من أعلام العرب
إعداد/ ميسون عدنان الصادقهو السموءل بن يحيى بن عباس المغربي عاش حياته بين الترحال والرياضيات والطب.لايعرف أحد متى ولد ولكن مسقط رأسه كان مدينة (طاس) التي أنجبت الكثير من رجال الفقه والعقيدة.ولد (السموءل) في أسرة يهودية فالأب عاشق العلم. كان الأب (يحيى بن عباس المغربي) واحداً من رجال العلم والحكمة والمعرفة وطالت الرحلة من المغرب إلى تونس فمصر ولم تتوقف إلا في مدينة بغداد ملتقى العلماء وهناك أشهر الأب إسلامه وتبعه ابنه الذي بدأ يتردد على مجالس العلماء الذين اندهشوا من سرعة استيعابه لعلوم الرياضيات خاصة الجبر وأيضاً في الطب وكان صاحب موهبة غريبة قال أحد الأساتذة يوماً : " نحن الأساتذة لم تكن لدينا مثل هذه الموهبة "كان (السموءل) قدرة على عمل العديد من المعادلات الحسابية ومسائل الجبر داخل دماغه دون أي إستعانة بأوراق أو أقلام ورد أستاذه (القيرواني) :- يا إلهي.. لقد بلغ من الصناعة الجبرية الغاية القصوى« وعندما تخرج في المدرسة الكبرى ببغداد قرر الانتقال إلى الموصل ليعمل في التدريس وبدأ في تأليف الكتب والرسائل العلمية.وجاء كتابه (الباهر في الجبر) واحداً من أهم المراجع العربية في هذا الشأن كان ذكاؤه الحاد قد مكنه من استيعاب كل النظريات والكتابات السابقة عليه.وفي الموصل تمكن من تأليف الكثير من كتب الجبر والطب لدرجة أن مؤلفاته العلمية وصلت إلى خمسة وثمانين كتاباً منها (الباهر في الجبر) ورسالة في التحليل (التركيب) (ورسالة الموجز المعنوي في الحساب) وكتاب حول (إعجاز المهندسين).ومن مؤلفاته في مجال الطب (المفيد الأوسط في الطب) و (نزهة الأصحاب في مباشرة الأحباب) كشف (المغربي) كذب الدعاوي اليهودية في الثوراة في كتابه (كتاب اتمام اليهود).وعلى الرغم من كل هذه المؤلفات العديدة المتنوعة فإن كتابه (الباهر في الجبر) يعد درة أعماله حيث وضع فيه براهين لم تكن موجودة من قبل. ورسم فيه الكثير من أشكال هندسية لم تكن مرسومة في علم الهندسة لدى العلماء الذين سبقوه حتى العالم الإغريقي (فيتاغورث) نفسه.وفي الكتاب استطاع (المغربي) أن يستخرج ما اسماه بالمجهولات سواء في الجبر ومسائله العديدة أو في براهين هندسية استعان بها لتفسير المجهولات وإخراجها خلال البراهين.استقر الرجل في الموصل زمناً طويلاً.ومثلما رحل مع أبيه يوماً من المغرب إلى بغداد فالموصل صحب اسرته الصغيرة من الموصل إلى اذربيجان.وفي مدينة المراوغة بأذربيجان استقر به المقام واستكمل تأليف الكتب ومنها (التبصير في علم الحساب) (الكافي في حساب الدرهم والدينار).واستطاع المغربي أن يكتب في علم الاقتصاد فأخذ يلمع هذا العلم في أوروبا بقرون عديدة ووجد (المغربي) في مأوه الجديد المزيد من الراحة للتأليف العلمي والكتابة.لكن فجأة لحق به المرض وهو لم يقدم كل ما عنده.وعلى الرغم من آلام المرض فإن (السموءل) استطاع أن يحفظ القرآن الكريم وأن يقرأ تفاسيره وأن يلمع بصحيح الأحاديث.وفي عام 1175 ميلادية مات (المغربي) عن عمر ناهز السابعة والخمسين.