاعدة في باكستان بالذكر على أنه خطر رئيسي. وأشارت حكومة رئيس الوزراء جوردون براون أيضا إلى أن سياستها المعدلة الخاصة بمكافحة الإرهاب ستركز الجهود على محاولة منع الإسلاميين الذين يستخدمون العنف من إقناع الشبان المسلمين بأفكارهم المتشددة وإشراك بريطانيين عاديين في التصدي لهذا الخطر. ومن جهتها قالت وزيرة الداخلية جاكي سميث «نحن بحاجة إلى التصدي لأسباب الإرهاب. ونحتاج إلى التدخل مبكرا لمنع الأشخاص من تأييد التطرف العنيف فعليا أو تأييد الإرهاب.» وبريطانيا هدف للإسلاميين المتشددين منذ انضمامها إلى الولايات المتحدة في غزو أفغانستان والعراق بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001. وقتلت تفجيرات انتحارية 52 شخصا في لندن في عام 2005. وذكرت وزيرة الداخلية البريطانية أنّ أكثر من 200 شخص في الفترة بين عامي 2001 و2008 أدينوا بجرائم ذات صلة بالإرهاب وما زال مستوى الخطر على المستوى الوطني عند ثاني أعلى المستويات وهو «شديد» وهو يعني أن من المرجح إلى حد بعيد وقوع هجوم. وتطور الإستراتيجية الأمنية سياسة ترجع إلى عام 2003 تقوم على مبادئ المنع والملاحقة والحماية والاستعداد. وأشارت إلى أن بريطانيا بها على الأرجح أكثر خلايا القاعدة عددا وقدرة في أوروبا وتحذر من وجود إمكانية متزايدة لتحقق آمال المتشددين في استخدام أسلحة كيماوية وبيولوجية بل ونووية. وتقول الوثيقة «تغير التكنولوجيا وسرقة وتهريب المواد الكيماوية والبيولوجية والمشعة والنووية والمتفجرة تجعل هذا الطموح أمرا أكثر واقعية مما كان في الماضي القريب.» وتلقي الإستراتيجية الضوء على التهديدات الواردة من عدة مصادر إلا أن وزراء ومسؤولين يقولون إن المتشددين في باكستان يمثلون أكبر باعث للقلق معبرين بذلك عن آراء مماثلة لوجهات نظر إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما. ومن جانبها قالت أجهزة الأمن البريطانية إن هناك صلة باكستانية بكل المؤامرات الإرهابية الرئيسية التي تم إحباطها منذ عام 2001 تقريبا ويزيد عددها على عشرة وكذلك بتفجيرات عام 2005 بينما حذر براون يوم الأحد الماضي من أن «قلب تنظيم القاعدة» موجود في شمال باكستان. وأشارت محطة سكاي نيوز الإخبارية نقلا عن مصدر لم تذكر اسمه يوم أمس الثلاثاء إلى أن جهاز المخابرات الباكستاني تعرف على أكثر من 20 بريطانيا دربهم متشددون في باكستان وعادوا إلى بريطانيا حيث يمثلون خطرا امنيا. وأوضحت سميث أن الحكومة ستنفق حوالي 3.5 مليارات جنيه إسترليني (5.1 مليارات دولار) سنويا على مكافحة الإرهاب بحلول عام 2011 غير أن البلاد لا يمكنها أن تعتمد على أجهزة الأمن وحدها. ويجري تدريب نحو 60 ألف مواطن بريطاني عادي من حراس ومديري متاجر وغيرهم على التعامل مع الحوادث ورصد الأشخاص المشتبه بهم في الأماكن المزدحمة مثل مراكز التسوق. وقالت سميث انه سيكون هناك أيضا تركيز على تشجيع المجتمعات المحلية على «تحدي» أصحاب الآراء المتطرفة الذين لا يصلون إلى حد انتهاك القوانين المتعلقة بالتحريض على العنف، مضيفةً أنه «ينبغي أن نجادلهم ينبغي أن نوضح أن هذه الأمور غير مقبولة.» وعلى الصعيد ذاته قال المجلس الإسلامي في بريطانيا إن 200 من الزعماء الدينيين والمدنيين خلصوا إلى أن الإستراتيجية الجديدة ستؤدي إلى نتائج عكسية، مشيرًا إلى أن الحكومة «قد تكون عرضة لخطر اعتماد مفاهيم مضللة عن التطرف يمليها معلقون كارهون للأجانب.»