أضواء
اختصر وزير الزراعة أزمة الدقيق في تصريح، إذ قال مشكوراً إن الوزارة الموقرة ستطرح في الأسواق في شهر شعبان القادم 20 ألف طن إن لم تخني الأرقام ولم تخذلني ذاكرة التقويم فلا بأس من الانتظار ثمانية أشهر طالما أن لدينا من يخطط لإدارة أزمة. واللافت ليس إلا قران أزماتنا مع الحبوب والأعلافأزمة شعير تليت بأزمة أرز ثم لاحقاً أزمة أعلاف ونخالة وأخيراً أزمة دقيق. سؤالي: لماذا نخصص مفردة ـ أزمة ـ مع حاجات البطون فلم نتحدث يوماً عن أزمة عقل؟ لماذا ترتفع أصواتنا عالياً مع الأعلاف والخبز ولا ترتفع مطلقاً مع أزمات الإعاقة الذهنية في النماذج التالية: لدينا أولاً أزمة ضمير تدعمها بالموازاة أرقام الطفرة والاقتصاد القوي التي تبذر اليوم فروخ الرضاعة من المال العام فهناك عشرات المشاريع المطروحة التي تنتهي ضباباً إلى مفترقين: إما هلامية الورق الذي لا تغادره، وإما سوء التنفيذ والحق بالطبع على فوارق العملة التي تذهب للعمولة على قانون:”اقطع لي وألزم لك”. لدينا أزمة أخلاق لأن السواد النافذ اليوم يتعامل مع المعطيات على مبدأ (لي ومن بعدي الطوفان).لدينا أزمة تعليم لم يتحدث عنها أحد من أهل القرار والاختصاص، فأربعة ملايين طالب يذهبون للفصول ونصف مليون معلم يذهبون للمدارس وكلا الطرفين يشعر بكل الجفاء والكراهية للكتاب والمنهج والمبنى وبيئة التعليم، وأعطوني معلماً واحداً أو طالباً وحيداً يحب مدرسته. لدينا أزمة رشاوى واختلاس ولدينا أزمة محسوبيات تذهب بالوظائف والمشاريع على طريقة الصدقات حيث الأقربون أولى بالمعروف. لدينا أزمة امرأة هي نصف المجتمع المعطل وكل من يجادل لها ومن أجلها تتلقاه التهم الجاهزة فيما نحن مجرد ـ خطة دفاعية ـ للرد على شبهات الكون من الصين لأمريكا حول وضع المرأة والصحيح أن خلف كل هذا الساتر الدفاعي شبكة مرمى ممزقة. نحن لسنا في مواجهة أزمة دقيق فحسب، بل في معضلة إدارة لكل أزمة. لدينا الفوائض بالمليارات ومع هذا انتظروا حتى شعبان كي نؤمن الدقيق! قيسوا على هذا حلولنا لكل أزمة. * عن / صحيفة (الوطن) السعودية