القدس / 14 أكتوبر / رويترزأكدت برقيات دبلوماسية أمريكية مسربة أن الضغوط الإسرائيلية لضمان امتلاك أسلحة أمريكية أكثر تطورا مما تحصل عليه قوى عربية حليفة لواشنطن تعقدت نظرا لعدائهم المشترك تجاه إيران.وأوردت وثيقة سربها موقع «ويكيليكس» تحمل تاريخ يوليو تموز 2009 مناقشات بين مسؤولين دفاعيين من الولايات المتحدة وإسرائيل لمبررات تسليح السعودية ودول عربية أخرى في ظل الشكوك المثارة حول إمكانية منع إيران من تطوير أسلحة نووية.وفي هذا الصدد رد اندرو شابيرو المسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية للاعتراضات الإسرائيلية بعد ما استمع إليهم.. قائلا : «ثمة مصالح مشتركة مع دول الخليج التي ترى أيضا أن إيران تمثل تهديدا كبيرا».وأضاف «ينبغي لنا أن نستغل هذا التوافق (في المصالح)».ويعزز ما قاله شابيرو معلومات وردت في برقيات أخرى سربها الموقع وتشمل دعوة السعودية للولايات المتحدة لشن هجوم وقائي على إيران.وردد زعيم عربي الوصف الذي أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بأنه يشبه الزعيم النازي أدولف هتلر.بل ونقل عن نتنياهو تحذيره من أنه في حالة امتلاك إيران القنبلة النووية رغم الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لاحتواء أنشطة تخصيب اليورانيوم فإن ولاء العرب سينتقل من واشنطن إلى طهران.ويمثل ذلك مأزقا لمبعوثين إسرائيليين يجرون مفاوضات منذ فترة طويلة بشأن ضمان «تفوق عسكري نوعي» لإسرائيل بإمدادها بأحدث الأسلحة الأمريكية وفي الوقت نفسه التأكد من حصول العرب على تسليح أقل تطورا.وجاء في برقية السفارة الأمريكية بتاريخ يوليو 2009 «تتفهم إسرائيل نوايا السياسة الأمريكية بتسليح الدول العربية المعتدلة في المنطقة لمواجهة التهديد الإيراني وتفضل أن يكون مصدر هذه المبيعات الولايات المتحدة بدلا من دول أخرى مثل روسيا والصين ».وأضافت البرقية أن بنحاس بوخريس المسؤول الكبير بوزارة الدفاع الإسرائيلية في ذلك الحين «قال بوضوح إنه من غير الواضح بالنسبة له إلى أين تتجه السياسة الأمريكية تجاه إيران ».وقال الدبلوماسي الإسرائيلي البارز ألون بار «افتراض سد الفجوة بين قدرات إسرائيل والدول العربية إلى جانب امتلاك إيران أسلحة نووية قد يدفع الدول العربية المعتدلة إلى إعادة النظر في رأيها بأن إسرائيل جزء من المنطقة».ونقلت الوثيقة عن شابيرو تأكيده أن إدارة الرئيس أوباما عازمة على حرمان إيران من الحصول على أسلحة نووية وتوافق على أن مساعدة دول الخليج ينبغي ألا تلغي التفوق العسكري النوعي لإسرائيل»لكن شابيرو رفض طلبا إسرائيليا بالاطلاع على تقرير أمريكي عن مبيعات الأسلحة المزمعة للشرق الأوسط قبل تقديمه للكونجرس لأنه يحتوي تقييما سريا من أجهزة المخابرات.وفي الشهر الماضي أعلنت إدارة أوباما أنها ستمضي قدما نحو تنفيذ صفقة عسكرية قيمتها 60 مليار دولار مع السعودية. وقال الكسندر فيرشبو المسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية للصحفيين آنذاك «إسرائيل لا تعارض المبيعات».