شهود عيان: الإسرائيليون «أهانوا» ناشطي أسطول الحرية
ناشطات جزائريات احتجزن خلال غارة على قافلة مساعدات كانت تبحر الى غزة يلوحن بايديهن لدى وصولهن الى الاردن أمس الاربعاء
الجزائر /14اكتوبر/ رويترز:أكد ناشط أمس الأربعاء أن ناشطين على متن سفينة مساعدات تركية استخدموا العصي للدفاع عن أنفسهم في مواجهة هجوم القوات الخاصة الإسرائيلية لكنهم أجبروا في نهاية الأمر على الاستسلام وتم تقييدهم.وأفاد أحمد الابراهيمي أن الإسرائيليين أهانوا النشطاء. والابراهيمي جزائري ذكر انه كان على متن السفينة مافي مرمرة حيث وقع معظم العنف أثناء الهجوم الذي جرى يوم الاثنين.وقتل تسعة ناشطين في الهجوم ما أثار غضبا دوليا وزاد الضغوط على إسرائيل لرفع حصارها الذي تفرضه على غزة.وأبلغ الابراهيمي رويترز بالتليفون من الأردن بمجرد أن تم ترحيله من إسرائيل أن الناشطين كانوا غير مسلحين وأنهم لم يذهبوا لخوض معركة. وقال انه منسق المجموعة الجزائرية على متن سفن القافلة.وأضاف أنهم كانوا يؤدون صلاة الفجر عندما حاول الإسرائيليون أول مرة اعتلاء السفينة مرمرة.وأضاف ان الناشطين استخدموا العصي وكل ما أمكنهم العثور عليه للدفاع عن أنفسهم لوقف الهجوم. وقال انه أثناء الهجوم الثاني نجحوا في خطف الابن الصغير لقائد السفينة ثم وجدوا انفسهم مضطرين للاستسلام.وقال أن الإسرائيليين استولوا على الهواتف المحمولة ولم يسمحوا لهم باستخدام دورات المياه وقاموا بتقييد أياديهم واجبروا البعض على الارتكاز على بطونهم.وقال انه شاهد الكوماندوس الإسرائيليين يطلقون طلقات مطاطية لكنه لم يشاهد الحادث الذي استخدموا فيه طلقات حية. وقال الابراهيمي انه وزملاءه من الناشطين نقلوا في وقت لاحق من السفينة في ميناء اسدود ووضعوا في مركز اعتقال.
المطران هيلاريان كابوتشي يتحدث للصحفيين لدى وصوله الى سوريا أمس الاربعاء
وأضاف أن الإسرائيليين طلبوا منهم التوقيع على وثيقة كتبت باللغة العبرية وان الجزائريين رفضوا التوقيع على الوثيقة لانهم لا يعرفون العبرية والأكثر أهمية لأنهم لا يعترفون بإسرائيل.وأصدر مجلس الأمن نداء دعا فيه إلى إجراء تحقيق محايد في مسألة سقوط قتلى. وأيدت واشنطن ذلك. إلى ذلك يقول خبراء أمنيون أن الغضب بسبب الهجوم الإسرائيلي المُميت على قافلة سفن تنقل مساعدات لقطاع غزة قد يؤدي الى تنامي التشدد بين الشبان في تجمعات المسلمين في الدول الغربية الذين يشعرون بهياج بالفعل بسبب السجل العسكري للغرب في أفغانستان والعراق.ويقول محللون ومعلقون مسلمون انه بغض النظر عن السياق والوقائع التفصيلية للاشتباك فان قتل تسعة نشطاء على أيدي القوات الإسرائيلية هو الذي يسيطر على التصورات السائدة عن الحادث بين المسلمين الذي يكنون مشاعر خاصة لقضية فلسطين.والاشمئزاز من إراقة الدماء على سفينة تركية كانت تبحر في الطريق إلى غزة قد يترجم إلى عملية متزايدة لجمع الأموال لجماعات متشددة عابرة للقوميات كالقاعدة أو لجماعات مشابهة متحالفة أو يشجع التسامح أو حتى التعاطف مع هذه الجماعات بين المسلمين غير المسيسين.ويضيفون أن الاشمئزاز قد يدفع في بعض الحالات المتعاطفين سلبيا مع القاعدة إلى التحول إلى مشاركين نشطين ضد إسرائيل أو حلفائها الغربيين ويقوض التعاون الدولي المطلوب لتعقب التمويل غير المشروع للجماعات المتشددة.وقال نعمان بن عثمان وهو محلل ليبي مقيم في لندن ومساعد سابق لأسامة بن لادن «لا يوجد وضع أفضل من ذلك بالنسبة للقاعدة.. حقا أن الوضع خطير جدا».وأشار إلى أن خبراء الدعاية في القاعدة مهرة في اعادة تدوير مشاهد العنف المصورة في الشرق الأوسط لتحريض الأتباع.من جانبه اكد بيتر نيومان مدير مركز دراسات التشدد في كلية كينجز بجامعة لندن انه قد يثبت أن الحادث «نقطة ترجيح للكفة» مماثلة للإعلان عن إساءة الولايات المتحدة لسجناء عراقيين في سجن أبو غريب والذي يعتبره المحللون سببا في تعميق معارضة العرب والمسلمين للتدخل الغربي في العراق.وقال لرويترز «أتوقع تأثيرا كبيرا لهذا الحادث على التشدد. بغض النظر عن الوقائع ومن المسؤول عن العنف سيكون لهذا (الحادث) تأثير على مواقف الناس. ويصفه علماء النفس بأنه نقطة ترجيح للكفة قد تدفع شخصا ما من حالة سلبية إلى حالة إيجابية».وبينما كان تحول مواطنين مسلمين شبان نحو التشدد مصدر قلق في أوروبا منذ سنوات أثارت محاولة فاشلة قام بها أمريكي من أصل باكستاني لتفجير سيارة ملغومة في ساحة تايمز سكوير في نيويورك مخاوف من أن الولايات المتحدة معرضة كباقي البلدان الغربية الأخرى لخطر العنف من قبل مهاجرين.وفي لندن قال مصدر أمني بريطاني ان الحادث قد لا يؤدي بالضرورة إلى أي نتيجة مباشرة لكنه قد يخدم وجهة النظر الأوسع للقاعدة وقد يدعم بمرور الوقت رسالة متواصلة للتشدد.وذكر ايفان كولمان استشاري الإرهاب المقيم في الولايات المتحدة انه جرى التصدي لشبكات تمويل الإرهاب بشكل أفضل من خلال عقوبات قانونية مقبولة وتعاون عابر للقوميات بين حلفاء حلفاء إقليميين.وتهدد حوادث من قبيل الهجوم المميت على قافلة السفن لغزة بإضعاف «تصميم دولي مشترك لمعاقبة من يستغلون المساعدات الانسانية كغطاء لتمويل الإرهاب».وأعلن نشطاء مسلمون في بريطانيا عن غضبهم من الحادثة.وقال أبو معاذ من جماعة (كول تو اسلام) وهي جماعة إسلامية متشددة تتخذ من لندن مقرا لها وتدعو الى معارضة مطلقة لاسرائيل ان اليومين الماضيين شهدا «كثيرا من الغضب بين الشبان.»ومضى يقول «يتساءلون ماذا يعني التظاهر من أجل قضية عادلة.. لا توجد إجابة لدى الأئمة في المساجد».