العراق يقول إن قرارات سياسية لازمة بشأن القوات الأمريكية
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال شهود عيان إن انفجارين وقعا أمام وزارة الخارجية العراقية أمس الثلاثاء في الوقت الذي كان جون نيجروبونتي نائب وزيرة الخارجية الأمريكية يستعد فيه لعقد مؤتمر صحفي في المجمع المجاور بالمنطقة الخضراء في بغداد. وقالت الشرطة إن قذيفتي مورتر سقطتا في المنطقة ما أدى إلى إصابة خمسة مدنيين. وقال شاهد إن النيران نشبت في بعض السيارات. وقال آخر إنه تصاعدت سحابتان من الدخان. ويقع مبنى وزارة الخارجية إلى جوار المجمع الحكومي والدبلوماسي بالمنطقة الخضراء حيث تجمع الصحفيون لحضور المؤتمر الصحفي لنيجروبونتي ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري. وكان متشددون أطلقوا صواريخ أو قذائف مورتر على المنطقة الخضراء خلال زيارات قام بها مسئولون أمريكيون بارزون في الماضي للبلاد. ونيجروبونتي السفير السابق للولايات المتحدة لدى العراق متواجد في البلاد منذ عدة أيام وعقد اجتماعات مع مسئولين عراقيين بارزين. في سياق متصل قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس الثلاثاء إن الزعماء السياسيين العراقيين بحاجة لاتخاذ قرارات سياسية للانتهاء من اتفاق يسمح للقوات الأمريكية بالبقاء في العراق بعد انتهاء تفويض الأمم المتحدة العام الحالي. ويجري العراق والولايات المتحدة مفاوضات منذ شهور بشأن اتفاق أمني لحل الوضع في المستقبل بالنسبة للقوات الأمريكية بعد انتهاء التفويض. ويقول البلدان إنه ما زالت هناك حاجة للقوة الأمريكية وقوامها الآن نحو 146 ألف جندي لحماية العراق بالرغم من التحسن الكبير في الأوضاع الأمنية خلال الشهور الثمانية عشر المنصرمة. ومن بين القضايا الشائكة مواعيد انسحاب القوات الأمريكية ومسألة ما إذا كان بالإمكان محاكمة جنود أمريكيين يرتكبون جرائم أمام المحاكم العراقية. وقال زيباري في مؤتمر صحفي مشترك مع جون نيجروبونتي نائب وزيرة الخارجية الأمريكية الذي يزور البلاد “الموضوع يحتاج إلى قرارات سياسية وستلاحظون حركة سياسية نشطة في القيادات السياسية للبت في هذا الموضوع.” وأشار كل من الجانبين إلى أن الاتفاق أصبح وشيكا. وأشاد نيجروبونتي السفير الأمريكي السابق في بغداد بالتقدم الأمني “المدهش” في العراق والإجراءات السياسية مثل تمرير قانون الانتخابات المحلية. إلا أنه أشار إلى أن هناك حاجة لمزيد من التقدم السياسي والاقتصادي، وتابع “أتمنى أن يترجم العراقيون معا هذا التقدم إلى إعادة إحياء الاقتصاد وتوفير بنية تحتية وخدمات للسكان.” في غضون ذلك أعلن مجلس الرئاسة العراقي أمس الثلاثاء أن المجلس المكون من الرئيس ونائبيه وافق وبالإجماع على قانون الانتخابات المحلية الذي مرره مجلس النواب العراقي الشهر الماضي. وبحسب الدستور العراقي فان القوانين التي يقوم مجلس النواب بالتصويت عليها تكون بحاجة إلى موافقة مجلس الرئاسة المكون من الرئيس ونائبيه لكي تكون نافذة المفعول. ورفض الرئيس العراقي جلال الطالباني وهو كردي التوقيع على قانون الانتخابات بصيغته الأولى بعد أن رفضته الكتلة البرلمانية الكردية لأنه لم يلب مطالبها بخصوص مدينة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين العرب والأكراد والتركمان. إلى ذلك قال مسئول بوزارة الخارجية العراقية أمس الثلاثاء إن جامعة الدول العربية أرسلت مبعوثا ليرأس بعثتها في بغداد للمرة الأولى منذ 20 شهرا في أحدث مؤشر على تحسين العلاقات بين العراق والدول العربية. وقال حيدر البراك رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية العراقية إن المصري هاني خلاف تولى منصبه ممثلا للجامعة العربية التي تضم 22 عضوا في بغداد أمس الأول الاثنين. وأضاف البراك أن وجود خلاف كممثل للجامعة مقيم في بغداد يشير إلى عودة العرب للعراق وعودة العراق إلى العرب وتعزيز العلاقات بين العراقيين والعرب. وكان سفير الجامعة العربية السابق قد غادر العراق في يناير عام 2007 وهو يشعر بالإحباط بسبب تدهور الوضع في العراق قائلا إن الجامعة لم تتمكن من تحسين ظروف العراقيين.