عالم الصحافة
في خطوة اعتبرت بمثابة احتجاج على التصرفات الإسرائيلية الأخيرة, أقدمت شركة تمتلك دورا للسينما في فرنسا على إلغاء عرض فيلم كوميدي إسرائيلي على شاشاتها كان من المفترض أن تبدأ حفلته الأولى هذا الشهر.وذكرت صحيفة نيويورك تايمز -التي أوردت الخبر في عددها أمس- أن شركة يوتوبيا للسينما قررت بدلاً عن ذلك عرض فيلم وثائقي فرنسي عن السفينة راشيل كوري, التي سُميت على الشابة الأميركية التي دهستها جرَّافة إسرائيلية حتى الموت بينما كانت تحتج على هدم أحد البيوت الفلسطينية في قطاع غزة عام 2003.وبالنسبة لآن ماري فوكون -وهي واحدة من مؤسسي شركة يوتوبيا التي تملك سلسلة من دور السينما في خمس مدن- فإن قرار حظر عرض الفيلم الإسرائيلي ما هو إلا ضرب من ضروب الاستهجان على لجوء إسرائيل لاستخدام العنف وحصار غزة.وقالت في مقابلة «إنه احتجاج من شركتنا كلها. نحن نعرض العديد من الأفلام الإسرائيلية, وننظم الكثير من المناظرات حول ما يحدث في العالم, لكن رد فعلنا هذه المرة كان قوياً للغاية وبطريقة تنم عن عاطفة جيَّاشة».غير أن آخرين ومنهم ريشار براسكييه -رئيس إحدى كبرى المنظمات اليهودية الفرنسية- يرون في حظر الفيلم دلالة على تنامي ظاهرة «نزع الشرعية عن إسرائيل» التي تسود طبقات المثقفين في فرنسا.وقال براسكييه إنه لأمر مخزٍ تماماً, واصفاً منع عرض الفيلم بأنه قرار سخيف ويفضح الطريقة التي يفكر بها بعض الناس في فرنسا.وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن رد الفعل على الحظر جاء سريعاً وعنيفاً, إذ أبدى البعض تأييده للقرار بينما حذر البعض الآخر من مخاطره على حرية التعبير.[c1] أميركا تفتقر إلى إستراتيجية إزاء إيران :[/c]ترى الكاتبة الأميركية كوري شيك أن العقوبات الدولية الأخيرة التي أجازها مجلس الأمن الدولي ضد طهران هي عقوبات واهنة، وتكشف عن غياب إستراتيجية أميركية لكيفية التعامل مع إيران.وبينما أشارت شيك في مقال لها نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية إلى قرار مجلس الأمن رقم 1929 الخاص بفرض المزيد من العقوبات على إيران بسبب استمرارها في برنامجها النووي, قالت إن إدارة الرئيس باراك أوباما حاولت بكل ما أوتيت من قوة تجميل ما وصفته الكاتبة بوجه إخفاق الإدارة وإحباطها الرئيسي.وفي حين صرح مسؤولون بإدارة أوباما في أكثر من مناسبة بشأن السعي الأميركي لفرض عقوبات قوية ضد إيران تؤدي لعزلها عن المجتمع الدولي، مثل تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الصيف الماضي المتمثلة في قولها إنها ستوحد المجتمع الدولي بشأن «عقوبات معطلة أو تؤدي إلى الشلل» فإن العقوبات المبينة بالقرار 1929 تبدو خفيفة بشكل كبير لدرجة أن البيت الأبيض بدا مرتبكا وهو يعلن الموافقة على القرار.وقال البيت الأبيض في بيانه «القرار يعيد التأكيد على رغبة المجتمع الدولي في تبديد الهواجس الدولية فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي عبر المفاوضات, في الوقت الذي بينا فيه الخطوات التي يجب على إيران انتهاجها لاستعادة ثقة المجتمع الدولي في برنامجها النووي من أجل تعليق أو التخلي عن تلك العقوبات».وقالت الكاتبة إنه من حق إيران أن تحتفل بما حققته، موضحة أنه لم يتم الحصول على الصوت الروسي إلا بعد استثناء الشركات الروسية من القيود، وأن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أعلن أنه سيتم إنجاز مفاعل بوشهر هذا الصيف عن طريق المساعدة الروسية المستمرة.وأما رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي ميخائيل مارغيلوف فقال إن الصفقة تسمح ببيع نظام صواريخ إس 300 إلى إيران، وهو ما حاولت الولايات المتحدة لسنوات أن تحول دونه. كل هذا علاوة على إلغاء نشر الصواريخ الدفاعية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) والتزام جانب الصمت فيما يتعلق بكبت الحريات داخل روسيا.وأشارت شيك إلى أن تركيا والبرازيل صوتتا ضد القرار وأن لبنان امتنعت عن التصويت, وأن إدارة أوباما لم تتمكن من إقناع أنقرة بالتصويت لصالح فرض عقوبات ضد طهران رغم كون تركيا حليفة للولايات المتحدة وترتبط معها بمعاهدة ولها حدود مع إيران والتي زارها الرئيس أوباما ليظهر أنه يتخذ موقفا جديدا من العالم الإسلامي.ومضت الكاتبة تقول «يبدو أنه لا توجد إستراتيجية لدى الإدارة الأميركية بشأن ما ستفعله لاحقا, فالعقوبات ليست إستراتيجية وإنما هي وسيلة لتحقيق هدف إستراتيجي لمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية.. مضيفة «إننا بالغنا في اعتمادنا على العقوبات لتحقيق ذلك الهدف الكبير وإن علينا التفكير بطريقة أكثر إبداعا بشأن كيفية جعل الحكومة الإيرانية تدفع ثمن خياراتها على المستويين الداخلي والدولي». وقالت الكاتبة «إنه يبدو أيضا أننا أسهمنا في إعادة تأسيس التعاون الروسي مع برامج إيران النووية والصاروخية.. وكشفنا عن عدم وجود أوراق بأيدينا لنلعبها باستثناء عقوبات واهنة».