المجالس المحلية تجربة جديدة
يتساءل البعض عن الإنجازات التي قدمتها ولا تزال تقدمها المرأة اليمنية منذ قرون في حقول السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والأدب حتى في المجال العسكري والأمني.. بالرغم من معاناة ذوات الكفاءات من النساء في الوصول إلى مواقع صنع القرار، إلا أنها مسألة بديهة فالمرأة ما تزال في بدايات تفهمها النسبي لحصولها على حقوقها الكاملة والشاملة، لتستوعب معنى الحرية الفكرية والأيديولوجية والتحرر النفسي من قيود التخلف والأمية لتكسر بذلك تلك القيود والصعوبات التي تواجهها و تجتازها وتصعد السلم بنجاح.وعلى الرغم من تعثرها وسقوطها فإن ذلك لا يثنيها عن اكتساب تجارب عديدة في المجالات المختلفة منها الحقوقية والمعرفة القانونية لواجباتها الإنسانية، تجاه نفسها وأسرتها، ثم مجتمعها ووطنها.لا يختلف اثنان على أننا صرنا نرى المرأة وقد تجاوزت الحدود المظلمة، وتستطيع أن ترفع صوتها نحو الاتجاه الصحيح في ظل الوحدة والتمسك بمبدأ القيم الثورية والتمسك بدستورنا لدعم نهج العملية التنموية الشاملة بأسلوب راق يناهض الإنسانية ويدفع بعجلة الشباب نحو التعلم والتحديث والتأهيل وإعطاء فرص للعاطلين عن العمل والحد من البطالة.لابد من نبذ الفوضى وجذور الفتنة والإرهاب وذلك لا يتأتى إلا عن طريق التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لإحداث قفزة نوعية في تاريخ المرأة اليمنية التي احتضنت الشباب في الجمعيات المختلفة والندوات والمراكز من أجل تحقيق وإنشاء جيل صالح يستطيع مواكبة التطورات الحديثة الجارية نحو إحداث نهضة في مجالات الحياة كافة.وكما كانت المرأة حاضنة لجيل المستقبل فهناك العديد من الأمهات منهن المعلمة والطبيبة والصحفية والمهندسة وعاملة النظافة وسيدات المال والأعمال وغيرهن كثر، وهن يكافحن من أجل الخروج من السجون التي قبعن بداخلها في عصور التخلف والانغلاق متجهات صوب العمل والبناء وذلك لتلبية الاحتياجات اليومية من ملبس ومأكل ومشرب ومسكن للعيش بكرامة واستقرار ومعرفة قدراتهن غير المحدودة في إحداث تغيير جذري رغم كل الظروف التي ربما تعيق دعم المرأة اليمنية بسبب تخلف بعض العناصر الذكورية التي لا ترى حقاً للمرأة سوى وجوب وجودها في البيت فقط ، فالتربية بحد ذاتها تعد عاملاً مهماً في كل أسرة في كيفية زرع الأخوة والسلام والاحترام وسعة الصدر في كل أطفالنا لتعطي هذه البذور الجميلة الصغيرة مستقبلا إنتاجاً عظيماً يعزز من دورها ووجودها في المجتمع، فالأم الصالحة تستطيع أن تعطي أجيال صالحة تستطيع بتحديد نوعية المجتمع في كل بلد.ومن هنا أطالب فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حامل راية الوحدة والأمن والاستقرار إعطاء المرأة اليمنية فرصة التعبير عن رأيها في السياسة والاجتماع والثقافة والأدب والاقتصاد وبدعم خاص بسبب عدم قدرتها اليوم على تجاوز الرجل بالذات في المجالس المحلية فعدد الرجال اليوم أكبر في المجالس المحلية ، ونضوج برنامج السلطة المحلية ما زال بحاجة إلى العديد من الأعضاء، بحاجة إلى وقت لفهمه، أن هذا النظام يعتبر قانونـا جديدا يقدم الخدمة للمصلحة العامة، ما تزال المرأة اليمنية بحاجة إلى عملية التوعية السياسية واختيار الكفاءات منهن ليستطعن مواجهة التحديات والخروج بنتائج مشرفة وتكون جديرة بالذكر والافتخار.فاليوم المرأة اليمنية تطالب في كل محافظة ومديرية ومنطقة ومرفق حكومي وغير حكومي بالنظر إليها ليس كأنثى بل كفرد عامل ذي كفاءة عالية وقدرة على إحداث التغيير لصالح المجتمع والوطن شاكرة جميع التوجيهات والقرارات والبرامج المختلفة التي يقوم فخامة الرئيس بتقديمها لدعم المرأة اليمنية في المستويات كافة، مؤكدة أنه سيأتي اليوم الذي ستستطيع فيه المرأة أن تكون كيانـا حقيقيا يرفع بقدراتها والتوجه نحو المشاركة الحقيقية في صناعة القرار.